السودان ينفي إلغاء اتفاق القاعدة الروسية.. ويهاجم إيران
نفى السودان، الأربعاء، إلغاء الاتفاق حول بناء قاعدة روسية في البحر الأحمر، وشن هجوما على إيران.
وقال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، في تصريحات تلفزيونية، إنه “لا توجد ضغوط أمريكية بشأن القاعدة الروسية ولم نلغ الاتفاق حولها” .
وأكد البرهان أن “السعودية تقف إلى جانب السودان منذ حدوث التغيير وننسق معها في العديد من القضايا”.
وحول العلاقة مع إيران، شدد البرهان على أن “السودان لا تجمعه أي علاقة بإيران”، وشن هجوما عليها مؤكدا أنها “تشكل تهديدًا أمنيًا لدول الخليج والدول العربية”.
وبشأن سد النهضة، أشار رئيس مجلس السيادة السوداني إلى أن “الحل السياسي التفاوضي السلمي هو السبيل الوحيد لتسوية قضيتيّ سد النهضة والحدود مع إثيوبيا”.
وداخليا، وصف البرهان العلاقة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بـ”الممتازة”، مؤكداً أن “المرحلة الانتقالية في السودان صعبة، وتمر بمخاض عسير”.
وأضاف أن “الإصلاحات الاقتصادية في السودان تمضي بكل ثبات، وأن هناك بيئة تتشكل للمساعدة”.
وأشار إلى أن “هناك مقترحات من المحكمة الجنائية الدولية، حول انعقاد المحاكمات الخاصة بالمطلوبين لديها، في الداخل”.
وأوضح البرهان أنه “توجد تفاهمات بين جميع الأطراف السياسية لتشكيل المجلس التشريعي السوداني”، مؤكداً أن قيام المجلس “مهم وضروري لأن لديه مهام مراقبة ومحاسبة”.
وكانت روسيا نفت انسحاب السودان من اتفاق لإقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضيه.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء، عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله: “إن السودان لم ينسحب من اتفاق مع روسيا لإقامة منشأة بحرية روسية هناك”.
وتابع بوجدانوف: “أعتقد أنه يمكن دائما التوصل لحل وسط .. لم ينسحبوا من الاتفاق ولم يسحبوا توقيعهم. لديهم بعض الأسئلة التي استجدت”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشر موقع الحكومة الروسية وثيقة اتفاق أولية مع السودان لإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر لتزويد أسطولها بالوقود.
وتنص الوثيقة الأولية على إنشاء “مركز دعم لوجستي” في السودان يمكن من خلاله تأمين “صيانة وعمليات تزويد بالوقود واستراحة أفراد طواقم” البحرية الروسية.
ويمكن أن تستقبل هذه القاعدة 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك 4 سفن، بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية، وفق الاتفاق.
وكان مقررا أن يتم إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من ثلاثين صفحة.
ولا تزال مفاوضات سد النهضة تواجه جمودا إثر خلافات حول آلية التفاوض، وسط عزم إثيوبيا المضي قدما في الملء الثاني للسد، بينما يقود رئيس الكونغو الديمقراطية رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف والوصول إلى اتفاق.
ويدور الخلاف حول مقترح الخرطوم الداعي إلى تطوير آلية التفاوض لتكون رباعية تضم إلى جانب الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة وأمريكا، والاتحاد الأوروبي، الشيء الذي تؤيده مصر وترفضه إثيوبيا وتصفه بأنه محاولة لتدويل الملف.
وأكد السودان ومصر، على أهمية تنسيق الجهود إقليميا ودوليا لدفع إثيوبيا للتفاوض بجدية وحسن نية، وإرادة سياسية حقيقية، من أجل التوصل لاتفاق شامل وعادل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة.