أطباء في الفاشر يلجؤون إلى «الناموسيات» لتضميد الجراح بعد انعدام «الشاش»

الفاشر – صقر الجديان
أعلن مسؤول بولاية شمال دارفور، الإثنين، انعدام كامل لشاش تضميد الجراح والمعينات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية لمصابي التدوين المدفعي العشوائي لقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر.
وتمنع الدعم السريع وصول الإغاثة والسلع والأدوية إلى الفاشر التي تحاصرها منذ أبريل 2024، حيث تنشر آلاف المقاتلين في الطرق المؤدية إلى المدينة.
ويدفع النقص الحاد في اللقاحات والأدوية الأساسية والمستلزمات الجراحية النظام الصحي إلى حافة الانهيار، مما يترك الآلاف دون الحصول على الرعاية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
وقال مدير المراكز الصحية بوزارة الصحة ولاية شمال دارفور، نبيل محمد، لـ “سودان تربيون”: إن “شاش تضميد الجراح انعدم بصورة كلية في المستشفيات العاملة، ويلجأ الأطباء إلى استخدام الناموسيات لتضميد الجروح”.
وكشف عن استقبال حوادث الجراحة في الفاشر يوميًا ما بين 60 – 90 جريحًا، معظمهم من مصابي التدوين العشوائي لقوات الدعم السريع الذي يستهدف أماكن تجمعات النازحين في الأحياء ومراكز الإيواء.
كما كشف عن وجود طبيب واحد فقط مختص في الجراحة، حيث يعمل رفقة المسعفين في وضع غاية في الخطورة نتيجة لتعمد قوات الدعم السريع استهداف المنشآت الطبية المتبقية، والانعدام الكامل للأدوية.
وأشار إلى وجود معاناة كبيرة في الحصول على الأدوية بعد توقف الإسقاط الجوي للإمدادات الطبية منذ شهر أبريل الماضي.
تكدس الجرحى
ويتكدس عدد كبير من مصابي التدوين المدفعي والرصاص الطائش، بينهم كميات مقدرة من النساء والأطفال وكبار السن، في مستشفيات السلاح الطبي والمستشفى السعودي، دون أن يتلقوا أي معينات طبية أو إجراء عمليات نظافة للجروح لانعدام المعينات الطبية.
وتعرض ما يزيد عن 300 شخص خلال الفترة القليلة الماضية لعمليات بتر للأطراف بسبب تعفن الجروح لغياب الأدوية.
وقال طبيب يعمل في المستشفى السعودي لـ”سودان تربيون”: إن ملف جرحى التدوين العشوائي وهجمات الطيران المسيّر يعانون من غياب الرعاية الطبية بسبب الانهيار الكامل الذي أصاب القطاع الصحي، وأفاد أنه، خلافًا لمعاناة الحصول على الأدوية، يكافح هؤلاء الجرحى من أجل الحصول على الغذاء الذي بات الحصول عليه أكثر صعوبة في ظل الندرة.
وقدّر الطبيب حاجة ما يزيد عن 1500 شخص لتدخل جراحي عاجل، غير متوفر حاليًا في الفاشر بسبب الحصار المتطاول وصعوبة إجلائهم.
وخرجت أغلب المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة منذ وقت مبكر بسبب استهدافها بصورة متعمدة من قوات الدعم السريع أو وقوعها في نطاق المواجهات العسكرية.
ويعمل في الفاشر المستشفى السعودي والسلاح الطبي، ولكنهما يعانيان من انعدام الأدوية وندرة الكوادر الطبية، والاستهداف المستمر بواسطة مدفعية الدعم السريع وطيرانها المسيّر.