ناشطون يطالبون بتعليق قرار تعيين الإخوانية “توكل كرمان” ويلوحون بمقاطعة “فيس بوك”
رفض دولي لأخونة الموقع الأزرق
الخرطوم – صقر الجديان
أثارت شركة فيسبوك بقرار اختيار الناشطة اليمنية المثيرة للجدل توكل كرمان، في محكمة الفيسبوك، كثيراً من حملات الاستنكار والاستهجان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنّ كرمان معروفة بتوجهاتها وانتمائها وولائها لجماعة الإخوان المصنّفة في كثير من الدول كتنظيم “إرهابي” يبث الكراهية والفتن في دول مختلفة. كما تدعم توكل التوجهات السياسية لتركيا وقطر بما يخدم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وتفاجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالخطوة التي قامت بها شركة فيسبوك، متسائلين عن المقاييس والأسس التي اعتمدتها الشركة في تعيين القيادية في حزب الإصلاح اليمني الإخواني، الذي كُشفت مؤخراً علاقته بتنظيمي؛ القاعدة وداعش الإرهابيين.
تغريدات محرضة
استعرضت بعض وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والرصد الطريق الذي سلكته الإخوانية اليمنية توكل كرمان، المقيمة في تركيا، في طريق الفتنة والتحريض، حيث كانت على رأس العناصر التي استخدمتها أنظمة داعمة لتنظيم الإخوان المسلمين، لنشر الفتن في بعض الأقطار العربية.
وفي سوريا دعمت كرمان القوى والميليشيات الإرهابية التي تدعو إلى تقسيم سوريا إلى 3 دويلات صغيرة “سنيّة وشيعية وكردية”، وذلك وفق المخطط الغربي.
فيما كشف مؤسس جهاز الاستخبارات العامة القطرية، اللواء محمود منصور، أنّ كرمان هي أحد الأبواق التي تستخدمها الاستخبارات القطرية لبث سموم الكراهية والفوضى في دول المنطقة العربية، فقد لعبت، وفق قوله حسبما أورد مركز المرجع للدراسات، دوراً مشبوهاً لإثارة القلاقل والاضطرابات في وطنها اليمن؛ الأمر الذي ترتب عليه تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية على الساحة اليمنية ، ومازال اليمن يئن حتى الآن من تداعيات الدعاوى التحريضية التي تطلقها كرمان بين الحين والآخر.
أسباب صعود توكل كرمان
ولا يجد المتتبع لخطابات كرمان السياسية ما يبرر تلك الهالة التي صنعها الإعلام حولها، سوى كونها إخوانية، وقام الإخوان بدفعها إلى صدارة المشهد اليمني؛ بل على العكس من ذلك سرعان ما يُصدم المتابع لخطاباتها السياسية والتحررية واستخدامها لغة غير مؤثرة وخالية من الفصاحة.
لكن يبدو أنّ انتماءها إلى جماعة الإخوان كان كفيلاً بتضخيم دورها، وتحويلها إلى “مناضلة” دائمة الظهور على قناة “الجزيرة” القطرية، شاشة الإخوان.
سبب آخر يقف خلف شهرة كرمان، هو عمل أختها صفاء كرمان، كمراسلة لقناة “الجزيرة” في العاصمة اليمنية صنعاء؛ وهي أول مراسلة للقناة في اليمن، الأمر الذي عجَّل من صعود توكل، متجاوزةً آلاف النشطاء والناشطات ممن هم أكثر علماً وفصاحةً وكاريزما واستقلالية منها.
بعد نيل توكل كرمان جائزة نوبل للسلام، صارت واجهة للسياسات الإخوانية في المنطقة العربية. وسرعان ما غيَّرت مكان إقامتها متنقلةً ما بين الدوحة وإسطنبول، كمتحدثة وراعية لسياسة البلدين، ومروجة لسياسات الإخوان في وسائل الإعلام العالمية.
مواقف متضاربة
خرجت كرمان من ثوبها اليمني، وصارت ناشطة دولية، فحاولت الدخول إلى مصر للاعتصام في ميدان “رابعة” أثناء ثورة 30 يونيو ضد الإخوان؛ في محاولة للتأثير في الرأي العام العالمي لصالح الإخوان، فتم رفض دخولها من مطار القاهرة. بدأت كرمان بعدها في شن حملة إعلامية ضد الجيش والمؤسسات المصرية.
كما قامت توكل كرمان (أبريل) 2015، بزيارة إلى سفارة بلادها في الرياض، والتقت الرئيسَ اليمني هادي، ووصفته بـ”الأخ الرئيس المناضل”، قبل أن تنهال عليه وعلى التحالف العربي الذي يدعم شرعيته، بحملات السب والتشويه، وبما يتناسب مع الأهواء الخارجية للسياسة الخارجية القطرية والتركية.
مطالبة بمقاطعة فيسبوك
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من التعليقات حول تعيين الإخوانية اليمنية لافتين إلى أنّ إدارة فيسبوك تجهل طبيعة الواقع السياسي والاجتماعي العربي في اختيار كرمان ضمن لجنة الحكماء، فهي التي وظفت مواقفها لخدمة أنظمة وأحزاب ترفض التنوع وتنشر الفتنة والتحريض وتدعم تنظيمات إرهابية وترعى ميليشيات مسلّحة.
وطالب عدد كبير من الناشطين بمخاطبة فيسبوك لتعليق هذا القرار؛ لأنّ كرمان لا تمثل إلا دولتين في منطقة الشرق الأوسط وتنظيم الإخوان الذي أصبح مطارداً بسبب تنظيماته الخاصة ودعم لتنظيمات إرهابية.
وطالب الناشطون بمقاطعة فيسبوك “المخترق من قبل تنظيم الإخوان المصنف في الكثير من الدول كتنظيم إرهابي”.
وكانت القيادية في حزب الإصلاح الإخواني توكل كرمان أعلنت عن انضمامها إلى مجلس الإشراف العالمي على محتوى ما ينشر على منصتي “فيسبوك” و”إنستغرام” للتواصل الاجتماعي.
وكتبت كرمان على صفحتها في “فيسبوك”: “يسعدني الانضمام إلى مجلس الإشراف العالمي لمحتوى فيسبوك وإنستغرام، الذي لم يعد احتكار الحكومات لوسائل الإعلام والمعلومات ممكناً بفضل منصات التواصل الاجتماعي”.
وأعلنت شركة فيسبوك عن الأعضاء العشرين الأوائل في مجلس الرقابة التابع لها، وهو هيئة مستقلة يمكنها إصدار أحكام على سياسات فيسبوك والمساهمة في الإشراف على المحتوى وسماع الطعون في القرارات الحالية.
وستتمكن الهيئة المستقلة، التي أطلق عليها البعض “المحكمة العليا” لفيسبوك، من إلغاء قرارات الشركة والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بشأن ما إذا كان يجب السماح بحجب أنواع معينة من المحتوى على فيسبوك وإنستغرام.