السودان قد يتجه لتطبيق “السيناريو الثالث” لمواجهة كورونا
الخرطوم – صقر الجديان
قال الصديق تاور، عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان، إن اللجنة الفنية العليا للطوارئ في السودان هي من تحدد الإجراءات الاحترازية القادمة وفقا للتقارير اليومية وعمليات رصد انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن تجارب الدول دفعت إلى اتخاذ إجراءات أشد صرامة.
وأضاف عضو مجلس السيادة، أن “اللجنة العليا للطوارىء والتي تضم وزير الصحة الدكتور أكرم التوم والإدارات الطبية في الوزارة، هى من تحدد الانتقال من إجراءات إلى أخرى وفقا للتقارير الطبية والرصد اليومي واحتمالات الخطر، وقد بدأنا بتسلسل في الخطوات قبل ظهور الحالات بالبلاد”.
وتابع تاور “أول تلك الإجراءات كان قفل المعابر ثم منع التجمعات من قفل المدارس والجامعات ووقف كل الأنشطة التي يتجمع فيها المواطنون، تلك كانت المرحلة الأولى، ومع ظهور أول حالات الوفاة وعدد من الإصابات المحدودة التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، اضطررنا بعدها إلى العمل بالمرحلة الثانية والتي تمثلت في حظر التجوال الجزئي، وإن تمكنا من السيطرة على الوباء والحد من حالات الإصابة، في هذا الوقت لن نكون بحاجة إلى الخطورة الثالثة أو المزيد من الإجراءات”.
وأشار تاور إلى أنه “في حال زيادة أعداد الإصابات و رقعة انتشار الوباء، ربما نضطر إلى بدأ السيناريو أو الخطوة الثالثة والتي تتمثل في زيادة مدة ساعات حظر التجوال بما يعزز العزل أو الحجر المنزلي الذاتي، وهناك إجراءات أشد إذا تطورت الأمور إلى الحالة التي لا يمكن احتمالها، نحن الآن في حظر جزئي من الساعة 8 مساء وحتى الساعة 6 صباحا ومنعنا التنقل بين العاصمة الخرطوم والولايات”.
وأوضح تاور أن “الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن هي إجراءات احترازية بعد ظهور عدد من الحالات، وتلك الحالات لم تكن كبيرة ولكننا فضلنا الاستباق بتلك الإجراءات قبل تفاقم الأزمة ومن باب الاتعاظ بتجارب أخرى في العالم، فنحن والعالم أجمع أمام حالة خطيرة في مواجهة فيروس له خطورته في الانتشار وإيقاع عدد كبير من الإصابات والوفيات والتي تجاوزت النصف مليون حالة حتى الساعة، مع الكثير من الوفيات في ظل عدم التوصل إلى لقاح للوقاية حتى الآن نظرا لأن الكثير من مواصفات هذا الفيروس غير معروفة علميا ومختبريا، ولم يتضح أن هناك قدرة على التعامل معه من الناحية الأمنية أو الصحية أو القدرة على السيطرة عليه”.
وأكد عضو مجلس السيادة أنه “لابد أن نكون على أعلى درجة من الحذر، خاصة في ظروف كالتي يعيشها السودان، حيث أن الوضع الصحي في السودان متأخر و الحقل الطبي والصحي في البلاد تعرض خلال العقود الثلاثة الماضية لخراب كبير وانهيار وتدهور من ناحية ضعف التجهيزات من الكوادر الطبية نفسها والمعامل والمختبرات والأدوية وغيرها، ونستطيع أن تقول أن الوضع الصحي في السودان بشكل عام هش ولا يحتمل المغامرة لا قمنا باتخاذ تلك الإجراءات الاحترازية”.