محمود حميدة في ندوة بـ”الأقصر السينمائي”: التكنولوجيا وسيلة وليست غاية
يهتم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بإشكاليات الحوار والمناقشة، لهذا لا يخلو برنامج جميع دوراته السابقة من المحاور النقاشية التي يعقد لها موائد مستديرة لطرح كل القضايا السينمائية.
وفي الدورة العاشرة للمهرجان يذخر البرنامج بالعديد من حلقات النقاش، والتي بدأت في اليوم التالي للافتتاح مباشرة بعقد جلستي عمل، الأولى تحت عنوان “السينما والتكنولوجيا”، لمناقشة مدى التأثير السلبي والإيجابي للتقدم التكنولوجي على صناعة السينما.
أدار اللقاء عدلي توما، بمشاركة صناع السينما أمير رمسيس، خالد الحجر، سعد هنداوي، والنجم العالمي جيمي جان لوي، بمصاحبة النجم المصري محمود حميدة، الرئيس الشرفي للمهرجان، الذي داعب الحضور في بداية النقاش، مشيرا إلى ملحوظة أن قاعة المناقشة ليست على شكل مائدة مستديرة.
أما الملحوظة الثانية لحميدة، فأشار إلى أهمية موضوع الـ”سينما تيك” ومدى إمكانية تأثير التكنولوجيا الحديثة على صناعة السينما، وكيف يمكن أن يغير ذلك في الصورة المستقبلية للصناعة.
ووجه حديثه لشباب السينمائيين للاجتهاد في البحث عن سبل التعاون المثمر بين الجانب التقني والفني والسينما، فيما أكد أن الفن والسينما دائما في المقدمة ومن بعد ذلك تأتي التكنولوجيا، فهي وسيلة وليست غاية في حد ذاتها.
الأمر الذي تضامن معه عدلي توما في بداية حديثه، مؤكدا أن التكنولوجيا تقدم التسهيلات في البحث عن حلول، ولن تكون بديلا عن الإنسان الفنان، أو العامل البشري، معددا الطرق الي توفرها التكنولوجيا لصناعة السينما؛ على مستوى الإنتاج الأقل تكلفة وتقليل الفترات الزمنية، وبالطبع تساعد كثيرا في تحسين الجودة الفنية للعمل السينمائي.
وفي ذلك تقدم بالشكر لإدارة مهرجان الأقصر متمثلة في رئيس ومدير المهرجان السيناريست سيد فؤاد والفنانة عزة الحسيني، فيما تتيحه هذه الدورة من فرص تواجد صناع السينما الشباب لمناقشة القضايا المستحدثة في المجال.
أعقب كلمته بتجربة عملية للحضور في القاعة عن طريق ما يعرف بالأفلام التفاعلية، من خلال البرمجة الرقمية.
أما المخرج أمير رمسيس صاحب “حظر تجول” فقد تحدث في بداية كلمته عن الـ”ديجيتال ستوديوز”، وكيف تتيح الكثير من التقنيات كالخلفيات وأجواء مواقع التصوير، بعد أن كان الجميع يعتمد على الكوروما الخضراء قديما، وكيف كان من الممكن أن يؤثر ذلك على أداء الممثل نفسه.
ومن جانبه، أشار المنتج والسيناريست محمد حفظي إلى أهمية إشكالية الوقت الذي تتيحه التكنولوجيا لصناعة السينما، وكيف تساعد صانع السينما على الحكي بشكل أفضل وأكثر مصداقية، مستعيدا ذكرى ثورة تكنولوجية حدثت في هوليود في الستينيات على يد الفنان المصري فؤاد سعيد في مجال التصوير السينمائي المتحرك.
علي جانب آخر تحدث المخرج سعد هنداوي عن البدايات العلمية للسينما وكيف خرجت قديما من التكنولوجيا، فلولا اختراع الآلات التصويرية قديما لما توصلنا إلى فكرة تحريك الصور، مشيرا إلى أهمية خلق حالة من المرونة والاستيعاب بين صناع السينما في تعاملاتهم مع التقنيات التكنولوجية.
أما المخرج خالد الحجر، فقد استدعى عدة تجارب عالمية في ماهية الاستفادة القصوى بالتعاون بين التكنولوجيا وصناعة السينما، على عدة مستويات منها على سبيل المثال تنفيذ المعارك في مواقع التصوير، وأن التطور التطبيقي هو الملاذ النهائي للعمل الفني.
تضم الدورة العاشرة 4 مسابقات وتتكون لجان التحكيم من إسماعيل فروغي مخرج من المغرب، والمخرج سعيد حامد من السودان ومصر، وصفي الدين محمود منتج من مصر.
وفي لجنة تحكيم الدياسبورا تتكون من كانلي أفولايان مخرج نيجيريا، وجيمي جون لوي ممثل أمريكي، ومجدي أحمد علي مخرج من مصر.
أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة تتكون من طلال عفيفي منتج، وسلام زاماليجيري مخرج من بوركينافاسو، وهبه عثمان مونتيرة من مصر.
فيما تتكون لجنة تحكيم النقاد الدولية فيبرسي من الناقد أحمد شوقي من مصر والناقدة يلينا روبا شفشسكا من أوكرانيا وبيلاجي أنجونانا من الكاميرون.
الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية دورة النجمة الجميلة سمراء النيل مديحة يسري ومهداه لكل من الكاتب السينمائي الراحل نور الدين الصايل، والفنان النجم محمود يس والفنان الكبير محمود المليجي.