أخبار السياسة العالمية

الملك محمد السادس يعلن عن تقديم نسخة محينة من مبادرة الحكم الذاتي إلى الأمم المتحدة

الرباط – صقر الجديان

أعلن الملك محمد السادس عن عزم المملكة المغربية تقديم نسخة محينة ومفصلة من مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء إلى الأمم المتحدة، لتكون الأساس الواقعي والوحيد للمفاوضات حول تسوية النزاع الإقليمي.

وجاء هذا الإعلان في خطاب وجهه العاهل المغربي إلى الشعب، مساء الخميس، عقب تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل سياسي دائم للنزاع حول الصحراء.

وقال الملك في خطابه:

“في سياق هذا القرار الأممي، سيقوم المغرب بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، وسيقدمها للأمم المتحدة لتشكل الأساس الوحيد للتفاوض، باعتبارها الحل الواقعي والقابل للتطبيق.”

وأعرب العاهل المغربي عن شكره وامتنانه للدول التي أسهمت في هذا التحول التاريخي، بمواقفها الداعمة وجهودها البناءة، منوهاً بالدور البارز الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، والتي “مكنت جهودها من فتح الطريق نحو حل نهائي لهذا النزاع”.

كما وجّه الملك الشكر إلى بريطانيا وإسبانيا وخصّ فرنسا بالإشادة لجهودها في دعم المسار السلمي، إلى جانب الدول العربية والإفريقية الشقيقة التي عبّرت باستمرار عن دعمها الثابت واللامشروط لمغربية الصحراء، وكذلك مختلف الدول عبر العالم التي تؤيد مبادرة الحكم الذاتي.

وأكد الملك محمد السادس أن المغرب، رغم التطورات الإيجابية المتسارعة في قضية وحدته الترابية، يظل حريصًا على إيجاد حل “لا غالب فيه ولا مغلوب”، يحفظ كرامة جميع الأطراف، مضيفًا:

“المغرب لا يعتبر هذه التحولات انتصارًا، ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات.”

وفي سياق إنساني واضح، وجّه العاهل المغربي نداءً صادقًا إلى إخوانه في مخيمات تندوف، داعيًا إياهم إلى اغتنام الفرصة التاريخية لجمع الشمل مع أهلهم، والاستفادة مما يتيحه مشروع الحكم الذاتي من إمكانات لتدبير شؤونهم المحلية والمساهمة في تنمية وطنهم ضمن المغرب الموحد.

وقال الملك: “بصفتي ملك البلاد، الضامن لحقوق وحريات المواطنين، أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف وبين إخوانهم داخل أرض الوطن.”

كما وجه العاهل المغربي دعوة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل فتح حوار أخوي وصادق بين المغرب والجزائر، لتجاوز الخلافات القائمة وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وحسن الجوار.

وأكد الملك في ختام خطابه التزامه بمواصلة الجهود لإحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين دوله الخمس، خدمةً لمصالح شعوب المنطقة واستقرارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى