أخبار السياسة المحلية

الأمم المتحدة: ملايين اللاجئين السودانيين معرّضون لخطر الجوع وسوء التغذية

الخرطوم – صقر الجديان

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الاثنين، إنه مضطر إلى توقيف المساعدات إلى اللاجئين السودانيين في أربع دول خلال الفترة المقبلة، مما يعرّض الملايين لخطر الجوع وسوء التغذية.

ولجأ 4.1 مليون سوداني إلى الدول المجاورة بحثًا عن الأمن منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، منهم 1.5 مليون فرد فرّ إلى مصر، و863 ألف شخص إلى تشاد، و303 آلاف فرد إلى ليبيا، فيما ذهب 371 ألف شخص إلى جنوب السودان، والبقية إلى أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وأوغندا.

وقال برنامج الأغذية، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إن “ملايين اللاجئين السودانيين الذين فرّوا إلى الدول المجاورة يواجهون خطر الوقوع في براثن الجوع وسوء التغذية في ظل نقص التمويل”.

وأفاد بأنه “قد يضطر إلى توقيف المساعدات إلى اللاجئين السودانيين في أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا خلال الأشهر المقبلة مع نفاد الموارد”.

وقلّص البرنامج أعداد المستفيدين من المساعدات النقدية إلى اللاجئين في مصر من 235 ألف فرد إلى 200 ألف شخص في أبريل السابق، ومن ثم إلى 170 ألفًا في مايو المنصرم، فيما تلقّى هذا الشهر 150 ألف لاجئ فقط مساعدات نقدية، بالتزامن مع تخفيض كمية الغذاء المقدمة بنسبة 33%.

وأوضح البرنامج أنه مضطر إلى وقف المساعدات الحيوية لأشدّ الفئات ضعفًا من اللاجئين في مصر بحلول أغسطس المقبل، حال عدم تلقي تمويل إضافي.

وذكر البرنامج أنه يدعم حاليًا 80 ألف لاجئ سوداني في إقليمي أمهرة وبني شنقول ـــ قمز في إثيوبيا، بواقع 50% من الحصص الغذائية، فيما يُحصل 20 ألف لاجئ جديد على حصص كاملة.

وأشار إلى أن العديد من اللاجئين السودانيين في أوغندا يعيشون على أقل من 500 سعرة حرارية في اليوم ــ أي أقل من ربع الاحتياجات الغذائية اليومية، مشددًا على أن تدفق المزيد من اللاجئين يضغط على أنظمة الدعم حتى حافة الانهيار.

وبيّن البرنامج أنه سوف يُقلّص الحصص الغذائية إلى اللاجئين في تشاد خلال الفترة المقبلة، حال عدم تقديم مساهمات جديدة.

ويصل ألف سوداني يوميًا إلى تشاد، معظمهم من ولاية شمال دارفور التي هاجمت قوات الدعم السريع خلال هذا العام الكثير من مناطقها، بما في ذلك مخيم زمزم قرب الفاشر، حيث أسفر اجتياحه عن نزوح 400 ألف شخص على الأقل.

دعوة لإنقاذ الوضع

وقال البرنامج إن الأطفال معرضون لفترات طويلة من انعدام الأمن الغذائي، حيث تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد وسط الأطفال اللاجئين في أوغندا وجنوب السودان عتبة الطوارئ.

وأوضح أن كثيرًا من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد قبل وصولهم إلى الدول الحدودية لتلقي المساعدات.

وأشار إلى أنه يحتاج إلى 200 مليون دولار لمواصلة الاستجابة الطارئة للاجئين السودانيين في الدول المجاورة خلال الأشهر الستة المقبلة، كما يحتاج إلى 575 مليون دولار أخرى لعملياته المنقذة للحياة داخل السودان.

وقال منسق الطوارئ الإقليمي لأزمة السودان في البرنامج، شون هيوز، إن ملايين اللاجئين السودانيين يعتمدون على دعم برنامج الأغذية العالمي بصورة كلية، حيث يُؤدي مزيد من تخفيض المساعدات إلى تعريض الأسر الضعيفة والأطفال لخطر الجوع وسوء التغذية بشكل متزايد.

وذكر أن اللاجئين السودانيين يفرّون من أجل إنقاذ حياتهم لـ “يواجهوا المزيد من الجوع واليأس وقلة الموارد على الجانب الآخر من الحدود”.

وتابع: “المساعدات الغذائية تمثل شريان حياة للأسر اللاجئة الضعيفة التي لا تملك ملجأ آخر، كما أن هناك حاجة لتحرك سياسي ودبلوماسي عالمي لإنهاء القتال وعودة السلام والاستقرار، حيث إن الدعم الإنساني وحده لا يضع حدًا للنزاع والنزوح”.

وتتوقع مفوضية شؤون اللاجئين ارتفاع أعداد الفارين من السودان إلى ليبيا إلى 650 ألف شخص بنهاية هذا العام، فيما يُقدّم برنامج الأغذية مساعدات شهرية إلى 50 ألف لاجئ فقط من جملة 313 ألفًا استقروا في الدولة المجاورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى