ثقافة وفن

“الأشياء الصغيرة”.. صداقة نادرة بين شرطي وقاتل تأسر الجمهور

 

سيطرت أفلام الإثارة لفترة طويلة على السينما إلى أن أصبحت قصص محققي الشرطة والجرائم الغامضة أنسب وسيلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

وأدركت شركات الإنتاج سحر هذه النوعية من الأفلام، كيف تؤثر دموية هذه الأفلام وبحث أبطالها عن الحقيقة مهما كان الثمن في عقلية المشاهدين، وكلما زادت معاناة الأبطال حقق الفيلم نجاحا مدويا.

ولهذه الأسباب، عوّل الجمهور على فيلم The Little Things (الأشياء الصغيرة)، الذي يعرض حاليا على منصة البث الإلكتروني “إتش بي أو ماكس”، ولحسن الحظ لم يخذلهم الفيلم.

ومع الاهتمام العالمي الذي يلاقيه الفيلم، يقدم الكاتب “كيه أوستن” في مقال له بموقع رولينج ستون مراجعة نقدية لأهم سلبيات وإيجابيات الفيلم.

فيلم “الأشياء الصغيرة” بطولة دنزل واشنطن ورامي مالك وجاريد ليتو، وإخراج وتأليف جون لي هانكوك.

الفيلم يركز على 3 شخصيات رئيسية، والعلاقة الفريدة التي تربط بين محقق شرطة وعمدة البلدة (شرطي سابق) وقاتل متسلسل مشتبه فيه.

ونوّه الكاتب منذ البداية، أن واحدًا من هؤلاء الرجال يختلف عن البقية، ولم يقصد بذلك القاتل المتسلسل (جاريد ليتو)، وإنما العمدة (دنزل واشنطن)، فهو يمتلك ماضيًا كئيبًا سريًا يحاول إخفاءه طيلة الوقت.

وتابع الكاتب، هناك قلائل في هوليود يملكون القدرة على فعل ما يفعله دنزل واشنطن؛ فهو يأخذ سيناريو مجرد ويحوله إلى كتلة مشاعر متفجرة تحرك الجمهور على اختلافه.

بمرور الأحداث، يعرف الجمهور أن قضية بعينها دمرت مستقبل “واشنطن” في سلك الشرطة، جريمة قتل سيدتين لم يستطع حلها في الماضي؛ لتتسبب في إيقافه من الشرطة وانفصاله عن زوجته وهجر بنتيه له، وفوق ذلك تعرض لأزمة قلبية.

ويرى الكاتب أن اختيار رامي مالك لتقديم دور المحقق الصاعد لم يكن موفقًا، إذ يمتلك الممثل طاقة هائلة كانت ستكسب الفيلم ثقلًا لو تم تكليفه بدور القاتل المتسلسل بدلًا من جاريد ليتو.

وأضاف، أن اختيار جاريد ليتو لتقديم دور شرير الفيلم جاء بناء على مظهره وشعره الطويل، الذي يشبه رجال عصابات الستينات، لكنه لم يقدم أي أبعاد جديدة لشخصيته.

وقال الكاتب، إن أهم ما أبقاه مهتمًا بمتابعة الفيلم هو الإخراج الجيد للقصة، وإن لم يكن بالضرورة أصليًا، وتحديدًا لمسار قصة “واشنطن” وحسه المتميز للشخصية، إذ يضطر للعودة إلى دوره القديم كمحقق، بناءً على طلب شخصي من رامي مالك لمساعدته في القضية.

أوضح الكاتب، أن جريمة القتل ومحاولة إثبات التهمة على مرتكبها ليست أهم ما يميز الفيلم، وإنما شخصيات أبطاله المختلفة، والمشاعر التي ينقلوها للجمهور على مدار أحداث الفيلم.

وخلٌص الكاتب، إلى أن مقارنة الفيلم بنظيره الكلاسيكي Seven للنجم براد بيت قد تكون مجحفة، ولكن الفيلم يمتلك جاذبية ساحرة لا تقاوم، جاذبية نحن بحاجة لها للتخلص من أي توتر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى