مواصفات عالية وسعر رخيص.. لماذا قررت أبل إطلاق آيفون جديد وسط أزمة كورونا؟
الخرطوم – صقر الجديان
رغم الأزمة الاقتصادية الحادة التي يغرق فيها العالم بسبب فيروس كورونا، تسري معلومات على نطاق واسع عن توجه أبل إلى إصدار طراز جديد من هواتف آيفون بسعر مخفض في فترة قريبة قد لا تتعدى نهاية الشهر الجاري.
فبعد أن كشفت سامسونغ الأسبوع الماضي عن هواتف جديدة بسعر يقل عن خمسمئة دولار، ظهرت الكثير من الأخبار التي تقول إن غوغل وأبل سيعلنان عن هواتفهما الجديدة قريبا.
حصة من السوق
وتشير التقارير إلى أن الجهاز الجديد من أبل سيحمل اسم “آيفون أس إي” أو “آي فون 9″، وسيباع بسعر أقل بكثير من سابقه، وهو ما من شأنه توفير بعض الدخل للشركة الأميركية العملاقة، في ظل الغموض بشأن موعد إطلاق الطراز الأحدث من هواتف آيفون.
وقال المحلل في شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” دانيال آيفز في مذكرة بحثية إن “إطلاق طراز متوسط الكلفة من الهواتف الذكية في ظل التراجع العالمي في المبيعات، وسط جائحة غير مسبوقة؛ قد يثير استغراب البعض، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن أبل ترى هذا الأمر على أنه عملية إطلاق بسيطة لكميات قليلة من دون ضجة كبيرة، إذ إن الهواتف جاهزة للشحن”.
ولفت آيفز إلى أن أبل قادرة على بيع ما بين 20 و25 مليونا من هذه الهواتف الجديدة قبل إطلاق الطراز المنتظر “آيفون 12”.
كما أن أي إطلاق لهاتف ذكي جديد سيحصل من دون الضجة المعتادة عند أي عملية من هذا النوع لدى أبل، التي ستعتمد على المبيعات الإلكترونية تحديدا في ظل إغلاق معظم متاجر الهواتف حاليا.
هاتف متوسط ورخيص
وكشف جون بروسر من “مجلة فرونت بيج تيك” (Front Page Tech) عن أن آيفون أس آي 2020 الجديد لن تكون لديه الكاميرا التي يتوقعها كثيرون.
ويذكر بروسر أن جهاز آيفون الجديد يحتوي على الكاميرا الأساسية من هاتف آيفون أكس آر 2018. هذه مفاجأة نظرًا لأن العديد من التسريبات أشارت إلى أن أبل اعتمدت الكاميرا الرئيسية من مجموعة آيفون 11 الحالية لجميع طرازاتها المستقبلية.
طبعا الكاميرا الأساسية لآيفون 11 برو أفضل بكثير من آيفون أكس آر، ولكن نظرا لأنه من المتوقع أن يكلف آيفون الجديد مبلغ 399 دولارا فقط، مع الحصول على المميزات الآخرى مثل معالجات آبل أيه 13 المتطورة كالموجودة في آيفون 11، والتي لا تزال تقدم أسرع أداء للهواتف الذكية في العالم، فإنه من المرجح أن يضحي المستهلكون بجودة الكاميرا في سبيل الحصول على هاتف آيفون جديد وبسعر مناسب.
هل تنجح إستراتيجية أبل؟
يبدو أن إستراتيجية أبل الحالية تقوم على التعامل مع الوضع الحالي للسوق، حيث تطرح هاتف آيفون جديد بسعر مغر في بداية العام، على آن تلحقه بهاتف آيفون 12 الجديد والمنتظر نهاية العام.
وأطلقت مجموعة “سامسونغ” الكورية الجنوبية الأسبوع الماضي هواتف ذكية جديدة، تتضمن نموذجا مصمما للعمل بتقنية الجيل الخامس، وبسعر أقل من خمسمئة دولار.
وقالت المحللة في شركة “كرييتيف ستراتيجيز” كارولينا ميلانيزي إنه “قد تكون لدى الناس أموال أقل لإنفاقها، لكنهم في الوقت عينه يريدون تقنيات مطوّرة”.
وأضافت “بعدما كانت السوق الأميركية ترتكز على فئتي الهواتف الذكية الأكثر تطورا، وتلك الرخيصة من دون حضور هواتف الفئة المتوسطة، ستعود هذه الأخيرة حاليا”.
وأشارت ميلانيزي إلى أن الهواتف الجديدة قد تستقطب المستهلكين غير المقتدرين ماليا، بعدما تخطى سعر بعض الطرازات الأحدث 1500 دولار.
وبدأ تصميم الهواتف المعدة للإصدار هذا العام وإنتاجها قبل فترة بعيدة من ظهور وباء كوفيد-19، مما يعني أن الشركات المصنعة مقيّدة بالمواصفات المحددة للطرازات.
غير أن بعض الطرازات الجديدة قد تستقطب بشكل خاص الزبائن الحريصين على ميزانيتهم ممن يسعون إلى تحديث هواتفهم أو إبدالها.
وأشارت ميلانيزي إلى أن أي هاتف آيفون من الفئة المتوسطة قادر على استقطاب مستخدمين أكثر اهتماما بجودة الخصائص مثل الكاميرا والشاشة وأمد حياة البطارية، وأقل اكتراثا بميزات أخرى محببة لدى هواة هذه الهواتف منذ انطلاقها.
وأوضحت أن “هذا الأمر ليس ردا على فيروس كورونا بالتأكيد، بل يبدو أنه مناسب أكثر للسوق”. وتبقي أبل على تكتم إزاء خططها المستقبلية بشأن هواتف آيفون.
وأشار المحلل في “مور إنسايتس أند ستراتيجي” باتريك مورهيد إلى أن أبل وغيرها من الشركات مضطرة إلى التكيف مع الضغوط الاقتصادية الراهنة في العالم.