اخترق الممنوع.. مسلسل “سكة ضياع” يثير الجدل في السودان
الخرطوم – صقر الجديان
اختراق للممنوع وتكسير لتابوهات العمل الدرامي والمسرحي السائدة بالسودان.. توصيفات حصدها مسلسل “سكة ضياع” مخلفاً جدلا واسعا.
وخاض المسلسل الرمضاني الذي شارك فيه ممثلون وفنانون شباب في قضايا اجتماعية حساسة وضرب جدار “المسكوت عنه” في المجتمع السوداني في جرأة غير مسبوقة جعلته يتصدر اهتمام المشاهدين في شهر رمضان، ويسيطر على مجالسهم بصورة لافتة.
وجسد “سكة ضياع” وهو من تأليف الشاعر الشاب هيثم الأمين، وبطولة المطرب أحمد الجقر، لواقع الشباب السوداني الذي يعاني حالة من الضياع مع البطالة والمخدرات والسكر وممارسة أعمال النهب.
وتناول تعاطي السودانيين مع الزنا، ولجوء مرتكبه للتخلص من الجنين في دور الإيواء أو في الطرق العامة خوفاً من العار ورد فعل العائلة الذي قد يكون عنيفاً ويكلف الفتاة المذنبة حياتها، كما جسد واقع الأطفال المشردين وما يواجهونه من مأساة واستغلال.
وتضمن المسلسل، وفي واقعة نادرة بالدراما السودانية مشاهد روماسية ساخنة، بجانب ظهور الممثلات دون غطاء الرأس، وأحداث أكشن، ما جذب كثيرا من السودانيين لمتابعته.
وتباينت وجهات النظر حول المسلسل، فعض الآراء انصبت في مسائل فنية كرداءة الإضاءة والصوت، بينما ذهب آخرون لنقد مضمون هذا العمل الدرامي قائلين إنه يخدش تقاليد المجتمع السوداني المحافظ.
ويقول الشاعر والناقد السوداني أيمن عيون إن الجدل الذي خلفه مسلسل سكة ضياع يمثل ظاهرة صحية ودليل تعاف للدراما في بلاده.
وأضاف، خلال حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن المسلسل استطاع التخلص من النمط التقليدي في الدراما السودانية واخترق جدار الممنوع وكسر التابوهات المتبعة سابقاً وهو ما جعله يحظى بالاهتمام والمتابعة.
وشدد على أن سر نجاح سكة ضياع وتفوقه على 4 مسلسلات سودانية أخرى تعرض في رمضان، هو الجرأة التي تحلى بها المؤلف في الخوض في الموضوعات والقضايا التي كانت محل صمت ولم يتمكن أي عمل درامي سابق من مناقشتها.
ونبه إلى أن تناول القضايا في سكة ضياع بشفافية ووضوح يعود إلى مساحة الحريات المتاحة حالياً في السودان للعمل الدرامي والإبداعي مقارنة بالعقود السابقة.
ودافع مخرج ومؤلف “سكة ضياع” الشاعر هيثم الأمين عن فكرة المسلسل ومضمونه، مشيراً إلى أنهم كفريق يتابعون ردود الفعل الناقدة التي قال إن بعضها يهدف للدعم والتطوير.
وأضاف الأمين في حديثه لـ”العين الإخبارية”: “حاولنا عبر هذه الفكرة تسليط الضوء على عدد من القضايا المجتمعية، فنحن بحاجة لدراما تعكس واقع الشارع بما في ذلك الأمور المسكوت عنها، فنحن كسودانيين دائما ما نبحث عن ذواتنا في قضايا الشعوب الأخرى ومن هنا جاء سكة ضياع ليعالج قضايانا”.
وتابع: “سكة ضياع موضوع واقعي مس قضايا الشعب السوداني، وهي تجربة ليس فيها خلل يضر بالمحتوى، ومحاولة أولى نأمل في استمرارها دعما للقطاع الدرامي ببلادنا”.
وبدأ المسلسل بث حلقاته على يوتيوب وذاع صيته بعد حلقات محدودة قبل أن تسارع إحدى القنوات الفضائية السودانية وتتولى بثه إثر الاهتمام الذي حظي به.