إنجازات الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش الذكرى 24
الرباط – صقر الجديان
تواصلنا مع سفير صاحب الجلالة بالسودان وسألناه عن أهم المنجزات التنموية في ظل القيادة الرشيدة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس: في الوقت الذي تحتفل فيه المملكة المغربية هذه الأيام بالذكرى 24 لعيد العرش، ومرور 24 عاما على تربع جلالة الملك الهمام محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين خلفا لوالده المنعم الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.
حدثنا السيد السفير عن أهم الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي تمت في المرحلة الأخيرة بالمملكة:
ج) بداية، يمكن القول أن هناك محطات كثيرة ميزت 24 سنة من القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تركت بصماتها واضحة على كافة مناحي الحياة في المملكة المغربية التي تغير وجهها بوضوح نتيجة للرؤية الثاقبة للملك محمد السادس، والتي انعكست في خطط شاملة للتطوير وأسفرت عن منجزات ملموسة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
لقد تحققت في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس إنجازات اقتصادية هامة، ومن أبرزها الارتفاع المهم الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، ومن من ضمن المشاريع الاقتصادية الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة هناك المركب المينائي طنجة ميد، الذي أصبح الأكبر في إفريقيا، حيث تضاعفت طاقته الإجمالية ثلاث مرات وجرت توسعته بافتتاح محطة ثانية، ما جعله الأكبر في حوض البحر المتوسط، ويرتبط هذا الميناء بـ 186 ميناء في 77 بلدا.
ما نقدم وهو نذر يسير من إنجازات ملكية كثيرة وكبيرة يصعب حصرها، ميزت 24 عاما من حكم الملك محمد السادس، وغيرت تماما من وجه المملكة المغربية، ووضعتها على طريق التقدم والنهوض والازدهار.
فعلى صعيد الاستثمارات الأجنبية مثلا، نجحت المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة في استقطاب مجموعات عالمية كبرى، لصناعة السيارات كما أطلق جلالته حفظه الله عددا من المشاريع الكبرى لتأهيل البنى التحتية، وافتتح في عام 2016 محطة “نور” لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في مدينة “ورزازات”، الواقعة في جنوب البلاد، التي تعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، حيث جعل المغرب الطاقات المتجددة أولوية في تطوير سياسة الطاقة.
كما أطلق الملك محمد السادس برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، البرنامج المهيكل الذي يؤسس لمرحلة جديدة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز دور هذا القطب الاقتصادي المندمج كقاطرة للجهة ككل.
وفي رؤية متكاملة فإن برنامج التنمية لم يستثني إقليما من أقاليم المملكة بل شكل قاطرة جهوية لتكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها في إطار رؤية سياحية وطنية، للرفع من مؤشرات التنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش المواطنين، وكذا تقوية البنيات التحتية الأساسية، وكذا تعزيز الشبكات الطرقية في المناطق ذات الحاجة.
هذا وأعطى أمير المؤمنين في نونبر 2022 تعليماته السامية لاطلاق البرنامج الاستثماري في مجال الاقتصاد الأخضر والتحول نحو الطاقات الخضراء والاقتصاد الخالي من الكربون، والذي يأتي بعد البرنامج الاستثماري الأول الذي نفذته المجموعة ما بين سنتي 2012 و2021. وذلك في إطار دعم المقاولات الصناعية الصغرى والمتوسطة، وكذا المقاولات الفاعلة في قطاعي الطاقة والفلاحة.
وعلى الصعيد الزراعي ولمواجهة آثار الجفاف ودعم الفلاحين أمر جلالته بأن يساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ 3 ملايير درهم في البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين، في إطار العناية الملكية الخاصة التي ما فتئ اجلالته يوليها لساكنة العالم القروي، ولكل مكونات القطاع الفلاحي.
وعلى الرغم من كون المغرب دولة غير منتجة للنفط وإنتاجيته ضعيفة في مجال الغاز والفحم، إلا أنه بذل العديد من الجهود للحد من اعتماده على الوقود الأحفوري من خلال تطوير مصادر الطاقة المتجددة وأهمها الطاقة الشمسية.
وفي الجانب الاجتماعي، فقد اعطى جلالته نصره الله تنزيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية وبرنامج أوراش الهادف إلى التخفيف من الآثار الناجمة عن الجفاف، وتأثير الجائحة، خاصة على الطبقات الهشة واستمرار برنامج تيسير لدعم التمدرس، وبرنامج دعم الأرامل، وغيرها من البرامج التي تروم مساعدة الفئات الفقيرة.
وبالنسبة للحقل الديني؟
ج) أما على مستوى الحقل الديني فيمكن القول أن تجربة الإصلاح الحقل الديني على امتداد أربع عشرين سنة في عهد الملك محمد السادس حفظه الله وأيده باعتباره أميرا للمؤمنين، تعد تجربة فريدة من نوعها عرفتها المملكة في مجال التأهيل والتأطير الديني وهي تجربة ناجحة أولا بحكم القرب من المواطن، وعلى مستوى إشراك الفاعلين الدينيين في مشروع الإصلاح الديني ..
على مستوى الامتداد إلى الأحياء والأسر بنسائها وأطفالها ورجالها. وتتجلى نجاعتها أيضا على مستوى التمكين للمرأة العالمة وعلى مستوى التحصين التام والمطلق للهوية المغربية من كل الشوائب الدخيلة عليها، بالإضافة إلى احداث مجموعة من المؤسسات المختصة بتأطير الحقل الديني مثل المجلس العلمي الأعلى ودار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ومبادرة «الدروس الحديثية» وانشاء إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم والقناة السادسة للقران الكريم.
ويبقى من بين هذه الأهداف تبيان محاسن الوسطية والاعتدال، فالدين في المغرب الذي يعد في عهد أمير المؤمنين الملك محمد السادس حصنا ضد التطرف ومرصدا لتحديد معالم الدين الحنيف، وبذلك فالمغرب يستحق أن يكون مثلا يحتذى لبقية الدول والجماعات التي عليها أن تتبنى رؤى الإعتدال والتسامح.
وبخصوص القطاع الرياضي؟
ج) على صعيد القطاع الرياضي أصبحت الرياضة ورشا ذا أولوية، فبفضل التوجيهات الملكية السامية عرف القطاع عدة إصلاحات جوهرية على مستوى القوانين والتجهيزات الرياضية والحكامة وتوفير الموارد المالية الكفيلة بتطويره، ليكون في مستوى تطلعات الشبيبة المغربية.
فقد تم إصدار قوانين ونصوص تطبيقية حول الرياضة والتربية البدنية ومكافحة المنشطات والعنف في الملاعب، فضلا عن ترسانة من القوانين المتعلقة بنظام الاحتراف في كرة القدم.
وفضلا عن ذلك تم تشييد ملاعب ومركبات سوسيو-رياضية جديدة وإصلاح أخرى حتى تكون في مستوى التظاهرات التي يحتضنها المغرب سواء القارية منها أو الدولية. ويعتبر “مركب محمد السادس لكرة القدم نموذجا لجيل جديد من المؤسسات الرياضية الرائدة تعد معلمة رياضية لتطوير ممارسة كروية من مستوى عال، والتي أنجزتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
هذه الإنجازات تعبر عن العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للشباب والرياضة، وكذا إرادة جلالته الراسخة في تمكين محترفي كرة القدم الوطنية ذكورا وإناثا من جميع ظروف النجاح والتميز اللازمة من أجل تمكينهم من تمثيل بلدهم على أكمل وجه.
تكريسا لكل هذه المشاريع الرياضية الكبرى قرر جلالته تقديم ملف ترشيح مشترك مع اسبانيا والبرتغال لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030م والذي يعد ترشيحا غير مسبوق يجمع بين قارتين وحضارتين ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
حدثنا السيد السفير عن السياسة الخارجية المغربية؟
ج) لعل أهم ما ميز تدبير الملك محمد السادس للملفات الدبلوماسية للمملكة.
في ظل فترات حارقة واجه فيها المغرب مناورات تستهدف سيادته الوطنية ومصالحه الكبرى، و استطاعت الدبلوماسية الملكية أن ترسم للمغرب مكانا بين الكبار، وتنتزع اعترافا غير مسبوق للولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء المغربية.
ومع تسارع سلسلة انتصارات المغرب بشأن مغربية الصحراء تزداد عزلة أعداء وحدتنا الترابية نتيجة تصاعد الدعم الدولي القوي والصريح لمبادرة مخطط الحكم الذاتي الجادة وذات المصداقية، بحجة أن مجلس الأمن في قراره الصادر بتاريخ 15 أبريل 2007، قد وافق عليه بالإجماع من خلال القرار 1754 الصادر في 30 أبريل 2007 فهذا المقترح يستجيب لانتظارات الساكنة الصحراوية تجسيدا لسياسة التنمية التي أرسى دعائمها أمير المؤمنين الملك محمد السادس دام ملكه وخلد في الصالحات ذكره، في الصحراء المغربية التي أصبحت تتمتع بمستوى تنموي اجتماعي و اقتصادي يجعل المنطقة محورا اقتصاديا جاذبا، من خلال إنجازات داخلية هامة وانفتاح خارجي لافت للأنظار.
وتظل الدبلوماسية المغربية، بتوجيهات جلالة الملك مؤثرة في نهجها سباقة في مبادراتها مناضلة بحماس عن مكتسباتها فحققت بذلك إنجازات باهرة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذه الحركية التي تعرفها الدبلوماسية المغربية، في ظل القيادة الملكية، شملت مختلف أوجه العلاقات مع البلدان الصديقة والشقيقة. وقد برز دور المغرب بشكل واضح في ظل جائحة كورونا، من خلال تكريسه لعلاقات التضامن والتآزر مع الدول التي عرفت أوضاعا وبائية متردية.
وفي مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، أصبحت السياسات المغربية في هذا الشأن نموذجا يحتذى وحظيت بإشادة المجتمع الدولي بأسره الذي سعى إلى تعميمها، وطالب بقية دول العالم بأن تحذو حذوها، فقد عمل المغرب على جعل قضية الهجرة أولوية في سياسته التنموية، فمنذ سنة 2013، اعتمد المغرب سياسة وطنية للهجرة واللجوء، منطلقة من بعد إنساني، ومطابقة لالتزامات المغرب الدولية ومحترمة لحقوق المهاجرين.
كان هذا نذر يسير من إنجازات ملكية كثيرة وكبيرة يصعب حصرها، ميزت 24 عاما من حكم أمير المؤمنين الملك محمد السادس، ووضعت المملكة المغربية على طريق التقدم والنهوض والازدهار.
ختم السيد السفير حديثه قائلا:
إن مسيرة الإصلاح التي يقودها جلالة الملك، هي مسيرة عطاء لا تنتهي، ومعركة تغيير مستمرة من أجل تحقيق الأفضل لمواجهة التحديات في عالم حافل بالمتغيرات، من خلال استشراف مستقبل رائد ورؤية ثاقبة وسياسات فعالة وقرارات وطنية ودولية طموحة بوأت المغرب مكانته في مصاف الدول الصاعدة.
في نهاية كلمتي هاته أرجو من الله العلي القدير أن يحفظ أمير المؤمنين وسبط النبي الأمين بما حفظ به الذكر الحكيم وأن ينعم على السودان حكومة وشعبا بالأمن والأمان ولتحيا الصداقة المغربية السودانية.