سفر وسياحة

أحجار “توتوفلا” الإثيوبية.. وجهة سياحية عمرها 500 عام

 

يعج إقليم شعوب جنوب إثيوبيا بالكثير من الآثار التي أبهرت الجميع، أبرزها حكاية أحجار “توتوفلا” بجنوب إثيوبيا التي تعود لـ500 عام.

وأحجار “توتوفلا” تقف شامخة لتروي عظمة وقوة الذين نحتوها لتعبر عن جهودهم في تلك الفترة البعيدة، لتصبح الآن أحد أهم المزارات السياحية بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا.

ويذخر الإقليم بالعديد من مناطق الجذب السياحي الحديثة والتي استطاعت إدارة الإقليم تطويرها إلى جانب حفاظها على الآثار والمناطق التاريخية، من بينها أحجار توتوفلا الأثرية بمنطقة جيديو كإحدى مفاخر أهل الإقليم، وهي عبارة عن مسلات تذكارية منحوتة من الأحجار بأشكال وأحجام مختلفة كل لها مدلولاتها.

وعبر سجاي تادسي، مسؤول مكتب السياحة والثقافة بمنطقة جيديو في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، عن فخره لما يذخر به إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، وقال إن الحديث فقط عن منطقة جيديو وأحجارها الأثرية يجعلنا في غاية الفخر بموارد الطبيعة والآثار في هذه المنطقة.

وأوضح تادسي لـ”العين الإخبارية” أن الموقع الصخري والمعروف بـ”توتوفلا” الأثري يوجد بها 230 مسلّة تذكاريّة منحوت من الحجارة ، وقال إن كل واحدة منها عبارة عن لوحة حجرية توجد بها بعض العبارات، مشيرا إلى أن 200 نصب حجري عبارة مجسمات توحي بتعبيرات معينة من أجزاء جسم الإنسان.

ولفت المسؤول المحلي إلى أن اكتشاف هذه المواقع الأثرية تعود إلى عام 1933، من قبل الدراسات والحفريات التي قام بها فريق البروفيسور الفرنسي روجر جوسيوم عن وجود عظام بشرية بدا أنها تؤكد الرمزية الجنائزية للآثار، وقال إنه في عام 1935 تم أخذها كعينات للدراسة عليها إلى فرانكفورت بألمانيا، وتم من خلالها نقل 17 حجرا وكانت 247 حجرا كمسلّات تذكاريّة.

وأضاف أن معظم الأعمدة الحجرية الأسطوانية تحتوي على وجه تخطيطي في نهاياتها، بينما تم نقش البعض الآخر بزخارف هندسية يمكن أن يكون لها رمزية أنثوية أو ذكورية.

وتقطن هذه المنطقة قومية “جيديو” التي تشتهر بحماية البيئة والمحافظة عليها من خلال الاهتمام بالتشجير والزراعة، وأشار المسؤول المحلي إلى أن هذه القومية ورثت الاهتمام بالبيئة عن الأجداد والآباء عن طريق نظام يعرف بـ”بابو” بفرض غرس شجرتين عند قطع شجرة واحدة.

وأضاف أن هذا النظام جعل منطقة جيديو منطقة سياحية خلابة إلى جانب وجود الآثار الحجرية التاريخية القديمة التي تمتد لنحو 500 عام.

وتشير الدراسة إلى أن هذه الآثار وهي عبارة عن مقبرة استخدمها جيلان متتاليان، ووجدت بها أدوات وأثاثا كان يستخدمها الناس قديما مثل أدوات فخارية وزينة منزلية وأغلب هذه الأدوات محفوظة داخل المتحف.

وتابع المسؤول أن المنطقة أصبحت محمية من قبل حكومة الإقليم وأصبحت مقصدا سياحيا، لافتا إلى أن هذه الأحجار ذات الأحجام المختلفة توجد منها في شرق أفريقيا أكثر من 10 آلاف حجر و6 آلاف منها توجد في منطقة “جيديو” بإقليم جنوب إثيوبيا.

وأضاف تادسي أن الأحجار التي يتراوح ارتفاعها ما بين 30 سنتمترا و2.6 متر، وهي نوعان (phallic) قضيبي (anthropomorphic) ومجسم بشكل إنسان.

وكشف أن هناك جهودا لتسجيل هذه الآثار الإنسانية كتراث عالمي، حيث قام عالم للآثار الفرنسي بروفيسور روجر جوسيوم بدراسة حول هذه الأحجار، وتوصل إلى أنها مقبرة قديمة.

وقال إن المجتمع الذي عاش في هذه المنطقة كان يقوم بنصب الأحجار كمسلة تذكارية على حسب مكانة المتوفى ودوره في المجتمع ويضعون عليها علامات مختلفة، فمثلا إذا توفي رجل شجاع يضعون على قبره حجرا يشير إلى شجاعته، وأضاف هذا ما تعبر عنه المقبرة التي هي جزء من الآثار الحجرية التي تعود لأكثر من 500 عام.

ولفت إلى أن هذه الأحجار تشير إلى أن هناك آثارا إنسانية تتيح لعلماء الآثار طريقا للدراسة حولها، وهي منطقة تقبل للدراسة وإجراء البحوث حولها.

بدره عبر الدرامي الإثيوبي تسفالم تامرات عن دهشته لما تذخر به المنطقة من آثار تاريخية، وقال إن الآثار التاريخية كثيرة جدا في إثيوبيا، وهذه الأحجار الأثرية تشير إلى تاريخ المنطقة القديمة.

ودعا تامرات، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إلى أهمية المحافظة على هذه الآثار وتطويرها فهي مصدر فخر واعتزاز يجب الحفاظ عليه، وأضاف أن حماية الآثار القديمة يفيد في إجراء الدراسات والبحوث لمعرفة الحياة حول هذه المنطقة وقدرة الآباء في نقل معلوماتهم ومعارفهم إلى الجيل المقبل.

وإقليم “شعوب جنوب إثيوبيا” يمتد جنوب البلاد متاخما لدولة كينيا، فيما يحاد دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم غامبيلا الإثيوبي في الشمال الغرب، فيما يحده إقليم الأرومو من شرقه وشماله، ليضاف إلى حدوده مؤخر إقليم السيداما الوليد بعد أن كان جزءا من إقليم شعوب جنوب إثيوبيا.

ويوجد بالإقليم “شعوب جنوب إثيوبيا” أكثر من 10 محميات وحدائق للحيوانات البرية، من بين أكثر من 20 محمية وحديقة وطنية للحيوانات البرية بالأقاليم الإثيوبية الـ10.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى