محمية “بيج بيند”.. السياحة بطعم الطبيعة الصحراوية الخلابة
تتمتع محمية “بيج بيند” الطبيعية بأهمية كبيرة في ولاية تكساس باعتبارها أكبر محمية صحراوية في الولايات المتحدة الأمريكية.
تحتوي محمية “بيج بيند” على أكثر من 1200 نوع من النباتات وأكثر من 450 نوعا من الطيور و3600 نوع من الزواحف و75 نوعا من الثدييات و11 نوعا مختلفا من البرمائيات، بالإضافة إلى الكثير من المعالم الجيولوجية والحفريات.
وعادة ما يشاهد السياح في محمية “بيج بيند” الطبيعية السلاحف تحت أشعة الشمس الساطعة، وتظهر الزواحف في منطقة “ريو جراندي” الواقعة على الحدود بين تكساس والمكسيك في حجم راحة اليد، وعند ركوب القوارب في النهر قد تظهر السلاحف أيضا من المياه برأسها الرفيع.
وأوضح جايسون لي، المرشد السياحي المرافق للمجموعة السياحية في جولة التجديف في النهر الحدودي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك في المحمية الطبيعية قائلا: “يمكن أن يكون الرأس البارز في المياه عبارة عن ثعبان، ولا يمكن ملاحظة ذلك من الوهلة الأولى”.
وتشتهر السلاحف هنا باسم “بيج بيند سليدرز”، وعادة ما تبحث لها عن مكان مريح على صخرة دافئة عندما تكون الشمس ساطعة، كما هو الحال في جميع الأيام تقريبا في هذه المحمية الطبيعية الواقعة جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، ويمر النهر بين منطقتين صحراويتين وتتدفق به كمية صغيرة من المياه، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
والفرصة الوحيدة لزيادة منسوب المياه في النهر تكون خلال فصل الصيف؛ لأنه موسم الأمطار في هذه المنطقة، بحسب ما أوضحه بيرني ساب، حارس المحمية الطبيعية بالقرب من حوض تشيسوس.
تنوع بيولوجي كبير
ولا ترجع شهرة محمية “بيج بيند” الطبيعية بسبب أنها أكبر أو أقدم محمية طبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها تعد واحدة من أكثر المحميات الطبيعية إثارة للإعجاب، وأضاف الحارس بيرني ساب قائلا: “الأنظمة البيئية هنا متنوعة للغاية وتحتاج إلى حماية”.
ويعيش هنا أنواع مختلفة من الحيوانات والنباتات؛ نظرا لتفاوت الارتفاع في المحمية بدءا من 600 متر في وادي “ريو جراندي” ووصولا إلى أعلى قمة “إيموري بيك”، التي يصل ارتفاعها إلى 2400 متر.
وتحتوي المحمية الطبيعية على أكثر من 1200 نوعا من النباتات وأكثر من 450 نوعا من الطيور، و3600 نوعا من الزواحف و75 نوعا من الثدييات و11 نوعا مختلفا من البرمائيات، بالإضافة إلى العناكب والخفافيش والعقارب والأفاعي المختلفة، ولا يوجد مثل هذه التنوع البيولوجي الكبير في محمية أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتبدأ معظم السيارات وعربات الكارافان الجولات السياحية في المحمية الطبيعي مع بداية العام خلال شهور يناير وفبراير ومارس، ويختلف الوضع تماما خلال فصل الصيف في أغسطس وسبتمبر، وذلك بسبب هطول الأمطار، وقد تصل درجة الحرارة في منتصف الصيف إلى 50 درجة مئوية وخاصة في جنوب غرب تكساس، وتزداد سخونة الجو بسبب عدم وجود أية ظلال في هذه المنطقة الشاسعة المُحاطة بالسلاسل الجبلية.
وتعتبر قرية تيرلنجوا أكبر قرى المحمية الطبيعية، ويعيش بها حوالي 2000 نسمة، ومع ذلك يصعب على السياح معرفة السكان المحليين، وتشغل المقبرة الجزء الأكبر في القرية، ويطلق عليها اسم “جوست تاون”. وبالنسبة للسياح، الذين لا يرغبون في ممارسة رياضة التجديف في “ريو جراندي” فإنه يمكنهم الانطلاق في جولات التجول والتنزه سيرا على الأقدام على مسارات التجول المختلفة من حيث الطول ودرجة الصعوبة، كما أنها تزخر بالكثير من العلامات الإرشادية.
جولات متنوعة
وتتنوع الرحلات المتوافرة بين جولات التنزه القصيرة وجولات التجول طوال اليوم، وهناك بعض المسارات القصيرة، التي تقود السياح إلى الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة، ويقوم كثير من السياح بالتقاط الصور ونشرها على شبكة إنستقرام، وينعم السياح خلال رحلة “بلانس روك” بمشاهدة ثلاث صخور من الحجر الرملي، والتي تبدو كأنها متراكمة فوق بعضها البعض.
ويعد الطريق إلى “سانتا إلينا كانيون” أحد مسارات التجول الرائعة في محمية “بيج بيند” الطبيعية، ففي البداية يشاهد السياح اثنين من الجدران الصخرية شديدة الانحدار ويتدفق من بينهما نهر “ريو جراندي”، ويصل مسار التجول إلى النهر مباشرة، وهنا تظهر الجدران الصخرية المرتفعة، التي يصل ارتفاعها إلى 500 متر.
قرية “مارفا”
وتقع محمية “بيج بيند” الطبيعية على حدود حديقة عامة تحمل نفس الاسم، وبعد السير لمسافة 100 ميل على الطرق المتعرجة يصل السياح إلى قرية “مارفا” الصغيرة، ويعد مسار التجول هذا من أجمل مسارات التجول في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا تقتصر أهمية مارفا على أنها ملتقى الطرق الصحراوية، ولكنها أصبحت مقصد عشاق موسيقى الجاز في السنوات الأخيرة، وفي السابق كان الجيش الأمريكي يتخذ من المنطقة قاعدة له، ولكن اليوم تستغل مؤسسة تشيناتي أكثر من 30 ثكنة من ثكنات الجيش الأمريكي.
ويسلط المتحف هنا الضوء على أعمال دونالد جود (1928 – 1994)، الذي انتقل إلى مارفا في أوائل السبعينيات لتحقيق أفكاره فيما يتعلق بالفن والعمارة عند سفح جبل تشيناتي، وبالإضافة إلى أعماله الكثيرة فإن المتحف يعرض الكثير من الإبداعات الفنية لمبدعين آخرين.