لقبول الوساطة.. إثيوبيا تشترط إخلاء أراض سيطر عليها السودان
أديس – صقر الجديان
أعلنت إثيوبيا، السبت، استعدادها لقبول الوساطة من أجل تسوية النزاع الحدودي مع السودان، بمجرد إخلاء جيشه المنطقة التي “احتلها بالقوة”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، نظمته سفارة بلاده في جوبا عاصمة جنوب السودان، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وقال مفتي خلال المؤتمر، وفق بيان للخارجية الإثيوبية اطلعت عليه “شبكة صقر الجديان” : “الحكومة الإثيوبية تكن تقديرها لجميع الذين عرضوا الوساطة على البلدين، بما في ذلك جنوب السودان”.
وأضاف: “البلدان يمكنهما حل النزاع وديا من خلال الآليات القائمة بمجرد إخلاء الجيش السوداني للمنطقة التي احتلها بالقوة”.
والخميس، زار توت قلواك، المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان، الخرطوم ضمن جهود الوساطة بين السودان وإثيوبيا.
وفي 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت جوبا استعدادها للتوسط بين السودان وإثيوبيا حول أزمة الحدود بينهما، لترحب الخرطوم بالمبادرة بعد ذلك بيوم.
ودعا مفتي حكومة السودان، إلى “وقف نهب وتهجير المواطنين الإثيوبيين الذي بدأ اعتبارا من 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينما كانت الحكومة الإثيوبية منشغلة بفرض سيادة القانون والنظام في إقليم تيغراي”.
وأردف: “الحرب المستمرة التي يبديها الجيش السوداني ضد إثيوبيا لن تفيد شعب السودان ولن تعكس العلاقات الطويلة التي كانت قائمة بين شعبي البلدين”.
وطالب حكومة السودان، بـ “احترام القانون الدولي والالتزام بأحكام اتفاقية 1972 بين البلدين (بخصوص الحدود) للحفاظ على الوضع الذي كان منذ ذلك الحين حتى يتم التوصل إلى حل ودي بين البلدين”.
ولم يصدر على الفور تعليق من الحكومة السودانية على أورده المسؤول الإثيوبي.
وفي 26 يناير الماضي، اعتبر عضو مجلس السيادة السوداني محمد التعايشي، أن “انتشار القوات المسلحة السودانية داخل الحدود هو انتشار طبيعي، وأن الخيار السلمي هو الأمثل للحفاظ على العلاقات مع إثيوبيا لاستقرار المنطقة”.
والنزاع الحدودي بين البلدين قديم، لكنه ظل بين مزارعين من الجانبين، حيث يهاجم مسلحون إثيوبيون مزارعين سودانيين بغرض السلب والنهب، وكثيرا ما سقط قتلى وجرحى، وفق الخرطوم.
ويتهم السودان الجيش الإثيوبي بدعم ما يصفه بـ”المليشيات الإثيوبية”، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتقول إنها “جماعات خارجة عن القانون”.
وفيما يتعلق بسد النهضة قال مفتي: “الملحوظ من الجانب السوداني خاصة فيما يتعلق بمسألة سلامة السد، هو ذريعة لإخفاء الدوافع الحقيقية التي قد تفيد الغير فقط، والوقوف ضد مصالح أهل السودان الذين ينتظرون جني ثمار فوائد السد المحقق علميا”.
واعتبر أن “الخلاف الحدودي قائم منذ قرن من الزمن لا علاقة له سواء ببناء السد، أو بالمفاوضات الجارية حول سد النهضة”.
ومنذ 9 سنوات، تخوض السودان ومصر وإثيوبيا مفاوضات متعثرة حول السد، وتصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم.
فيما تصر مصر والسودان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثرهما سلبا بملء السد، خاصة على صعيد حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.