اتهامات لحكومة القضارف بتهديد المنظمات الإنسانية والولاية تنفي
القضارف – صقر الجديان
قال عاملون في المجال الإنساني إن السلطات في ولاية القضارف هددت بإغلاق مكاتبهم لرفضهم نقل النازحين إلى مواقع بديلة غير جاهزة والإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية.
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات دولية، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعرقلة إيصال المساعدات وتقييد وصولها عبر الحدود واستخدام الغذاء كسلاح في الحرب.
وأكد العاملون، الذين طلبوا حجب أسمائهم لأسباب تتعلق بسلامتهم أن المراكز الجديدة التي خصصتها الحكومة ليست جاهزة لنقل النازحين.
وأشاروا إلى ارتفاع أعداد النازحين مع وصول أكثر من 50 ألف نازح من مدن سنجة وسنار والسوكي والدندر والقرى التي اجتاحتها قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية.
وأكدوا أن حكومة الولاية تمارس ضغوطاً على العاملين في المجال الإنساني والمنظمات غير الحكومية وتهدد بإغلاق مكاتبها وسحب تصاريح العمل.
لكن مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف، أحمد الأمين آدم، قال لـ”سودان تربيون” إن السلطات لم تتخذ أي إجراءات أو تهدد المنظمات. فيما أشار إلى عمل 15 منظمة محلية ودولية، على رأسها اليونيسيف، والهجرة الدولية، وسيف جيلديرين، ومنظمة MTI الأمريكية، و”التواكي” في الولاية.
وحذر الأمين من نقص المواد الغذائية ومعدات الإيواء وتردي الأوضاع المعيشية للنازحين خاصة توفير الأدوية لمن يعانون من أمراض مزمنة، مع تزايد أعداد النازحين من مناطق سنجة وسنار والدندر والسوكي بجانب الدالي والمزموم وأبو حجار.
واعلن عن فتح ثلاثة معسكرات ايواء جديدة لنازحي ولاية سنار بمبادرة ودعم من المهندس وجدي ميرغني في منطقة (الدومات) الواقعة علي الطريق الجديد القضارف النحل الحواتة الدندر في مساحة خمسين فدان لاستيعاب اكثر من 60 ألف أسرة.
وذكر أن عدد النازحين جراء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ارتفع إلى أكثر من 115 ألف نازح بالولاية منذ 30 يونيو الماضي.
وأكد أنه تم تسجيل 90 ألف نازح عبر مركز الاستقبال بمدخل الولاية، مشيراً إلى أن إحصائيات دخول النازحين أمس الأربعاء بلغت 6840 شخصاً 85 بالمائة منهم نساء وأطفال وكبار السن.
وأشار إلى وصول نحو 2000 شخص من ذوي الأمراض المزمنة، و17 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، و53 مصاباً بالرصاص، إضافة إلى نحو ألفي مصاب بأمراض مزمنة وسبعة عشر طفلاً معاقاً.
وأضاف أن هناك أكثر من ثلاثة وخمسين من الفارين أصيبوا بالرصاص ويتلقون العلاج في مستشفى القضارف.
وقالت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار بجنوب منذ أن بدأت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات على بلدات في أحدث موجة نزوح سببتها الحرب الدائرة رحاها منذ نحو 15 شهرا في السودان.
وأدت الاشتباكات السابقة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في الفترة من 26 إلى 29 يونيو إلى نزوح حوالي 1,455 شخصًا من منطقة جبل موية بمحلية سنار إلى محلية الجبلين بولاية النيل الأبيض، وفقًا لما ذكرته مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
وتتعمد السلطات في الولايات التي يسيطر عليها الجيش نقل وطرد النازحين من المدارس لبدء الدراسة، وسط انتقادات حادة لتلك الخطوة، مع اشتداد المواجهات بين الطرفين في عدد من المدن واستمرار نزوح المواطنين وفرارهم إلى الولايات المجاورة.