(الحرية والتغيير) : السلطة الحاكمة لا ترغب في أي عملية تنهي (الانقلاب)
الخرطوم – صقر الجديان
قال ائتلاف الحرية والتغيير التحالف الحاكم السابق في السودان، إن السلطات الحاكمة غير راغبة في أي عملية سياسية تنهي الأزمة التي دخل فيها السودان بعد 25 أكتوبر الماضي.
والتقى ممثلون للتحالف رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة “يونتاميس” فولكر بيرتس في ختام مشاورات الجولة الأولى لمبادرة البعثة بخصوص استعادة المسار الديمقراطي و الحكم المدني.
وأطلقت البعثة الأممية في السودان بالثامن من يناير الماضي مشاورات أولية بين الأطراف السودانية تهدف للخروج من الأزمة السياسية.
وأدت إجراءات استثنائية نفذها قائد الجيش في 25 أكتوبر الماضي للإطاحة بالحكومة المدنية وفرض الطوارئ واعتقال غالب الوزراء والقادة السياسيين مع تجميد نصوص الشراكة في الوثيقة الدستورية الى أزمة طاحنة وخروج احتجاجات دورية للاعتراض على هذه التحركات التي توصف على نطاق واسع بأنها انقلاب.
وأفاد بيان عن المكتب التنفيذي للحرية والتغيير أنهم نقلوا للمسؤول الأممي تأكيدات بان إنهاء “الوضع الانقلابي” والاتفاق على ترتيبات دستورية تفضي إلى تشكيل سلطة انتقالية مدنية بالكامل يجب أن يكون الهدف الرئيسي من العمليّة السياسيّة التي تنوي الأمم المتحدة ابتدارها.
وأوضح كذلك أن استمرار السلطة الانقلابية في مواجهة الحركة الجماهيرية بالقمع الدموي والاعتقالات والملاحقات وغيرها من الانتهاكات، وكبت حرية التعبير و تهديد الصحف بالإغلاق و ملاحقة الصحافيين جميعها “ممارسات تشير إلى أن السلطة الانقلابية ماضية في نهجها الاستبدادي ولا ترغب في أية عملية سياسية لإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية”.
وندد بيان التحالف بتزايد الاعتقالات التي طالت فاعلين في الحراك السلمي من لجان المقاومة و المهنيين والقوَى السياسيّة.
وقال إن بعض المعتقلين تعرضوا لانتهاكات حقوقيّة ولم تقدم لهم إجراءات عادلة، منهم المتهم بقتل العميد شرطة علي بريمة وقيادات الحرية والتغيير، محمد الفكي سليمان ووجدي صالح وخالد عمر.
وأضاف “مالم تنتهي هذه الممارسات القمعية المتوحشة و المنتهكة للحريات وحقوق المواطنين، فإن النظام الانقلابي يحكم على تلك العملية بالموت”.
وكان فولكر بيرتس أثار قضية المعتقلين مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حين التقاه الخميس حيث أبلغه الأخير بأن البلاغات التي طالت قادة سياسيين تمت وفق إجراءات قانونية وبواسطة السلطات العدلية.
وتحدث بيان الحرية والتغيير عن تطوُّر الأسلوب القمعيّ خلال عمليات الاعتقال التي تنفذها القوى الأمنية باستخدام الرصاص الحي ومطاردة لثوار في الشوارع الداخليّة واقتحام المنازل وترويع ساكنيها.
وأفاد أن ممثلي التحالف عبروا عن بالغ القلق حيال الأوضاع الصحيّة والظروف التي يعيشها المعتقلون في سجون النظام ومنعهم من التواصل مع أسرهم و محاميهم وعدم توفير الأدوية وتقديم العلاج للمعتقلين المصابين بأمراض مزمنة، بالإضافة إلى بعض الأخبار التي تم تداولها عن تعرُّض بعضهم للتعذيب، بجانب استمرار آلة العنف الانقلابي المُفضي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح في مواجهة المواكب السلميّة.
وكان محامو الطوارئ تحدثوا في مؤتمر صحفي نهاية الأسبوع الماضي عن أكثر من 100 معتقل سياسي في سجن سوبا شرقي العاصمة الخرطوم، دون اتهامات أو محاكمة أغلبهم من لجان المقاومة المحرك الفعلي للاحتجاجات المناهضة للجيش.
والخميس قال نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” انه لا يعلم بوجود متظاهرين قيد الاعتقال ، وقال بأنه سيخلي سبيلهم حال تأكد من وجودهم.