استهدافات نوعية في النيل الأبيض: خسائر عسكرية مباشرة وتداعيات إنسانية وبيئية واسعة

كنانة – صقر الجديان
في تطور خطير شهدته ولاية النيل الأبيض مؤخرًا، نفذت هجمات مركزة ضد مواقع عسكرية حيوية تابعة للجيش ومليشيا البراء بنمالك، ما أسفر عن خسائر مباشرة في البنية التحتية العسكرية واللوجستية.
وقد تركزت العمليات على المنطقة الصناعية في مدينة كوستي، حيث طال الاستهداف محطة وقود رئيسية وعددًا من المركبات القتالية ومبانٍ عسكرية، بالإضافة إلى الهجوم الأبرز على قاعدة كنانة الجوية، الذي أسفر عن مقتل خبراء أجانب وتدمير منظومات تقنية متقدمة.
حجم الخسائر وأبعادها المباشرة
أفادت مصادر محلية أن تدمير مستودع «الوسيلة» للوقود بالمنطقة الصناعية في كوستي أحدث أثرًا بالغًا على سلاسل الإمداد العسكرية والمدنية معًا، حيث أدى ذلك إلى تهديد توافر الوقود للخدمات الأساسية في المنطقة، بما في ذلك النقل والإمداد للمؤسسات الحيوية.
كما تسبب الهجوم في إحراق مركبات قتالية وتضرر منشآت عسكرية، وسط تقارير عن سقوط قتلى وجرحى من القوات الموجودة بالموقع.
في السياق ذاته، تبرز المخاوف الإنسانية مع تزايد تأثيرات انقطاع الإمدادات على حياة المدنيين، لا سيما مع محدودية الموارد في ظل النزاع المستمر، ما قد يضاعف من معاناة السكان المحليين.
استهداف قاعدة كنانة الجوية وتداعياته الدولية
الهجوم على قاعدة كنانة الجوية شكّل نقطة تحول في طبيعة العمليات، إذ أسفر عن تدمير جهاز تشويش ومضاد كان يتم تركيبه، إلى جانب مقتل خمسة خبراء أجانب – ذكرت المصادر أنهم أتراك – إضافة إلى عدد من عناصر الجيش السوداني المسؤولين عن التركيبات. كما جرى تدمير طائرة مسيرة مخصّصة للاستطلاع.
هذا الاستهداف لا يقتصر أثره على الداخل السوداني فحسب، بل يمتد ليحمل انعكاسات على المستوى الدولي، خصوصًا في ظل وجود ضحايا أجانب، ما قد يفتح الباب أمام مواقف دبلوماسية وإعلامية متباينة. كما أن تدمير الطائرة المسيرة يكشف عن تحولات تقنية متقدمة في ساحة المعركة لصالح قوات تأسيس، ويثير تساؤلات عسكرية حول طبيعة هذه القدرات.
الأبعاد القانونية والإنسانية
منظمات حقوقية محلية ودولية دعت إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف في هذه الأحداث، من أجل توثيق ما جرى وتحديد المسؤوليات وضمان عدم إفلات المتورطين من المحاسبة.
وتؤكد هذه الدعوات على ضرورة حماية المدنيين والتمييز بين الأهداف العسكرية والمنشآت المدنية، منعًا لتحويل السكان إلى ضحايا عرضيين.
كما تبرز هذه الحوادث الحاجة الملحة إلى تعزيز إجراءات حماية البنى التحتية المدنية، وفصلها عن مسرح العمليات العسكرية، خصوصًا أن استمرار الاستهدافات بهذا الشكل يزيد من المخاطر على الأمن الإقليمي والساحة الإنسانية معًا.