الأزمة الصومالية.. “فرماجو”يراوغ لمنع إجراء الانتخابات.. وخبراء: تركيا أصبحت جزءا من المشكلة ولابد من كبح جماح أردوغان
مقديشو – صقر الجديان
تتصدر الأزمة الصومالية حاليا، وسائل الإعلام العربية والدولية، نظرا لتصاعد الأمور وتشابكها يوم بعد يوم، بين الرئيس المنتهي ولايته، محمد عبد الله فرماجو، وحكومته المؤقتة من جهة، ورؤساء الأقاليم والمعارضة من جهة أخرى، حول بعض التفاصيل المتعلقة بآلية إجراء الانتخابات، أدت إلى تأجيلها أكثر من مرة، دون تحديد موعد واضح لها رغم عقد عدة جولات حوارية كان آخرها أوائل الشهر الجاري.
تصاعد العنف
وخرج متظاهرون غاضبون من أنصار المعارضة الجمعة الماضية، إلى شوارع مقديشو للاحتجاج على بقاء فرماجو وحكومته في السلطة دون شرعية، وقوبلت احتجاجات هؤلاء بقمع شديد من طرف قوات النظام التي تدربها تركيا في الصومال.
وأصدرت القوات الأمنية أوامر تقضي بمنع الخروج في اي وقفات احتجاجية أو تظاهرات مناوئة للرئيس المنتهية ولايته في العاصمة مقديشو، وقامت بإغلاق الطرق وفرضت إجراءات أمنية مشددة.
خلق أزمات
وعلى أثر ذلك اتهمت شخصيات سياسية كبيرة، فرماجو بخلق أزمات، حيث قال ممثل مرشحي الرئاسة في الصومال، طاهر محمود غيلي، إن “الرئيس محمد عبد الله فرماجو، انتهت ولايته، ولا يتبع الأصول الدستورية”، مؤكدا أن تمسك فرماجو المنتهية ولايته بالسلطة يخلق “أزمات كبيرة”.
وذكر ممثل مرشحي الرئاسة في تصريحات صحفية أن البلاد “تعاني أزمة دستورية وأمنية لرفض الرئيس تسليم السلطة”.
وأشار إلى أن “استخدام العنف ضد المتظاهرين يضر بمستقبل البلاد”، محذرا من أن “وضع البلاد السياسي الهش ينذر بالخطر”.
التمسك بالكرسي
بدوره قال الصحفي الصومالي، عبدالفتاح موسى، إن فرماجو يراوغ في كل محاولات الحوار بين الحكومة والمعارضة لكي لا تصل إلى أي اتفاق، لافتا إلى أن الرئيس الرئيس المنتهية ولايته سيحاول فعل كل ما في وسعه للتمسك بكرسيه.
وأضاف موسى، في تصريحات صحفية، أن قوات الحكومة المؤقتة، منعت مظاهرات دعت إليها المعارضة احتجاجا على انتهاء الولاية القانونية للرئيس فرماجو المنتهية ولايته، دون الاتفاق على خارطة سياسية جديدة، وتأجيل الانتخابات دون مدى زمني معلوم.
وتابع أن القوات الحكومية، قامت بتفريق مظاهرات سلمية كان يقودها حسن خيري رئيس الوزراء السابق، وذلك بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، المعترضين على رفض الرئيس فرماجو تقديم أي تنازلات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
الدور التركي
من جانبه طالب الدكتور عبد الناصر مأمون خبير الدراسات الأفريقية بمركز رع للدراسات الإستراتيجية بتحييد دور تركيا في الصومال، مؤكدا ان تركيا لها دور كبير في تعطيل قيام الدولة الصومالية ومؤسسات الدولة.
وأوضح مأمون في تصريحات له، أن تركيا لها قاعدة عسكرية في الصومال واستثمارات عالية وتدخل في القرار لدرجة انها انشئت قوات موالية للرئيس الحالي تقاتل في الشارع ضد قوات المعارضة.
وقال ” تركيا اصبحت جزء من المشكلة الصومالية للاسف الشديد ولابد من كبح جماح اردوغان الذي اصبح يعيث في أفريقيا فسادا “.
وتابع قائلا ” تركيا موجودة بقوات دولية مدربة بمعدات تركية في الشارع لقتال المعارضين وهو ما يعد صورة اخرى من الاحتلال “.
واكد ان حل المشكلة الصومالية يكمن في تدخل دولي سريع وتدخل عربي بحكم ان الصومال رقم مهم جدا في صياغة الامن القومي العربي يصعب تجاوزه
كما طالب بتشكيل هيئة دولية تشرف على نزاهة الانتخابات فيما يخص مجلس النواب والانتخابات الرئاسية القادمة واعرب عن امله في ان يكون للجامعة العربية دور لإرجاع الصومال إلى الحظيرة العربية مرة اخرى.