دراسة: جرعة يومية عالية من “أوميجا 3” تُبطئ آثار الشيخوخة
تشير دراسة جديدة إلى أن تناول جرعة يومية عالية من مكمل “أوميجا 3” قد يساعد في إبطاء آثار الشيخوخة.
ووجد الباحثون بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية في الدراسة التي نشرتها دورية “الطب النفسي الجزيئي”، أن المكملات الغذائية اليومية التي تحتوي على 2.5 جرام من أحماض أوميجا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة، وهي أعلى جرعة تم اختبارها، كانت الأفضل في مساعدة الجسم على مقاومة الآثار الضارة للتوتر، مما يساعد في إبطاء آثار الشيخوخة.
ومقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، أنتج المشاركون الذين تناولوا مكملات أوميجا 3 كمية أقل من هرمون الإجهاد “الكورتيزول”، ومستويات أقل من البروتين المؤيد للالتهابات خلال حدث مرهق في المختبر.
وبينما انخفضت مستويات المركبات الوقائية بشكل حاد في مجموعة العلاج الوهمي بعد الإجهاد ، لم يتم اكتشاف مثل هذه الانخفاضات في الأشخاص الذين تناولوا أوميجا 3.
ويقول أنيليس ماديسون، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية وطالب دراسات عليا في المجال الإكلينيكي بجامعة ولاية أوهايو في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: “تشير النتائج إلى أن مكملات أوميجا 3 هي أحد التغييرات البسيطة نسبيًا التي يمكن أن يقوم بها الأشخاص ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في كسر السلسلة بين الإجهاد والآثار الصحية السلبية.
وهذه الورقة عبارة عن تحليل ثانوي لإحدى الدراسات السابقة التي تظهر أن مكملات أوميجا 3 قد غيرت نسبة استهلاك الأحماض الدهنية بطريقة ساعدت في الحفاظ على أجزاء صغيرة من الحمض النووي في خلايا الدم البيضاء.
وتسمى هذه الأجزاء القصيرة من الحمض النووي “التيلوميرات”، والتي تعمل كأغطية واقية في نهاية الكروموسومات، وتميل “التيلوميرات” للتقصير في العديد من أنواع الخلايا المرتبطة بأمراض الشيخوخة، وخاصة أمراض القلب والوفيات المبكرة.
وفي الدراسة الأولية، كان الباحثون يراقبون التغيرات في طول “التيلوميرات” في خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا الليمفاوية.
وفي هذه الدراسة الجديدة، نظر الباحثون في كيفية تأثير الإجهاد المفاجئ على مجموعة من العلامات البيولوجية التي تضمنت التيلوميراز، وهو إنزيم يعيد بناء التيلوميرات، لأن مستويات الإنزيم ستتفاعل مع الإجهاد بشكل أسرع من طول التيلوميرات نفسها.
وعلى وجه التحديد، قارنوا كيف أثرت الجرعات المعتدلة والعالية من أوميجا 3، والعلاج الوهمي على تلك العلامات أثناء وبعد ضغوط تجريبية.
وأخذ المشاركون في الدراسة إما 2.5 جرام أو 1.25 جرام من أوميجا 3 كل يوم، أو دواء وهمي يحتوي على مزيج من الزيوت التي تمثل المدخول اليومي المعتاد للأمريكيين، وبعد أربعة أشهر على المكملات، أجرى 138 مشاركًا في البحث، تتراوح أعمارهم بين 40 و 85 عامًا، اختبارًا مدته 20 دقيقة وضعهم في حدث مجهد.
وساعدت أعلى جرعة فقط من “أوميجا 3” في قمع الضرر أثناء الحدث المجهد مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، حيث خفضت الكورتيزول والبروتين المؤيد للالتهابات بمتوسط 19% و 33% على التوالي.
وأظهرت النتائج المأخوذة من عينات الدم أن جرعات “أوميجا 3” حالت دون حدوث أي تغيرات في مستويات التيلوميراز أو البروتين الذي يقلل الالتهاب في الساعتين التاليتين لتجربة المشاركين للإجهاد الحاد، وفي مجموعة الدواء الوهمي، تراجعت آليات الإصلاح هذه، حيث انخفض التيلوميراز بمتوسط 24% وانخفض البروتين المضاد للالتهابات بمعدل 20% على الأقل.