إغلاق مركز لعلاج الأطفال في الفاشر بعد غارة جوية قتلت طفلين وطبيب
الفاشر – صقر الجديان
كشفت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد، عن إغلاق مستشفى بابكر نهار للأطفال بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد غارة جوية أودت بحياة طفلين ومقدم رعاية صحية.
ويقع مركز علاج الأطفال بالقرب من المستشفى الجنوبي الذي يُعد المرفق الصحي الوحيد العامل في المدينة ويتكدس بالجرحى الذين أُصيبوا خلال الاشتباكات التي تشهدها الفاشر على مدى ثلاث أيام.
وقالت المنظمة، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إن “غارة نفذها الجيش، ليل السبت، سقطت على بعد 50 مترًا من مستشفى بابكر نهار للأطفال، مما أدى إلى انهيار السقف فوق وحدة العناية المركزية ووفاة طفلين كانا يتلقيان العلاج بجانب أحد مقدمي الرعاية”.
وتأسفت على إغلاق المرفق الذي يُعد واحدًا من المستشفيات القليلة المتخصصة في علاج الأطفال، كما يتلقى إحالات من جميع أنحاء إقليم دارفور بعد إغلاق معظم المستشفيات الأخرى.
ونُفذت الغارة الجوية، بعد يوم واحد من اندلاع مواجهات شرسة بين الأطراف المتقاتلة في الفاشر أودت بحياة 27 شخصًا وإصابة 160 آخرين، قبل أن تتجدد الاشتباكات نهار الأحد.
وقالت أطباء بلا حدود إن الاشتباكات التي جرت الجمعة وقعت بالقرب من مستشفى بابكر نهار، مما أدى إلى فرار جميع المرضى، حيث بقي 10 أطفال فقط من جملة 115 طفلًا كانوا يتلقون العلاج.
وطالبت الأطراف المتحاربة بضرورة حماية المدنيين والمرافق الصحية، بموجب القانون الإنساني الدولي وإعلان جدة الذي وُقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023 ونص على حماية المدنيين وسلامة المنشآت المدنية من ضمن بنود أخرى.
وقال رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، إن “طفلين كانا يتلقيان العلاج في وحدة العناية المركزة في مستشفى الأطفال قُتلا، إضافة لمقدم رعاية صحية، نتيجة أضرار جانبية لغارة جوية شنها الجيش”.
وأشار إلى أن المستشفى تعرض للنهب في بداية الحرب، حيث جرى إجلاء الأطفال إلى عيادة صحية صغيرة، قبل أن تقوم المنظمة بإعادة تأهيله وتوسيعه في مايو ويونيو 2023.
وتابع: ” تطوير عيادة صغيرة إلى مستشفى فعال ليس بالمهمة السهلة، خاصة أثناء النزاع الدائر. الآن لدينا مستشفى آخر معطل بينما كنا نحاول توسيع نطاق الاستجابة في الفاشر ومخيم زمزم لأزمة سوء التغذية الكارثية”.
ورغم الضغوط الدولية على أطراف النزاع بعدم خوض معارك في الفاشر بحكم أنها تُشكل خطرًا على حياة 750 ألف طفل وآلاف المدنيين، إلا أنهما لا يتجاهلان الدعوات بتبادل القصف المدفعي والهجمات.