الجيش يتصدى لهجوم قوات تأسيس في الفاشر وسط تحذيرات من كارثة إنسانية
قصف الطيران المسيّر ومراكز الإيواء يزيد الأوضاع مأساوية والنازحون يواجهون خطر المجاعة

الفاشر – صقر الجديان
تصاعدت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات تأسيس بمدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، حيث أعلن الجيش، الأحد، أنه تمكن من صد هجوم عنيف استهدف محيط قيادة الفرقة السادسة مشاة، إحدى أهم قواعده العسكرية في الإقليم.
وخلال الأسبوع الماضي، حققت قوات تأسيس تقدمًا ميدانيًا محدودًا داخل المدينة، بعد وصولها إلى مقرات تابعة للفرقة السادسة مشاة، من بينها السلاح الطبي، وسلاح الإشارة، ومعسكر المدرعات، قبل أن ينجح الجيش وحلفاؤه في إجبار القوات المهاجمة على التراجع.
وقالت قيادة الفرقة السادسة مشاة، في بيان، إن قواتها تمكنت من صد هجوم مزدوج شنّته “المليشيات الإرهابية” – في إشارة إلى قوات تأسيس – على مدينة الفاشر من محورين، مؤكدة أنها أحبطت محاولات لاستهداف مستشفى السلاح الطبي جنوب المدينة ومستشفى اقرأ في شمالها.
وأضاف البيان أن قوات تأسيس استخدمت في الهجوم أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة ودبابات قتالية، مشيرًا إلى تدمير دبابة وعدد من السيارات القتالية، ومقتل ما لا يقل عن مائة من عناصر القوات المهاجمة.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
تزامن التصعيد العسكري مع تدهور حاد في الأوضاع المعيشية داخل المدينة، بعد توقف المطابخ المجانية عن تقديم وجبات للنازحين في مراكز الإيواء لليوم الثاني على التوالي.
ووجّه مشرف تكية وسقيا الفاشر، محي الدين شوقار، نداءً عاجلًا للحكومة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، داعيًا إلى تدخل فوري لإنقاذ المدنيين من خطر المجاعة الوشيكة.
وقال شوقار في تعميم صحفي: “الوضع وصل إلى مرحلة كارثية، فقد نفدت المواد الغذائية الأسواق وتوقفت المرافق الحيوية، وعلى رأسها تكية الفاشر التي لم تتمكن من إعداد أي وجبة للنازحين، مما ينذر بحدوث مجاعة وكارثة إنسانية لا يمكن تداركها”.
ودعا شوقار إلى إسقاط المواد الغذائية جوًا بشكل عاجل وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإمدادات الغذائية والطبية، مشددًا على أن “إنقاذ من تبقى من إنسان الفاشر مسؤولية تاريخية وإنسانية لا تحتمل التأجيل”.
استهداف المدنيين ومراكز الإيواء
في السياق، واصلت قوات تأسيس قصف مواقع مدنية في الفاشر خلال الأيام الأخيرة، مستخدمة القذائف المدفعية والطائرات المسيّرة، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى إفراغ المدينة من سكانها.
ويوم، استهدفت قوات تأسيس مركز إيواء دار الأرقم بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تدمير الملاجئ تحت الأرض وأربع غرف مكتظة بالنازحين، وسقوط أكثر من 60 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال وكبار سن.
وفي المقابل، نفى المتحدث باسم قوات تأسيس، في بيان الأحد، الاتهامات الموجهة إليهم بقتل المدنيين، زاعمًا أن المدينة “خالية من السكان المدنيين” وأن من يتم استهدافهم “عناصر عسكرية موالية للجيش.