منظمة اللاجئين الدولية تعرب قلقها الشديد على المدنيين في شمال دارفور
وكالات – صقر الجديان
أعربت منظمة اللاجئين الدولية عن قلقها البالغ إزاء الهجمات على المدنيين والنزوح الجماعي في شمال دارفور باقليم دارفور أقصى غرب السودان.
وأفاد شركاء منظمة اللاجئين الدولية على الحدود التشادية السودانية بفرار آلاف المدنيين من العنف على أيدي قوات الدعم السريع، ليصلوا في ظروف قاسية تُهدد حياتهم.
وتفتقر المنظمات الإنسانية، التي تعاني أصلاً من ضغوط جراء عامين من الحرب الأهلية، إلى الموارد اللازمة للاستجابة المناسبة.
ووصفت إحدى العاملات في المجال الإنساني على الحدود السودانية التشادية بحسب بيان منسوب لمدير منظمة اللاجئين الدولية لأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، دانيال ب. سوليفان، منشور على المنصة الرسمية لمنظمة اللاجئين الدولية، وصفت الأزمة بأنها من بين أسوأ الأزمات التي شهدتها في مسيرتها المهنية، وأنه يجب على قوات الدعم السريع وقف هجماتها، ويجب على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والشركاء الإقليميين اتخاذ إجراءات عاجلة لدرء الأسوأ.
وخلال الفترة القريبة الماضية شنت قوات الدعم السريع هجمات على الفاشر – آخر منطقة تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها في دارفور – والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين. وقد قُتل مئات المدنيين ونزح مئات الآلاف وسط تقارير عن هجمات واسعة النطاق بدوافع عرقية، بما في ذلك العنف الجنسي.
ويصل الآلاف إلى حدود السودان مع تشاد، وقد سافر الكثير منهم لمدة 15 إلى 20 يومًا بعد نزوحهم المتكرر، فيما لقي العديد من الأشخاص حتفهم على طول الطريق، إما بسبب العطش أو قتلهم على يد المسلحين بعد انفصالهم عن مجموعات أكبر.
يذكر أن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تواجه نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية والأغطية البلاستيكية اللازمة للمساعدة.
و كان لتجميد إدارة ترامب للمساعدات أثرٌ مدمرٌ بالفعل على اللاجئين السودانيين في تشاد. ويكافح هؤلاء اللاجئون حالياً للحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية الأساسية. ومع فرار موجة جديدة من اللاجئين من القتال، ترى منظمة اللاجئين الدولية أنه يتعين على دولة تشاد فتح حدودها، و على إدارة ترامب التراجع عن مسارها فورًا، والعمل، إلى جانب الجهات المانحة الأخرى، على زيادة المساعدات الإنسانية إلى تشاد وداخل دارفور لإنقاذ الأرواح.
يأتي القتال الأخير في ظل فظائع في مناطق أخرى من السودان، بما في ذلك عمليات قتل خارج نطاق القضاء على يد كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في الخرطوم، وقتل المدنيين على يد قوات الدعم السريع في غرب كردفان.
ونوهت المنظمة الدولية على أن هناك حاجة ماسة لقيادة دبلوماسية عاجلة من الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين للضغط على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية لوقف هجماتها على المناطق المدنية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. كما يجب على الجهات الخارجية، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والدعم الدبلوماسي، أن تستخدم نفوذها المادي لوقف هذه الفظائع.