أخبار خدمية

إنعقاد مؤتمر هندسة الفيضانات والسواحل ASMR بالخرطوم

الخرطوم – صقر الجديان

تهدف منظمة ASMR غير الحكومية إلى تسهيل الوصول لممارسات وإجراءات محسنة للتنمية الحضرية والمستدامة لتحقيق رؤية واضحة هي: خلق وطن أفضل للجميع. حيث نؤمن أن الازدهار ورغد العيش حق لجميع الأفراد والمجتمعات على أرضنا الحبيبة، وذلك يشمل السلام وبيئة حياة مستدامة على مستوى العالم.

وُلدت التنمية الحضرية بالضبط في اللحظة -التي ولأول مرة في تاريخ البشرية كله- يعيش فيها أكثر من نصف الأشخاص على قيد الحياة في العالم بأسره في المدن والبلدات ويعملون حاليًا فيها وفي الأماكن الحضرية الأخرى. ولقد حدث هذا التغيير بسرعة كبيرة بحيث أنه منذ نصف قرن فقط كان ثلث سكان العالم متحضرًا ، وبعد نصف قرن من الآن سيكون ما يقرب من ثلثي سكان هذا الكوكب من سكان الحضر.

يعتبر التمدّن (من المدينة) والتنمية المستدامة في عالم اليوم من أساسيات الاقتصاد، والمجتمع، والبيئة لدرجة أن صنع عالم متحضر وتحسين الحياة الحضرية يعني خلق عالم أفضل للجميع، بما فيهم الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في مناطق ريفية بما فيهم أولئك الذين في السودان.

النقطة الأولى: الجمع بين التنمية الحضرية والتنمية المستدامة

تهدف استراتيجيتنا الرئيسية إلى لم شمل الجميع معا للتحدث في حوار واحد عن مستقبل المدن في السودان. وهذا ما نعنيه بالانضمام للتنمية المستدامة العالمية. فهي فكرة جديدة إلى حد ما في العالم، وتمثل نقلة نوعية حقيقية لأننا نتحدث عن معاملة العالم كله كمكان واحد وظاهرة واحدة ضمن نمط موحد من المشاريع والبحث العلمي. كما أنه لم يقم أي شخص أو أي مؤسسة بهذا من قبل فيما يتعلق بالتنمية الحضرية في القارة الأفريقية على وجه الخصوص.

حيث تعمل التنمية الحضرية العالمية على كسر الحواجز بين هذه الشبكات الثلاث المختلفة. فقمنا ببناء أول شبكة تنمية حضرية عالمية حقًا بدءًا من العديد من المتخصصين البارزين في مجال التنمية الحضرية والتخطيط الاستراتيجي، متعاونين مع جميع الهيئات المرتبطة.

النقطة الثانية: الوقوف على المبادئ والقيم

ثانيًا ، اخترنا التركيز في اتصالاتنا وتعاملاتنا مثل كتيب التعريف بنا والموقع الإلكتروني والتدريس المباشر بين الطالب والمعلم ومشاركة التكنولوجيا ونقل المعرفة، وكذلك في شكل مؤسستنا، والقيم والمبادئ التي نقف من أجلها بدلاً من الأنشطة الوظيفية. ولذلك قمنا بتنظيم التخطيط الاستراتيجي والتنمية الحضرية حول موضوعات هي قلب وروح ما سنعمل عليه وما نأمل في تحقيقه في السودان.

هذه الموضوعات هي:

1- تحليل التنمية المستدامة والحضرية: شرحنا هذا الموضوع مسبقا في النقطة واحد. ونهدف تحت هذا الموضوع، إلى نشر مقالات عبر الإنترنت واستمارات البحث والمشاركة في الندوات وورش العمل والمؤتمرات للمناطق غير المتطورة والأشخاص والمهنيين غير القادرين على العمل جنبًا إلى جنب مع المنظمات الدولية والوطنية في السودان مثل هابيتات الأمم المتحدة واليونسكو والوكالة اليابانية للتعاون الدولي وغيرها الكثير بما في ذلك الهيئات المحلية والحكومية بقطاعاتها المختلفة.

2- العمل على المساواة بين الجنسين (بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة): نعتقد أن السودان سيبدأ في التعافي والعيش بسلام مع الازدهار في جودة الحياة للجميع فقط إذا لعبت النساء دورًا قياديًا أكثر أهمية. لأن فهمهم المميز لدور الأسرة، والأهمية الثمينة للحياة المستدامة، والقدرة على الحب والتسامح أمر حاسم لإحراز تقدم حقيقي نحو مستقبل أفضل. وحتى ننجز هذه المهمة الحيوية، يجب أن نعمل على كسر الحواجز التمييزية ضد الفتيات والنساء من جميع الأعمار، وتشجيع النساء على القيام بأدوار قيادية أكبر في جميع مؤسسات مجتمعنا على كل مستوى وموقع. ولذلك تشمل مشاريع التخطيط الاستراتيجي والتنمية الحضرية دعم الأهداف الإنمائية للألفية بشأن المساواة بين الجنسين، والتركيز على تعزيز قيادة المرأة من الأساس في التخطيط والتنمية الحضرية.

3- الاعتزاز بتراثنا الحضري: يعتقد بعض الناس أن هذا كان اختيارًا غير عادي لموضوع رئيسي. ولكن، وجهة نظرنا هي أن القيم الثقافية والبيئية أساسية للغاية لتعزيز الازدهار الاقتصادي ونوعية الحياة في العالم.

 ففي إطار هذا الموضوع سنتناول ما يجعل الحياة الحضرية مميزة وتستحق العيش حقًا وسنعمل على مشاريع تسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية وتشجع الاستثمار العام والخاص في: الحفاظ على المباني والمناطق التاريخية، والاحتفاء بالتنوع العرقي والثقافي، وتعزيز السياحة التراثية ، وتقدير الترفيه والطبيعة. وساهم العديد من أعضاء اللجنة بمقالات في هذا المنشور الحديث.

4- تصور المستقبل المستدام: نهدف من خلال وسائل الإعلام والفنون، إلى تحديد طرق جديدة لإنشاء وتقديم صور لمجتمع مستقبلي للتنمية الاقتصادية المستدامة يكون في تناغم نسبي وتوازن مع دورات الطبيعة القائمة على الحفاظ على جميع الموارد الطبيعية وإعادة استخدامها (ليس فقط الأحفوريات مثل الوقود، ولكن الماء، والأرض، والمواد، وما إلى ذلك)، بدلاً من الإفراط في استخدامها وإهدارها.

 وبعبارة أخرى، يمكن للأشخاص والأماكن والمنظمات في جميع أنحاء العالم “أن يصبحوا أكثر ثراءً عندما يصبحون أكثر اخضرارًا”، وكسب المزيد من الأموال وتوفيرها باستخدام موارد أقل وإعادة استخدام المزيد. وسيكون الجميع في وضع أفضل اقتصاديًا وبيئيًا، مع ازدهار أكبر، وتحسين للصحة، وتحسين لنوعية الحياة، وسلام أكثر استقرارًا (لأن الناس لن ينخرطوا في صراع عنيف على الموارد النادرة بشكل متزايد).

5- مواجهة التحديات البيئية: إن تجميع بلد بأكمله معًا ليس بالمهمة السهلة خاصة عندما تتعامل مع بلد بهذا التنوع الهائل في الجغرافيا والتقاليد والخلفيات الثقافية المختلفة. لكننا نأمل أن نبدأ بتوحيد المناطق الحضرية بأكملها منطقة تلو الأخرى. فالسودان الحضري الحقيقي منظم في مناطق حضرية. كما أن حيوية الاقتصاد العالمي تعتمد الآن بشكل أساسي على الدور الديناميكي لهذه المناطق الحضرية، ومع ذلك فإن الحكومات ليست منظمة لتعكس هذا الواقع الجديد. فنحن نعيش في عالم حضري مع “عقلية مناهضة للمدن” فيما يتعلق بالسياسة العامة ، مع استثناءات قليلة جدًا لهذه الحقيقة العامة. ASMR مكرسة لجعل المؤسسات الدولية والحكومات الوطنية وحكومات الولايات وحكومات المقاطعات تدرك أهمية الاستثمار في المناطق الحضرية من أجل تحسين الصحة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الشاملة للعالم. نحن ملتزمون جدا بإنشاء آليات جديدة للحوكمة المدنية العامة والخاصة التي تمكن المناطق الحضرية من العمل معًا بشكل أكثر فعالية من خلال زيادة التعاون عبر البلديات و/أو الولايات و/أو المقاطعات، وحتى الحدود الوطنية، لا سيما في التعامل مع قضايا استخدام الأراضي والتخطيط والتصميم، والنقل والبنية التحتية، والبيئة المستدامة.

6- إنشاء التنمية الاقتصادية المستدامة: الغرض من هذه المبادرة هو تعزيز الحوار والحركة لتوليد واستدامة الازدهار وجودة الحياة للجميع، في المناطق الحضرية والمناطق الريفية في كل قارة. فالتنمية الاقتصادية المستدامة هي إطار عمل جديد تقوده ASMR في السودان، مع التركيز على التعاون والعمل الجماعي عبر المناطق الحضرية لتحسين الصحة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ويركز إطار العمل على إنشاء استراتيجيات استثمار عامة وخاصة ومدنية منسقة تعامل جميع الأفراد والمجتمعات كأصول يتم تضمينها في عملية صنع السياسات، للمساهمة في إنتاجية المجتمع، والاستفادة من ثمار الازدهار. فالتنمية الاقتصادية المستدامة هي قوة للوحدة، حيث أنها تؤكد على المصالح المشتركة للجميع عبر الولايات القضائية الحكومية، والأهمية الحيوية للعدالة الاجتماعية والحوكمة التشاركية والاستدامة البيئية باعتبارها اللبنات الأساسية لاقتصاد تنافسي ومبتكر على المستوى المحلي والإقليمي والوطني والدولي. ستهدف ASMR إلى تحقيق قيادة ناجحة لقضايا التغيرات المناخية التي تواجه السودان والذي يمر بحالة حرجة للغاية حاليًا، نظرًا لأسباب عديدة، وسنعمل مع الحكومات دون الوطنية والسلطات المحلية في كل من السودان والدول المجاورة – الولايات والمحافظات ، المناطق والمقاطعات والمدن والبلدات والقرى – لتقوية اقتصاداتنا واقتصاداتهم من خلال تحسين بيئانما المشتركة. فمن خلال الترويج الفعال للابتكار والكفاءة والحفظ في استخدام وإعادة استخدام جميع الموارد الطبيعية والبشرية، يمكن زيادة الوظائف، والدخل، وتنمو الأعمال التجارية، وتعزز إنتاجيتها الإجمالية وقدرتها التنافسية.

7- تحسين الصحة العالمية: يتطلب تحقيق الرخاء المستدام وجودة الحياة لكل شخص ومجتمع في جميع أنحاء السودان تركيزًا كبيرًا على تحسين الصحة العامة. لانه الأشخاص والمجتمعات الأصحاء هم من يمكنهم الازدهار والحفاظ على نوعية حياة عالية. ستولي المنظمة غير الحكومية ASMR أكبر قدر ممكن من الاهتمام لزيادة الوعي بالظروف الصحية والأمراض التي تؤثر على المجتمعات السودانية في المناطق المتنوعة ودعم جميع المجموعات التي تنطوي في نفس الاتجاه.

8- استراتيجية اقتصادية حضارية: النهوض بالابتكار والازدهار وجودة الحياة. جيث تجمع هذه المبادرة بين الابتكار التكنولوجي والقدرة التنافسية العالمية والاستدامة والشمولية المصممة لتوليد الرخاء ونوعية الحياة للمدن المركزية والمناطق الحضرية والولايات/المقاطعات والدول في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، الاستجابة للمخاطر وحالات الطوارئ والمرونة في التعامل معها لأن تلك الحوادث الطارئة هي بمثابة ضربة كبيرة للاقتصاد وتؤثر على البلاد ونسبة كبيرة من فقدان الموارد.

النقطة الثالثة: الانخراط في التخطيط الاستراتيجي/المرونة في مواجهة المخاطر

ثالثًا، نحن منخرطون فيما نسميه “التخطيط الاستراتيجي”. فالتنمية الحضرية العالمية ليست في الأساس “مؤسسة فكرية” أكاديمية تنتج كميات من الأبحاث العلمية، ونحن لسنا بشكل أساسي شركة استشارية تدير مئات المشاريع الفردية. فنحن سنجمع بين البحث والتعليم، وكذلك العمل العملي الموجه. ومع ذلك، فإن كل ما نقوم به سيأتي تحت خطتنا الاستراتيجية وسياستنا. ما يعنيه هذا هو أننا نحاول تغيير الطريقة التي يفكر ويتصرف بها الناس في البلاد. فهدفنا حرفيًا إعادة تعريف الواقع – لتغيير تعريف ما هو ممكن وكيف يمكن تحقيقه، أو بعبارة أخرى، لخلق إمكانيات جديدة لتحسين الحياة الحضرية. سيُصمم كل مشروع نشارك فيه لتطوير أفكار جديدة حول كيفية القيام بالأشياء بشكل أفضل، ولإثبات أن هذه الأفكار يمكن تنفيذها بنجاح ليس فقط في مكان واحد أو عدة أماكن، ولكن يمكن تكرارها على نطاق واسع جدًا عالميًا. لان الاستجابة للمخاطر والطوارئ تعتبر من المجالات الرئيسية التي تعد جديدة نسبيًا في السودان وفي حاجة ماسة إلى تعزيز التقدم التكنولوجي والإجراءات والسياسات، فإننا نحاول جمع المهنيين في هذا المجال لدعم وتثقيف الآخرين وتشكيل خطة عمل يمكن أن تستخدم لاحقًا وفقًا لذلك.

الخلاصة

باختصار، هذه العناصر الثلاثة مجتمعة – تحديد النموذج الجديد للتنمية الحضرية السودانية وبناء شبكة فعالة حقًا من خلال الانضمام إلى الجيل السوداني المؤهل داخل وخارج السودان وهو ما نحاول تضمين الأفراد فيه (ومن الواضح الأشخاص من مختلف الجنسيات الذين يرغبون في الانضمام كذلك)، والتنظيم حول المبادئ والقيم في إطار مواضيعنا الرئيسية التسعة؛ والمشاركة في التخطيط الاستراتيجي لخلق إمكانيات جديدة للتغيير في الدولة واختيار كل مشروع ونشاط بعناية لعكس أولويات الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الرئيسية لدينا – تشكل معًا منصة جديدة ستمكننا من القيام بشيء حيوي: أن يكون لدينا استراتيجيات وحلول تنمية حضرية أفضل، وأن نكون منظمة تعمل في الواقع كمحرك للتحول الواسع والعملي من خلال المساعدة في إيجاد حلول ناجحة واسعة النطاق لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى