الكشف عن عارض قد يتنبأ بالخرف قبل سنوات من ظهور الأعراض الأخرى!
غالبا ما تصبح أعراض الخرف ملحوظة عند حدوث تدهور في الدماغ، وتشير دراسة جديدة إلى أن اللامبالاة قد تتنبأ بظهور الخرف قبل سنوات.
وتهدف أبحاث الخرف إلى تحديد بداية الخرف في أقرب وقت ممكن من أجل منع تدهور الدماغ.
وكشفت الدراسة، التي نشرت في Alzheimer’s & Dementia: the Alzheimer Association أنه عادة ما ترتبط اللامبالاة بالخرف الجبهي الصدغي، وهو نوع غير شائع من الخرف يسبب مشاكل في السلوك واللغة.
وعادة ما يتم تعريف الأعراض على أنها فقدان الحافز والمبادرة والاهتمام بالأشياء.
ولطالما ثبت ارتباط اللامبالاة بالخرف الجبهي الصدغي، لكن ما تبرزه الدراسة الجديدة هو كيف يمكن أن تظهر الأعراض في وقت مبكر.
ويمكن أن تبدأ اللامبالاة قبل ظهور الأعراض الأخرى بعقود، وتكون علامة على وجود مشاكل قادمة.
ويأتي الاكتشاف الجديد من مبادرة الخرف الجبهي الصدغي الجيني (GENFI) ، وهي تعاون بين العلماء في جميع أنحاء أوروبا وكندا.
ويشارك أكثر من 1000 شخص في GENFI ، من العائلات التي يوجد فيها سبب وراثي للخرف الجبهي الصدغي.
وأظهر البحث الذي قاده البروفيسور جيمس رو، في جامعة كامبريدج وزملاؤه، كيف أن اللامبالاة تتنبأ بالتدهور المعرفي حتى قبل ظهور أعراض الخرف.
وشملت الدراسة الجديدة 304 من الأشخاص الأصحاء، الذين يحملون جينا معيبا يسبب الخرف الجبهي الصدغي، و296 من أقاربهم لديهم جينات طبيعية. وتمت متابعة المشاركين على مدى عدة سنوات.
ولم يكن أي منهم مصابا بالخرف، ولم يعرف معظم الأشخاص في الدراسة ما إذا كانوا يحملون جينا معيبا أم لا.
وبحث الدارسون عن التغييرات في اللامبالاة واختبارات الذاكرة وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.
وأوضحت ماورا مالبيتي، عالمة الإدراك في قسم علوم الأعصاب الإكلينيكية في جامعة كامبريدج، والمعدة الأولى للدراسة: “من خلال دراسة الأشخاص بمرور الوقت، بدلا من مجرد أخذ لقطة سريعة، كشفنا كيف أن التغييرات الطفيفة في اللامبالاة تنبأت بحدوث تغيير في الإدراك، ولكن ليس العكس. رأينا أيضا انكماشا في الدماغ في المناطق التي تدعم التحفيز والمبادرة، قبل سنوات عديدة من ظهور الأعراض المتوقعة”.
وقال البروفيسور روجير كييفيت، من معهد دوندرز والمركز الطبي بجامعة رادبود في نيميغن، ووحدة علوم الإدراك والدماغ في MRC في كامبريدج: “تتطور اللامبالاة بشكل أسرع بكثير بالنسبة للأفراد الذين نعرف أنهم أكثر عرضة للإصابة بالخرف الجبهي الصدغي، وهذا مرتبط بضمور أكبر في الدماغ. في البداية، على الرغم من أن المشاركين الذين أصيبوا بطفرة جينية شعروا بصحة جيدة ولم تظهر عليهم أعراض، فقد أظهروا مستويات أعلى من اللامبالاة. وتنبأ مقدار اللامبالاة بمشاكل معرفية في السنوات المقبلة”.
وأضاف البروفيسور جيمس رو، من قسم علوم الأعصاب الإكلينيكية: “من أبحاث أخرى، نعلم أنه لدى مرضى الخرف الجبهي الصدغي، تعتبر اللامبالاة علامة سيئة من حيث العيش المستقل والبقاء على قيد الحياة. وهنا نظهر أهميتها في العقود التي سبقت بدء الأعراض”.
وقال رو إن الدراسة تسلط الضوء على أهمية التحقيق في سبب لا مبالاة شخص ما.
ما هي الأعراض الأخرى التي يجب توخي الحذر منها؟
يتطور لدى العديد من الأشخاص المصابين بالخرف الجبهي الصدغي عدد من السلوكيات غير المعتادة التي لا يعرفون عنها.
ووفقا لإدارة الصحة الوطنية البريطانية، تشمل العلامات:
• السلوكيات المتكررة، مثل الطنين وفرك اليد والنقر بالقدمين، أو الإجراءات الروتينية مثل المشي في المسار نفسه بالضبط بشكل متكرر.
• تغيير في تفضيلات الطعام، مثل الإعجاب المفاجئ بالأطعمة الحلوة، وسوء آداب المائدة.
• الأكل القهري وشرب الكحول أو التدخين.
• إهمال النظافة الشخصية.