والي جنوب كردفان: نتخوف من (الفزع) ونريد تعزيزات عسكرية كبيرة
الخرطوم – صقر الجديان
ابدى والي جنوب كردفان قلقا بالغاً حيال تفاقم الصراع القبلي في عدد من محليات الولاية بتبادل الأطراف تحريك المناصرين من المناطق المجاورة مما يؤدي لتأجيج النزاع العنيف والمتفشي منذ أيام، وقال إنهم بحاجة لتعزيزات عسكرية كبيرة.
والسبت، فرضت سلطات ولاية جنوب كردفان حالة الطوارئ في ست محليات هي: تلودي والليري وقدير وأبو كرشولا وأبو جبيهة وهبيلا، في محاولة لاحتواء أعمال العنف بمنطقة قدير.
وقُتل 13 شخصًا، وفقًا لوسائل إعلام محلية، في الصراع المسلح الذي يدور بتلك الجهات.
ووقعت الأحداث الدامية بين مكونات المجتمع بسبب التنازع على الموارد من جهة على رأسها الذهب حيث تزخر تلك الجهات بمخزون كبير من المعدن النفيس، بينما تأخذ اشتباكات أخرى طابعا انتقاميا.
وأكد والي جنوب كردفان، حامد البشير ابراهيم الأحد؛ هدوء الأوضاع الأمنية في الولاية غير انه استدرك بالقول “لكننا نتخوف من الفزع وتحريك القبائل من محليات الولايات المجاورة”.
والفزع هو تقليد مجتمعي تشتهر به بعض القبائل في السودان، خاصة ولايات كردفان ودارفور، حيث يتنادى أهل عشيرة او قبيلة وحلفائها لمناصرتها في مواجهة اعتداء من قبيلة أخرى أو سرقة أو للثأر، عند حوادث القتل.
وكشف البشير عن اتصاله برجال الإدارة الأهلية للتبليغ عن أي تحركات لتشجيع الفزع، مردفا ” حتى نتمكن من ضبط الأمن بقانون الطوارئ المفروض ولمنع توسع الصراع “لأن لهذه القبائل امتدادات كبيرة خارج الولاية”.
وقال الوالي إنه أخطر الضباط التنفيذين -الحكومة المحلية في المحليات -بمراقبة الأوضاع بشكل دقيق.
وبشأن البلاغات المفتوحة على خلفية أعمال العنف الأخيرة قال الوالي إنها قليلة، لكنه أشار إلى أن القتلى كُثر، “لكننا نتعامل وفقًا لأرقام البلاغات في أرقام الشرطة”.
وفسر الوالي قلة البلاغات بـ “عدم ميل القبائل للتحدث عن خسائرها البشرية حتى تتمكن من أخذ الثأر وفقًا للثقافة المحلية”.
وكشف حامد البشير عن توقيف عدد من المتورطين في الصراع، مشيرًا إلى صعوبة إيقاف الضالعين جميعا بسبب استخدام القبائل أسلحة ثقيلة مثل القرنوف والأربجي من فوق الجبال.
وقال إن حكومة الولاية أرسلت يوم الأحد كتيبة من قوات الاحتياطي المركزي إلى مناطق الصراع، تضم 300 عنصر.
وأعلن وزير الداخلية الفريق أول عز الدين، الأحد، عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى ولاية جنوب كردفان.
وقال الوالي إن التعزيزات المرسلة من الخرطوم قوامها 220 جندي من الاحتياطي المركزي، موضحًا أن الحكومة المحلية تنتظر تعزيز إضافي من الجيش.
وأضاف: “القوة العسكرية الموجودة غير كافية، نريد قوة كبيرة”.
ويُدور الصراع القبلي في جنوب كردفان حول الموارد خاصة وأن هذه المناطق تنتج النفط.
وبشأن الحلول المقترحة لحل هذا الصراع، قال الوالي إن حكومته أقامت 11 مبادرة صلح، لكنها فشلت.
وتابع: ” أتينا بأجاويد من دارفور ومن شمال كردفان وحكوميين لهذه المبادرات، ومع ذلك لم نيأس”.
وتشجع الحكومات في السودان مبادرات الصلح لإنهاء النزاع القبلي المسلح، وهي مبادرات تمنح القتلة إعفاء عن الجرائم التي ارتكبوها مع تعهد قادة القبائل بعدم تأجيج الصراع.
والأحد وجه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والي شمال كردفان بقيادة مبادرة صلح بين الأطراف المتناحرة بولاية جنوب كردفان للوصول الى توافق بينها وحقن الدماء.
وقال والي شمال كردفان خالد مصطفى ادم في تصريح لوكالة الأنياء السودانية إنه تم ارسال وفد الى منطقة كلوقي برئاسة مفوض العون الإنساني مكي سعيد، وتم تحديد مواعيد لعقد مؤتمر الصلح الجامع بمدينة الابيض في الأيام المقبلة.