«الأوبلن» دليل جديد على إفلاس الخزائن والأخلاق لدى انقلابيي السودان
الخرطوم – صقر الجديان
مع نهاية كل موكب، يرتفع عدد ضحايا «الأوبلن»، وهو قاذف للغاز المُدمع لتفريق التظاهرات، حولته قوات الانقلاب إلى سلاح شديد الإيذاء، من خلال حشوه بالحجارة أو بقايا الزجاج أو المسامير صواميل السيارات، وإطلاقه لتسبيب أكبر الأضرار في أوساط المحتجين السلميين.
ولمعرفة حجم الضرر الناجم عن الأسلوب الجديد، فقد ارتقى من جراءه الشهيدين محمد نادر، ومحمد عمر، علاوة على استئصال أعين 19 ثائراً مؤخراً.
ورأى مختصون أنّ الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد أثرت على قدرة السلطات الانقلابية في الإنفاق على شراء قنابل الغاز والذخيرة الحية، فلجأت إلى استخدام أسلحة أرخص من الرصاص والبمبان، كسلاح «الأوبلن» لكن ضررها أكبر، حسب ما ذكر عضو المكتب الموحد لأطباء السودان دكتور علاء الدين نقد.
وقال نقد في مؤتمر صحفي عقده محامو الطوارئ بشان السلاح المذكور الخميس الماضي، إن استخدام «الأوبلن» بدأ منذ نحو 3 أسابيع، إلا أن الإصابة والوفاة حدثت في موكب 23 نوفمبر ما تلاه، حيث تسبب في استشهاد محمد نادر ومحمد عمر.
الأول ارتقى بمقذوف حجر هشم الجمجمة واستقر في الرأس، حيث أجريت له عدة عمليات ومكث يوم كامل بالعناية المكثفة قبل وفاته، أما الثاني فاخترق المقذوف القفص الصدري وأوردة الكبد.
وأضاف نقد: لم نتمكن من إنقاذ حياته جراء النزيف الحاد رغم الجهود التي بذلها الأطباء بمستشفي وعد، وإجراء عملية نقل دم وصلت إلى 10 زجاجات.
مقدم متقاعد: أفراد الشرطة يحولون «الأوبلن» إلى سلاح قاتل بعد استخدامه بزاوية عمودية
وأشار إلى وقوع 43 إصابة في مواكب 30 نوفمبر، منها 6 إصابات بـ«الأوبلن» من بينها إصابة في العين، معتبراً أن حشو القاذف بحجارة أو مسامير، أو بقايا زجاج، (قمة الانحطاط في عدم الأخلاق).
وحسب مصادر تحدثت (للتغيير) فان عبوات الغاز المسيل للدموع التي استوردتها السلطات في سبتمبر من العام 2021م قد نفذت حيث اشترت الحكومة وقتها 28.5 طن من الغاز من البرازيل، و تتسبب تلك القنابل في مشاكل صحية في الأطراف والجلد وهو وفق المصادر نوع معدل، تبلغ سعر العبوة 1دولار و87 سنت.
المقدم شرطة معاش الطيب عثمان، اتهم منسوبي الشرطة” باستغلال المواكب في ممارسة هواية اصطياد الثوار ” عبر سلاح الأوبلن»
وتحدث عثمان عن ميكانيكية استخدامه وقال: هي نفس فكرة استعمال المنجنيق تاريخياً.
وأضاف : الاستخدام الأمثل والمنصوص عليه قانونا للأوبلن، يلزم الشرطي بأن يكون ارتفاع ماسورة «الأوبلن» عن كتفه بزواية 45 درجة ومسافة أقلها 90 متراً.
وأردف: إلا ان ما يحدث أن أفراد من الشرطة يحولون «الأوبلن» الى سلاح قاتل بعد استخدامه بزاوية عمودية”.
وشدد الضابط المتقاعد على ضرورة تعديل استراتيجية محاصرة الجناة، وذلك من خلال تحديد زمن ومكان الإصابة بواسطة الأطباء، لتوجيه الاتهام مباشرة للقوة المتواجدة في تلك المنطقة، كما على قائد القوة أو وكيل النيابة المصاحب لها أو مدير الشرطة تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية بشان ذلك.
وطالب الأطباء بضرورة تصوير عمليات استخراج المقذوفات سلاح «الأوبلن» من المصابين، بالفيديو، للاستفادة منها مستقبلا.
وقال عضو محامو الطوارئ صالح بشري، في المؤتمر الصحفي، إن القوات الانقلابية مارست خلال مواكب 30 نوفمبر، أسوأ صور العنف تجاه المتظاهرين واستخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية والخرطوش الانشطاري، إلى جانب سلاح «الأوبلن» حول محيط البرلمان، مدرسة المؤتمر وكبري خور أبوعنجة.
وطالب بإيقاف هذا السلاح القاتل الذي تسبب في مصرع شهيدين، وأصاب العشرات بعاهات مستديمة.
طبيب: الأزمة الاقتصادية دفعت الانقلابيين لاستخدام أسلحة بالغة الضرر وبنفس الوقت أرخص من الرصاص والبمبان كسلاح «الأوبلن»
في إطار إطلاق حملة وقف استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين وخاصة سلاح «الأوبلن» قدّم محامو الطوارئ مذكرة للنائب العام حول انتهاكات حقوق الإنسان ضد المتظاهرين، طالبوه فيها بضرورة الاضطلاع بدوره المناط به بموجب القانون ومباشرة التحري والتحقيق في الانتهاكات.
وأوضحت المذكرة أنه منذ انقلاب 25 أكتوبر درجت بعض العناصر المنسوبة للقوات الشرطة على استخدام السلاح بطريقة غير مشروعة وغير مسموح بها وفقا للقوانين المحلية والدولية، إلا أنه في الآونة الأخيرة تصيدت الشرطة مع سبق الإصرار والترصد الثوار في مدينة أم درمان، وتصاعدت أعداد الشهداء والمصابين بصورة لافتة منهما الشهيدين محمد عمر، محمد نادر، اللذين أصيبا بمقذوف حجر يحتوي على شظايا الزجاج والحصى، والبارود، الأمر الذي أحدث الوفاة الفورية.
محامو الطوارئ: استعمال «الأوبلن» بشكل متكرر رغم خطورته، يجعل الأمر استهدافاً وقصداً جنائية ويشكل جرائم تقتضي مساءلة مرتكبيها.
فضلاً عن إصابة كل من عمر وليد طه أبو سوار في العين، ما أدى إلى استئصالها، كما أصيب ميدو أمير إصابة بالغة الخطورة في الرأس بذات السلاح واكد محامو الطوارئ ان استخدام «الأوبلن» بشكل متكرر رغم خطورته، يجعل الأمر استهدافا وقصدا جنائية واضحا ويشكل جرائم تقتضي مساءلة مرتكبيها .
وطالبت المذكرة بتشكيل لجنتين، الأولى للتحقيق في استخدام مقذوف «الأوبلن» الذي يحدث في المواكب وخاصة أم درمان، ولجنة تحقيق أخرى بشان كل الانتهاكات وتقديم مرتكبيها للمساءلة، إلى جانب تفعيل آليات المراقبة والمتابعة لتلقي الشكاوي المباشرة عن الانتهاكات، والإعلان عن النتائج لمراقبة السلطة التقديرية الواسعة المعطاة لقوات الشرطة المكلفة بالتنفيذ وأن تكون إجراءاتها إيجازية.
إقرأ المزيد