أخبار السياسة المحلية

الإمارات والسودان.. زيارات ومباحثات تعزز العلاقات الأخوية

الخرطوم – صقر الجديان

بدأ رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، زيارة للإمارات، تتويجا للعلاقات المتنامية والمزدهرة بين البلدين.

وتأتي زيارة البرهان للإمارات بعد أيام من مباحثات هاتفية أجراها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات مطلع مايو/ آيار الجاري، هي الثالثة من نوعها خلال العام الجاري، بعد مباحثات مماثلة في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، وأخرى بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والبرهان في 24 من الشهر نفسه.

كما تأتي الزيارة بعد نحو أسبوعين من إشادة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني بمواقف دولة الإمارات الداعمة لبلاده في المحافل الدولية وجهودها المستمرة لإنجاح الفترة الانتقالية، خلال استقباله السفير الإماراتي بالخرطوم.

زيارات ولقاءات ومباحثات متواصلة في وقت قصير تدل على قوة العلاقات بين البلدين وحرص الجانبين على تعزيزها وتطويرها.

علاقات متنامية ومتطورة تستند على جذور تاريخية، أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويواصل تنميتها وتطويرها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات.

وتكاد لا تمر مناسبة أو موقف دون أن يؤكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على دعم بلاده المتواصل لاستقرار السودان.

دعم تجلى على أكثر من صعيد وفي أكثر من محطة إنسانية وسياسية وتنموية واقتصادية، وقوبل بامتنان وتقدير من السودان حكومة وشعبا.

ولا ينسى السودانيون مبادرة الإمارات مع السعودية لدعم بلادهم في مستهل الفترة الانتقالية عقب الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير بتقديم حزمة مشتركة من المساعدات يصل إجمالي مبالغها إلى ثلاثة مليارات دولار أمريكي.

كما لا تنسى الخرطوم لأبوظبي رعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد.
هذا إلى جانب سلسلة من الدعم السياسي والإنساني والتنموي، وأيضا الصحي لمساعدتها في مكافحة فيروس كورونا.

 

زيارات ومباحثات مستمرة

وتعد زيارة البرهان للإمارات ، الأحد، هي الثالثة له بعد عزل البشير، بعد زيارتين  أجراهما في مايو وأكتوبر 2019، إضافة إلى سلسلة من المباحثات الهاتفية على مدار الفترة الماضية.

كما تأتي الزيارة بعد أيام من مباحثات هاتفية أجراها البرهان مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مطلع مايو/ آيار الجاري تناولت العلاقات الأخوية القوية بين البلدين و سبل دعمها و تعزيزها في مختلف المجالات، وعددا من القضايا الإقليمية و الدولية محل الاهتمام المشترك إضافة إلى تطورات جائحة ” كوفيد – 19 ” وجهود مواجهتها في البلدين.

كذلك تأتي الزيارة بعد أيام من إشادة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني بمواقف دولة الإمارات الداعمة لبلاده في المحافل الدولية وجهودها المستمرة لإنجاح الفترة الانتقالية.

وأكد خلال لقائه حمد محمد حميد الجنيبي سفير الإمارات لدى جمهورية السودان، 27 إبريل/ نيسان الماضي على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والعمل على تطويرها في مختلف المجالات.

وفي 29 يناير الماضي، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، خلال اتصال هاتفي، مع البرهان العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وتطرق الجانبان إلى مستجدات جائحة “كوفيد 19″ في البلدين والعالم، والجهود المبذولة للسيطرة عليها واحتواء آثارها.

كما تبادلا وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع ومستجدات القضايا الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.. مؤكدين توافق الرؤى حول أهمية احتواء التوترات ووقف التصعيد في القارة الأفريقية وتعزيز سبل السلام والاستقرار فيها.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعم دولة الإمارات للحوار والحلول السياسية لمختلف القضايا في المنطقة، بما يصب في مصلحة السلام والتنمية لشعوبها وشعوب العالم.

من جانبه، ثمن رئيس مجلس السيادة السوداني مواقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الداعمة لترسيخ السلام والاستقرار والتعايش والتنمية في المنطقة، معرباً عن شكره وتقديره للدعم المتواصل الذي تقدمه دولة الإمارات للسودان على جميع الأصعدة خاصة خلال جائحة ” كورونا”.

تأتي هذه المباحثات الهاتفية بعد 5 أيام من مباحثات هاتفية بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والفريق أول عبدالفتاح البرهان جرى خلالها استعراض عدد من المواضيع والقضايا الثنائية والإقليمية ذات الأهمية المشتركة.

وقد أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الاتصال دعم دولة الإمارات لجمهورية السودان في تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي وتحقيق التقدم والرخاء للشعب السوداني الشقيق في ظل قيادته الجديدة، متمنيا للسودان حكومة وشعبا دوام النجاح والتوفيق وصولا إلى أهدافها الوطنية العليا.

إلى ذلك أعرب الفريق أول البرهان عن تقديره البالغ ومجلس السيادة والحكومة السودانية لدولة الإمارات الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا على ما تقدمه لبلاده من دعم ومساندة على مختلف الصعد خاصة في مواجهة تحديات وباء “كورونا”.

وفي 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي عقدت أعمال الدورة الأولى للجنة المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات ووزارة الخارجية في السودان، وذلك عن بعد عبر تقنية الاتصال المرئي.
وتم خلال المشاورات استعراض تجربة البلدين في مكافحة “كوفيد-19″، وجهود دولة الإمارات الإنسانية في هذا الصدد، ومساعداتها للدول المتضررة، وأهمية التضامن والتعاون الدولي في الحد من آثار الجائحة.
واستعرض الجانبان تطور العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها، كما تناولا المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة، ومواقف الطرفين إزاءها.

دعم الاستقرار

على صعيد دعم الاستقرار في السودان، قامت أبوظبي برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر الماضي أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد.

وأسهمت الجهود الإماراتية في تقريب وجهات النظر بين جميع الأفرقاء المشاركة في عملية التفاوض وتقديم كافة التسهيلات والضمانات التي أفضت في نهاية المطاف للوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي.

علاقات تاريخية

تاريخيا يعد السودان من أوائل الدول التي أقامت معها دولة الإمارات علاقات دبلوماسية وكان ذلك في ديسمبر عام 1971، وقد قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارته الرسمية الأولى للسودان في 20 فبراير/ شباط عام 1972 بعد حوالي شهرين ونصف من قيام الاتحاد حيث زار فيها كافة ولايات السودان وتمت له استقبالات رسمية وشعبية حاشدة.

من جانبه قام الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري بزيارة دولة الإمارات كأول رئيس دولة يزور الإمارات وكان ذلك في 23  أبريل/نيسان من العام 1972، أي بعد شهرين من زيارة الشيخ زايد للسودان وقد رافقه وفد رسمي كبير من الوزراء والمسؤولين.

مكانة خاصة

وللسودان في قلوب قيادة دولة الإمارات وشعبها، مكانة خاصة، فالعلاقات بين البلدين أخوية متينة وتتسم دائماً بالتعاون والتواصل والتكافل والتعاضد، في ظل حرص كبير من القيادة الإماراتية على رعايتها وتنميتها إلى أفضل المستويات التي تنعكس خيراً وسعادة على الشعبين.

واتخذت الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، العديد من المبادرات الداعمة لمشارع التنمية والنهضة على الصعد كافة في السودان، ولعبت دورا بارزا في مسيرة التنمية في السودان من خلال الاستثمارات والمشروعات الكبيرة التي تبنتها.

وهناك شواهد كثيرة على هذا الدعم وتلك المحبة، أولها الطريق القومي الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان الرئيسي على البحر الأحمر، الذي كان للإمارات دور رئيسي في إنجازه ليحدث نقلة تنموية مهمة تمثلت في ربط العاصمة بعدد من مناطق الإنتاج من ناحية، وكذلك جميع أنحاء البلاد بميناء التصدير من ناحية ثانية، يضاف إليه الكثير من المشاريع الحيوية والضرورية.

دعم ما زال يتواصل حتى اليوم، فقبل أيام، أرسلت الإمارات في 27 أبريل/ نيسان الماضي، طائرة مساعدات تحتوي على 50 طنا من المواد الغذائية، إلى جمهورية السودان، وذلك ضمن المبادرات الإنسانية خلال شهر رمضان المبارك، لتلبية احتياجات آلاف الأسر من ذوي الدخل المحدود، خاصة المتأثرة بالأوضاع الصحية الراهنة، وتعزيز قدرتها في التصدي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها جائحة “كوفيد-19”.

مكافحة كورونا

وعلى الجانب الإنساني، لم تتوقف الإمارات للحظة واحدة عن تقديم الدعم للسودان، لا سيما خلال جائحة كورونا التي اجتاحت العالم؛ إذ قدمت العديد من الدعم في المجال الطبي لمساعدة الأشقاء في السودان على مواجهة تداعيات انتشار الفيروس.

وتعد السودان من أوائل الدول التي تلقت المساعدات التي أرسلتها دولة الإمارات في إطار جهودها لمكافحة فيروس “كوفيد-19″، حيث قامت بإرسال أول شحنة مساعدات طبية في شهر إبريل/ نيسان 2020، واستمر تتابع إرسال الشحنات الطبية خلال الأشهر الماضية، إلى أن بلغت في مجملها 100 طن.

كما أنشأت الإمارات مستشفى محمد بن زايد الميداني في دارفور، الذي يحتوي على 208 أسرة لعلاج المصابين بـ”كوفيد-19” في السودان ويحتوي على جميع المعدات الطبية والأدوية.

دعم اقتصادي

وخلال المرحلة الانتقالية التي يمر بها السودان سارعت الإمارات لتقديم المزيد من الدعم بما يحقق أمن السودان واستقراره ويؤمن دفع عجلة التنمية الاقتصادية بما يعزز سبل العيش وتحقيق الرخاء للشعب السوداني الشقيق.

وفي بداية التطورات الأخيرة في السودان عقب الإطاحة بالبشير، أعلنت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل مشترك في إبريل/نيسان 2019  التزامها بتقديم 3 مليارات دولار أمريكي (1.5 مليار دولار أمريكي من البلدين) بما في ذلك وديعة بقيمة 500 مليون دولار أمريكي لدعم بنك السودان واستيراد الوقود والقمح والمدخلات للزراعة والتعليم ومتطلبات أخرى.

وفي ٢٥ يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الإمارات خلال مشاركتها في أعمال “مؤتمر شركاء السودان” تقديم 50 مليون دولار لدعم مبادرات النمو الاقتصادي في السودان بالتعاون مع البنك الدولي، لضمان خلق الوظائف وتشجيع الاستثمارات النوعية، والتي تساهم في تعزيز سبل العيش، والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى