صحة وجمال

تحذير من الصداع المرتد.. الوقاية خير من المسكنات

 

إذا كنت غير قادر على التخلص من الصداع رغم تناول المسكنات ربما تكون مصاب بـ(صداع الإفراط في استخدام الأدوية) أو الأعراض الانسحابية.

لطالما كان هناك جدال بين الأطباء حول أهمية العلاجات الوقائية وضرورتها في مساعدة المرضى على التخلص من تناول الأدوية والمسكنات بصفة مستمرة لعلاج الحالات الصحية البسيطة الشائعة وأبرزها الصداع.

إذا كنت غير قادر على التخلص من الصداع بالرغم من تناول المسكنات، ربما تكون مصاب بـ(صداع الإفراط في استخدام الأدوية) أو صداع الأعراض الانسحابية أو الصداع المرتد وهي حالة تصاب بها عندما تتحول فجأة جميع الأدوية والمسكنات التي تعتمد عليها باستمرار تخفيف الألم إلى عدو لك.

وفقا لشبكة (سي إن إن) الأمريكية، يعاني حوالي 60 مليون شخص حول العالم من الصداع المرتد، وعادة ما يصاب به الذين يعانون من الصداع النصفي أو الصداع العنقودي أو الصداع المرتبط بالتوتر إذ يقومون بتناول المسكنات بصفة متكررة وفي بعض الأحيان يضطرون إلى أخذ أكثر من قرص مسكن في المرة الواحدة ممهدين الطريق للصداع المرتد.

وبعد ما كان الصداع يصيبهم مرتين أو 3 مرات في الأسبوع، يصبح ملازما لهم بصورة يومية تقريبا وعادة ما يشعرون به بمجرد الاستيقاظ من النوم.

وبالنسبة لكثيرين يعتبر هذا نوع جديد من الآلام المزمنة إذ أنه لا يسبب الصداع فقط بل وفي بعض الأحيان يصاحبه مشكلات بالذاكرة وصعوبات في التركيز والاكتئاب والقلق والأرق والغثيان وللأسف لا يوجد قرص سحري لعلاجه.

وحاليا يعتبر العلاج بالسحب هو الطريقة الوحيدة للتخلص من الصداع المرتد، وعادة ما يكون مصحوبا بعلاج سلوكي أو بدني وأدوية وقائية.

وتتضمن الأدوية الوقائية ضد الصداع المرتد: مضادات الاختلاج والاكتئاب وحاصرات بيتا وقنوات الكالسيوم وهي أدوية تساعد في التحكم في الألم المصاحب لأعراض الانسحاب بدون المخاطرة بالإصابة بالصداع المرتد. وفي بعض الأحيان، يتم حقن المريض بالبوتوكس أو الأجسام المضادة المصممة للتخلص من الصداع النصفي.

ويقول الدكتور ريجمور جنسن، قائد فريق دراسة حديثة تبحث في صحة إتباع هذا النوع من العلاج، وأستاذ الصداع والألم العصبي الذي يدير مركز الصداع الدنماركي في جامعة كوبنهاجن: “نوصي بعلاج السحب منذ سنوات ضمن الإرشادات الأوروبية بما في ذلك تلك التي نشرت في مايو/أيار 2020”.

وتميل معظم حالات صداع الأعراض الانسحابية أو المرتد إلى التحسن خلال أقل من أسبوع، لكن يحتاج بعض المرضى إلى دخول المستشفى، خاصة إذا كانوا ينسحبون من المواد الأفيونية.

وقام جنسن في الدراسة بعقد مقارنات بين استراتيجيات العلاجات الوقائية من الصداع المرتد، ووجدوا أن السحب وحده أو السحب إلى جانب علاج وقائي، تعمل بصورة أفضل في تقليل أيام الإصابة بالصداع في الشهر عن كونها نهج وقائي من الصداع بصفة عامة.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين سحبوا الأدوية بمساعدة العلاجات الوقائية كان لديهم فرصة أكبر بكثير للشفاء من صداع الإفراط في استخدام الأدوية مقارنة بالمرضى الذين استخدموا الأدوية الوقائية أو الانسحاب كل بمفرده.

وأخيرا قال جنسن: “تفاجئنا من نتائج الدراسة والالتزام المذهل بالعلاج. ونوصي الآن بالسحب والبدء المبكر في العلاج الوقائي”.

ووفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، يمكن أن تسبب مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين والأسيتامينوفين والإيبوبروفين والنابروكسين والإندوميتاسين في الإصابة بصداع الأعراض الانسحابية أو الصداع المرتد عند استخدامها 15 يوما أو أكثر شهريا، و10 أيام من استخدام الأدوية التي تحتوي على الكافيين والأسبرين والأسيتامينوفين معا.

ويؤدي 200 ملليجرام فقط من القهوة إلى الإصابة بالصداع المرتد، بحسب المؤسسة الأمريكية نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى