أخبار السياسة المحلية

الأمم المتحدة تخشى انهيار العمليات الانسانية في السودان جراء ضعف التمويل

الخرطوم – صقر الجديان

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا”، الاثنين، من انهيار تنسيق العمل الإغاثي جراء ضعف التمويل.

وتلقّت خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالسودان هذا العام 258.1 مليون دولار حتى نهاية فبراير المنصرم، بما يعادل 6.2% من إجمالي 4.2 مليار دولار تحتاجها لمساعدة 20.9 مليون شخص من أشد الفئات ضعفًا في البلاد.

وقال مكتب “أوتشا” في بيان إن “الشركاء يحذرون من أنه دون دعم مالي عاجل، فإن تنسيق العمل الإنساني في السودان سيواجه الانهيار، في الوقت الذي تكثف فيه الجهات المحلية جهودها لسد الثغرات الحرجة”.

وأفاد بأن منظمات الإغاثة تسعى لتعزيز تنسيق المساعدات بنظام لا مركزي لتلبية الاحتياجات المتزايدة في السودان، بعد أن أدى النزاع القائم إلى تغيير جذري في التنسيق التقليدي، حيث أُجبرت العديد من المنظمات على العمل عن بُعد، فيما تولت الجهات المحلية دورًا أكبر.

وشدد على أن الوضع المتغير يتطلب نهجًا لا مركزيًا قائمًا على المناطق، يمنح المجموعات المحلية قيادة جهود الاستجابة، على أن يوفر الشركاء الدوليون الدعم عن بُعد عند الحاجة.

وذكر المكتب أن وكالات الإغاثة تعمل على إنشاء نظام لا مركزي، غير أن تخفيض كبار المانحين للتمويل يشكل تهديدًا خطيرًا لهذه المساعي.

ونشطت غرف الطوارئ، وهي تجمعات شبابية متطوعة، في تقديم الغذاء والعلاج لملايين السودانيين العالقين في مناطق النزاع والمتضررين منه، رغم تعمد أطراف النزاع عرقلة جهودها.

وظلت قوات الدعم السريع تمارس تضييقًا كبيرًا على غرف الطوارئ عبر القتل والاعتقال وتعذيب المتطوعين ونهب المواد الغذائية التي يوفرونها بشق الأنفس.

عرقلة من السلطات

وقال مكتب “أوتشا” إن السلطات في القضارف وكسلا، شرقي السودان، تعرقل العمليات الإنسانية بسبب تدخلاتها في تحديد الأولويات، واستهداف المستفيدين، ورفض تصاريح السفر، وتأخر توقيع الاتفاقيات الفنية، وعدم وضوح بروتوكولات المشاركة.

وأفاد بأن إغلاق الطرق ونقاط التفتيش وحظر الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” في بعض المناطق، واستمرار المعارك في الفاشر ومحيطها، أعاق وصول المساعدات الإنسانية.

ولجأ ملايين السودانيين إلى استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، الذي توفره مقاهٍ شعبية بمبالغ باهظة تُدفع بالساعة، بعد تعطل شبكات الاتصالات وتعرضها للنهب والتدمير، خاصة في إقليم دارفور.

وأوضح مكتب “أوتشا” أن التأخر في الموافقات على تأشيرات الدخول الفردية كل شهر يؤدي إلى تراكم كبير، يحد من قدرة المنظمات على توسيع نطاق العمليات الإنسانية وتدوير الموظفين بشكل فعال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى