أخبار السياسة المحلية

اشتباكات السودان.. انهيار وشيك يهدد النظام الصحي (تقرير)

ـ كوادر صحية تنقل الوضع الصعب الذي تعيشه المرافق الطبية منذ اندلاع الاشتباكات في الخرطوم

الخرطوم – صقر الجديان

أدى القتال المندلع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، إلى وقوع مئات القتلى والمصابين بين المدنيين، لكنه طال أيضا سلامة البنية التحتية للبلاد ومرافقها الصحية، متسببا في كارثة إنسانية مستمرة.

اشتباكات الطرفين داخل العاصمة الخرطوم ومدن أخرى لأكثر من 3 أسابيع بكل الأسلحة الخفيفة والثقيلة والقصف بالطائرات الحربية، ألحقت ضررا بالغا بالمستشفيات ومراكز توزيع الأدوية.

وتضاعفت المعاناة بعد اتخاذ أفراد من “الدعم السريع” عددا من المستشفيات والمرافق الصحية بالخرطوم “ثكنات عسكرية” وتعطيل خدماتها المقدمة للمرضى، وفق شهود عيان وبيانات نقابات طبية، بينها “تجمع المهندسين الطبيين السودانيين” (غير حكومي).

** إخلاء قسري

ووفق نقابة أطباء السودان، فإن عدد المستشفيات في مناطق الاشتباكات بالخرطوم ومدن الولايات (18 ولاية) المتوقفة عن العمل حتى 8 مايو/ أيار الجاري يبلغ نحو 61 مستشفى من أصل 88.

وذكرت “أطباء السودان” (غير حكومية) في بيان، أن 27 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي وبعضها يقدم خدمات إسعافية أولية فقط.

وحذرت النقابة من أنه حتى المستشفيات التي تعمل مهددة بالإغلاق نتيجة نقص الكوادر والإمدادات الطبية والتيار الكهربائي والماء.

وتحدثت عن 17 مستشفى تعرضت للقصف أثناء المعارك، بينما أخليت 20 أخرى قسريا دون أن تحدد النقابة الجهة التي أخلتها، لكن “تجمع المهندسين الطبيين السودانيين”، أدان السبت في بيان “احتلال قوات الدعم السريع لعدد من المستشفيات وتحويلها لثكنات عسكرية وتعطيلها”.

وبحسب المتابعين، فإن تعمد “أطباء السودان” عدم ذكر الجهات العسكرية التي استولت على هذه المستشفيات يعود للحرص على سلامة الأطباء وعدم استهدافهم من قوات أي من الطرفين.

** خسائر طبية

وبالنظر إلى المستشفيات التي توقفت عن العمل فإن معظمها حكومية عامة تقع وسط الخرطوم أبرزها “مستشفى الخرطوم ومستشفى الشعب التعليمي” والتي سيطرت عليهما قوات الدعم السريع، بحسب شهود عيان.

يشار إلى أن معظم المستشفيات الحكومية والخاصة وسط العاصمة تقع ضمن نطاق سيطرة “الدعم السريع” وكذلك مستشفيات شرقي الخرطوم.

ويبدو الوضع أفضل في مستشفيات جنوبي الخرطوم، رغم أن الواقعة منها في المناطق الطرفية للعاصمة تعمل بإمكانيات أقل، وأبرزها “المستشفى التركي” بضاحية الكلاكلة، و”بشائر الحكومي”.

ويغلب على المستشفيات التي تعمل تقديم خدمات الطوارئ والجراحة العامة كون النسبة الكبرى من المترددين على المستشفيات هم من مصابي الاشتباكات والمحتاجين إلى تدخل سريع.

تعمل مستشفيات أخرى على تقديم خدمات لمرضى الكلى وحالات الولادة على اعتبار الحاجة العاجلة لهاتين الشريحتين لتلقى العلاج في المرافق الصحية، ونظرا لنقص المستشفيات بالعاصمة، يجري نقل ذوي الأمراض المزمنة إلى مرافق صحية خارج الخرطوم وخاصة ولاية الجزيرة (وسط).

ومع ازدياد عدد المصابين جراء الاشتباكات، تتضاعف معاناة توفير أكياس الدم لإجراء العمليات اللازمة، حيث ظلت الخرطوم تشكو من نقص حاد في مخزون بنوك الدم لديها.

ويبلغ عدد الأطباء والكوادر الطبية الذين لقوا حتفهم جراء الاشتباكات 14 بحسب “أطباء السودان”.

وحتى أمس الثلاثاء، قدّرت “أطباء السودان” عدد ضحايا الاشتباكات من المدنيين بـ481 قتيلا، وأكثر من 2564 مصابا، وبين القتلى 14 من الأطباء والكوادر الصحية.

** انهيار متوقع

وقال الطبيب هيثم مكاوي اختصاصي التخدير والعناية المكثفة بمستشفى “سوبا” الجامعي الحكومي بالخرطوم، إن معظم مستشفيات الخرطوم (وسط)، وبحري (شمال)، وأم درمان (غرب) خارج الخدمة.

وأوضح مكاوي للأناضول أن البلاد “تتجه نحو كارثة صحية حقيقية ونطالب بإيجاد آليات لإجلاء المرضى والجرحى من المستشفيات. والإمداد الدوائي متوقف”.

وأضاف: ” في مدينة أم درمان (شمال غرب) يعمل فقط المستشفى السعودي الحكومي، أما مستشفى أم درمان الحكومي للولادة فهو محتل من قبل قوات الدعم السريع، وفي مدينة بحري (شمال شرق) تعرضت الكوادر الطبية في مستشفى حاج الصافي الحكومي للاعتقال”.

وأشار مكاوي إلى أن “بعض الطواقم الطبية ما زالت محتجزة في المستشفيات من قبل قوات الدعم السريع، وأخرى محتجزة بالمنازل جراء الإغلاق التام للشوارع من الجنود المدججين بالأسلحة”.

من جانبها، قالت نادية عبد الله، وهي مديرة مركز صحي خاص بمنطقة بحري شمالي العاصمة، إن “المركز على وشك الانهيار جراء غياب الأطباء والكوادر الصحية، وانعدام الأدوية”.

وذكرت عبد الله للأناضول، أن “الوضع الصحي في طريقه إلى الانهيار، لانعدام الأدوية في الصيدليات الخاصة والحكومية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى