أخبار السياسة المحلية

الأمم المتحدة تكثّف تحركاتها لاحتواء الأزمة الإنسانية في السودان

نيويورك – صقر الجديان

كثّفت الأمم المتحدة خلال الأسبوع الجاري جهودها الدبلوماسية والإنسانية لمواجهة الكارثة المتفاقمة في السودان، حيث أجرى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، اتصالات مباشرة مع الجيش وقوات الدعم السريع لبحث سبل وقف العنف وضمان وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.

وفي نيويورك، التقى فليتشر برئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، وناقشا ضرورة توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، خاصة في الفاشر بولاية شمال دارفور، التي تشهد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا. كما شدد على أهمية تسهيل دخول الإمدادات الإغاثية المجهزة مسبقًا.

وخلال اتصال هاتفي مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عبّر فليتشر عن “قلق بالغ” إزاء تدهور الأوضاع في الفاشر، داعيًا إلى وقف فوري للقتال، حماية المدنيين، وضمان مرور آمن للإمدادات.

وأكدت الأمم المتحدة في بيان الجمعة على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة في مختلف مناطق السودان، بما في ذلك دارفور وكردفان، لتلبية احتياجات الملايين من المتضررين.

الفاشر تحت النار

تشهد مدينة الفاشر أوضاعًا إنسانية مأساوية، مع قصف يومي بالطائرات والمدفعية وهجمات بالطائرات المسيّرة، ما تسبب في تفاقم أزمة الجوع وانتشار وباء الكوليرا.

وتشير تقارير أممية إلى أن المعارك العنيفة خلال الأسابيع الأخيرة أجبرت أكثر من 1,600 شخص على النزوح في غضون يومين فقط.

وتفيد منظمة الهجرة الدولية أن مئات الآلاف من النازحين يعيشون في ظروف قاسية بمناطق طويلة شمال دارفور، بينما أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن ما لا يقل عن 120 مليون دولار مطلوبة بشكل عاجل لتغطية الاحتياجات الأساسية هناك.

وفي المقابل، وسّع برنامج الأغذية العالمي نطاق عملياته، وقدم مساعدات غذائية وتغذوية لنحو 450 ألف شخص الشهر الماضي في طويلة والمناطق المجاورة.

اليونيسف تحت الهجوم

وفي تطور مقلق، كشفت اليونيسف أن مقرها الرئيسي في الفاشر تعرض لهجمات متكررة، أدت إلى مقتل سبعة مدنيين كانوا يحتمون داخله وإصابة آخرين.

وأوضحت المنظمة أن مسلحين اقتحموا المجمع مؤخرًا واستولوا على معدات اتصالات وعدد من المركبات، مشيرة إلى أن فرقها لم تتمكن من دخول الموقع منذ مارس 2024 رغم تمتعه بالحماية القانونية بموجب اتفاقيات الأمم المتحدة.

زيارة إلى الخرطوم

بالتوازي، أنهت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة دينيس براون زيارة استمرت يومين إلى العاصمة الخرطوم، برفقة ممثلي وكالات الإغاثة وشركاء العمل الإنساني.

وشملت الزيارة لقاءات مع مسؤولين حكوميين وعمال إغاثة ومجتمعات محلية، حيث جرى بحث أولويات الاستجابة الإنسانية وإعادة الإعمار.

وأعلنت اليونيسف أنها أرسلت مولدين كهربائيين إلى الخرطوم للمساهمة في توفير مياه نظيفة بالمناطق المتأثرة بتفشي الكوليرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى