مقالات الرأي

مركز عبد الحليم محمد الوطني

✍🏼 كابتن / معتز كبير

من أجل المجد الرياضي للدولة، يجب (ترييض) السياسة وليس تسييس الرياضة!

تمثل الرياضة أهمية كبرى للدول، لذا يجب الإلتفات إليها من قبل الدولة، نظراً لدورها في الإهتمام بالناشئين والشباب، حيث فيها تغيب الفوارق الإجتماعية، وتعزز التكامل المجتمعي، وتزداد وتيرة التنمية الإقتصادية، ولدورها في تعزيز السلام والإستقرار في العلاقات الدولية، إذ أمامها تتلاشى الحدود الجغرافية.

كرة القدم رياضة تحظى بقسط كبير من إهتمام المجتمع السوداني، ولكن تمر السنين ويستمر معها عدم الإهتمام بها وبقطاعها الأهم (الناشئين والشباب) من قبل الدولة والإتحاد المعني باللعبة.

تمر السنوات ولم يأتي بعد من يأخذ بيده المبادرة من مسؤولي اللعبة داخل السودان أو الجهات السيادية المختصة، لقيادة فترة إصلاحات تهتم بتكوين وتطوير الناشئين والشباب، وإطلاق مشروعات أكاديميات تابعة للأندية الكبيرة أو الأندية التي تتبع للمؤسسات كـ(بداية لمرحلة أولي).

ما ذكرناه سابقاً يؤكد على وجود علاقة تبادلية بين الرياضة والسياسة، لذا وجب على الدولة (المساهمة) والإهتمام بها وبمنتخباتها الوطنية التي أصبحت سفارة للدول، ومن أجل ذلك يجب (ترييض السياسة وليس تسييس الرياضة).

أقدم مقترح لإتحاد كرة القدم السوداني بتبني مشروع (مركز وطني للتكوين)، والذي أقترح أن يكون بإسم أحد أعظم الشخصيات الرياضية السودانية الدكتور عبد الحليم محمد، (مركز عبد الحليم محمد الوطني).

الغرض من هذا المركز هو أن يكون الأساس لجميع أعمال التدريب و(التعليم) والتطوير التي يقوم بها الإتحاد السوداني لكرة القدم، وأن يكون ساحة التدريب والإعداد لجميع منتخبات كرة القدم الوطنية السودانية في نفس الوقت، بما في ذلك (ذوي الإحتياجات الخاصة)، كرة الصالات، الذين يتنافسون في بطولات الإتحاد العربي والأفريقي والبطولات العالمية لكرة القدم.

مركز تكوين (تعليم وتدريب) يحتوي على نظام أكاديمي شامل للاعبي المنتخبات السنية (17،19،21) سنة، يهتم بالبحث عن اللاعبين الموهوبين وتوفير بيئة مناسبة لتكوينهم وتدريبهم وتثقيفهم، والإشراف على نظام تعليمي صارم يرتبط به اللاعب طوال فترة تدريبه وتكوينه.

* هذا (المركز) يجب أن تسبقه خطوة تمهيدية تكون رافداً له وللإسهام في تضييق الفجوة بين قوة بعض الأندية وضعف المنتخبات الوطنية السودانية وغيابها عن الوصول للنهائيات وعن منصات التتويج وندرة المواهب السودانية في السنوات العشر السابقة، لذا يجب على الإتحاد العام أن يلزم الأندية الكبيرة وأندية المؤسسات (الهلال، المريخ، الخرطوم الوطني، الأهلي، هلال الأبيض) بتأسيس أكاديميات تهتم بتكوين اللاعبين الصغار من عمر 9 سنوات حتى 21 عاماً بنظم تدريب خاصة قائمة على القوة البدنية والإهتمام (بالوعي التكتيكي والخططي) وإجادة كل لاعب لمهام مركزه بصورة مميزة وأن يكون التحصيل العلمي شرطاً هاماً ومؤثراً في هذه الأكاديميات.

نعلم أنه بسبب بعض الظروف قد يتضطر الإتحاد لتقليص الأعمار السنية في المرحلة الأولي ولكن بإمكان كل نادٍ أن ينفق وفق ميزانيته على مشروعه بالأكاديمية، بحيث يرتفع الإنفاق لدي أندية (الهلال والمريخ) ويكون متوسطاً لدي بقية الأندية.

ولنجاح هذه الأكاديميات لابد من توافر (شروط) التي تمكن أي نادٍ من قيادة مشروع النهوض بالأكاديمية وقطاع الناشئين لديه بصورة مميزة تحقق له أهدافه المطلوبة.

الخطوة الثانية هي تقديم مقترح (مركز عبد الحليم محمد الوطني) ورفعه لإدارة التطوير في الإتحاد الدولي لكرة القدم الـ(FIFA)، وبرنامج الهدف حتي يتم المصادقة عليه.

الفكرة والتنفيذ ليس بصعبة المنال إذا وجدت الدراسة وتخطيط طويل المدي والتنفيذ المثالي وفق جدول زمني.

إقتراحي لأرض (المركز) هو التصديق بجزء من الأفدنة الخالية والواسعة التي تتبع لأرض المدينة الرياضية بالخرطوم.

مشروع المركز، لابد أن يضع في الإعتبار على أن يحتوي على ما لا يقل عن (5) ملاعب تدريبية على مستوى عالٍ، مع كل من الأسطح العشبية والإصطناعية (الهجين)، وملعب داخلي كامل الحجم. كما يجب أن يحتوي على أحدث أجنحة العلاج المائي والميكانيكا الحيوية وصالات التدريب، ووسائل تحليل الفيديو، والأجنحة التعليمية والتدريبية، ومرافق العلوم الطبية والرياضية ومطعم وصالة طعام وفندق صغير مخصص للمنتخبات الوطنية عندما يكونون في الإقامة.

وأخيراً .. من السهل توفير نظام مالي ثابت بأن تتم إدارة مرافق الفندق (التابع للمركز) بشراكة مع مجموعة فندقية (علامة تجارية)، وبإستئجار الفندق من قبل أندية كرة القدم المختلفة عندما يكون خالي من الإلتزامات الوطنية، وأن تكون جميع المرافق الرياضية والتقييمية والطبية متاحة للتأجير من قبل الفرق الرياضية أو المشاريع التجارية.

أن تكون هنالك قدرة على التسويق وتجديد مصادر الدخل وتوقيع شراكات وإيجاد رعايا شركات كـ(الصمغ العربي، كنّانة، زين، MTN، فندق السلام روتانا، بنك الخرطوم، سودانير، وزارة المعادن، شركة رياضية عالمية).

عوامل جميعها تدر على الإتحاد السوداني لكرة القدم عوائد تعينه على تسيير العمل وإيجاد الإستقرار.

لدغة كوبرا 🐍: هل سننتظر طويلاً حتى نري مثل هذا المركز الوطني (المهم) يري النور؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى