أخبار السياسة المحلية

عودة تدريجية للمستشفيات بالخرطوم وتحذيرات من تفشي الملاريا

الخرطوم – صقر الجديان

أعلنت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، عودة نحو 284 مستشفى ومركز صحي إلى العمل بولاية الخرطوم بعد أن طالها التدمير والتخريب إبان سيطرة قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من الولاية، وسط تحذيرات من تنامي معدلات الاصابة بالملاريا.

وتعرض القطاع الصحي بولاية الخرطوم لأضرار بالغة خلال العام الأول من الحرب، حيث خرج نحو 70% من المستشفيات عن الخدمة كليًا أو جزئيًا نتيجة القصف والنهب وانعدام الإمدادات.

كما تعرض أكثر من 120 مستشفى في القطاعين العام والخاص للنهب، ما فاقم من تدهور الخدمات الصحية وقلّص قدرة الولاية على الاستجابة للاحتياجات العلاجية المتزايدة.

وتعرضت البنية التحتية المرجعية لأضرار جسيمة، أبرزها تدمير المعمل القومي «استاك» وبنك الدم المركزي، وخروج المراكز المرجعية الرئيسية بالولاية عن الخدمة، الأمر الذي أثّر مباشرة على خدمات التشخيص ونقل الدم، ورفع من مخاطر التأخير العلاجي، خاصة للحالات الحرجة والطوارئ، طبقًا لشبكة أطباء السودان.

وقالت الشبكة في تقرير أعده فريقها عبر آلية تتبع لتأهيل المرافق الطبية في القطاعين العام والخاص، وبالجهود المحلية، إن التقرير أوضح جانبًا مطمئنًا رغم حجم الخسائر، حيث تشير المؤشرات إلى بداية عودة تدريجية للمستشفيات إلى الخدمة، إذ ارتفع عدد العاملة منها في القطاعين العام والخاص إلى أكثر من 40 مستشفى من جملة 120 مستشفى كانت قد خرجت من الخدمة.

وكشف التقرير عن صيانة أكثر من 17 مستشفى يُتوقع دخولها الخدمة خلال يناير المقبل، بما يعزز التغطية الصحية ويخفف الضغط على المرافق العاملة.

وأوضح أن القطاع الصحي بدأ في اتخاذ تدابير طارئة لتحسين الوصول إلى الخدمات، من خلال تشغيل 10 عيادات جوالة لتقديم الرعاية الصحية داخل ولاية الخرطوم، بهدف تخفيف معاناة المواطنين في الوصول إلى المرافق الطبية، خاصة في المناطق المتأثرة أو البعيدة عن المستشفيات.

ورصد فريق الشبكة إجمالي المراكز الصحية التي تقدم الخدمات الأساسية للمواطنين بالولاية، والبالغ عددها نحو 282 مركزًا، حيث تمت إعادة العمل، بجهود مشتركة بين الأهالي والمنظمات العاملة والقطاع العام، في 244 مركزًا، فيما لا تزال 38 مركزًا غير عاملة، ما يستدعي جهودًا إضافية لإعادة التأهيل وضمان استمرارية الخدمة.

وفيما يخص المراكز المرجعية، قال التقرير إن أعمال الصيانة والتأهيل في مستشفيات الخرطوم والشعب وبحري وأحمد قاسم ومستشفى الأمين للأطفال وصلت إلى مراحل متقدمة، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة بصورة شبه كاملة في يناير المقبل، وفقًا لمصفوفة التتبع التي تعتمد عليها فرق الشبكة.

تفشي الملاريا

من جهة أخرى، حذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، الأربعاء، من تفشي الملاريا في عدد من ولايات البلاد، حيث سُجلت أكثر من ألفي حالة إصابة و80 حالة وفاة خلال الشهرين الماضيين.

والأسبوع الماضي تحدثت وزارة الصحة عن نقص في أدوية الملاريا بعدد من الولايات، بما في ذلك الخرطوم، كما أعلنت عن استراتيجية لامركزية لمعامل الصحة العامة في ست ولايات للكشف المبكر عن الأوبئة.

وقالت أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو فرعية أم درمان، أديبة إبراهيم السيد، لسودان تربيون إن اللجنة سجلت 2576 إصابة و80 حالة وفاة بالملاريا خلال شهري نوفمبر وديسمبر الحالي.

وأضافت أن معظم الحالات تتركز في معسكرات النزوح، خاصة في الأبيض ومراكز الإيواء، بسبب سوء الظروف الصحية وقلة الغذاء، وتراكم النفايات، ومشاكل الصرف الصحي، بالإضافة إلى نقص الأدوية والكوادر الصحية.

وأشارت إلى أن أسباب زيادة الوفيات بالملاريا تعود إلى النقص الكبير في الأدوية، رغم استلام وزارة الصحة دعمًا من شركة الحكمة الأردنية بقيمة 600 ألف دولار للمساهمة في مكافحة الملاريا وحمى الضنك، إلا أن هذا الدعم لم يصل إلى المشافي والمراكز الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى