البرهان.. الولاء الذي أشعل الحرب وأضاع السودان
بورتسودان | صقر الجديان
جماعة الإخوان المسلمين في السودان تدفع بقوة باتجاه حرب أهلية في البلاد من خلال سيطرتها على مقاليد القرار في الجيش.
أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ذلك من قبل خلال مقابلة أن البرهان، يتلقى الأوامر من رئيس الحركة الإسلامية السودانية بالوكالة ورئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول وأنه عضو في جماعة الإخوان ويعمل لصالحها.
وتولى البرهان، منصب رئاسة حزب المؤتمر الوطني (الذراع السياسية للإخوان) في منطقة نيرتتي بولاية جنوب دارفور، وفقاً لشهادة أمين حسن عمر، القيادي ومستشار الرئيس السابق عمر البشير، الذي أكد أن الرجل “أخ مسلم منتظم في الجماعة، لكنه يتحدث بخلاف ذلك على الملأ من باب المناورة السياسية”.
تعاظم نفوذ الإخوان في الجيش السوداني، وصمد استعصاء الجماعة في السودان على محاولات إقصائها من خلال تعطيل مسار الانتقال وإفشال الاتفاقيات المبرمة بين العسكريين والمدنيين والتخفي وراء واجهات قبلية ومحلية، واستغلال الموالين لها داخل الجيش لإدخال البلاد في صراعات لا تنتهي.
قيادات الحركة الإسلامية السودانية “الكيزان”
نجحت جماعة الإخوان وحلفاؤها من الجهاديين منذ الخمسينات إلى اليوم، في اختراق الجيش السوداني وتأسيس كيان مسلح مواز بجهود ضباط منشقين نجح في تنفيذ انقلاب يونيو، 1989، وانطلق في مسار ما اسماها ثورة الإنقاذ، وهو ما كان مخططاً له عام 1988، وبدأ الرئيس السوداني عمر البشير المعزول عملية الإحتراق وواصل عبدالفتاح البرهان، وقادة القوات المسلحة تسهيل اختراق الجيش لجعله أداة لجماعة الإخوان المسلمين للهيمنة على السلطة خلال مرحلة معقدة عقب ثورة ديسمبر 2018، التي اختطفها الإسلاميون ووضعوا البلاد على فوهة بركان التطرف والحرب وربما الاقتتال الأهلي والطائفي.
تؤكد الحالة السودانية أن علاقة قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، بجماعة الإخوان كما أنها أدت إلى اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، فهي أيضاً تدفع نحو استمرارها، على الرغم من النداءات التي أُطلقت من أطراف سودانية وجهات إقليمية ودولية لوقفها بهدف إنقاذ البلاد من حرب أهلية ذات طابع قبلي وعرقي يمكن أن تؤدي إلى تقسيمها لعدة دويلات. ولم يكن رفض البرهان لمساعي ودعوات وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع قائد قوات الدعم السريع إلا لخضوعه لتوجيهات الجماعة التي رفض قادتها وقف الصراع في البلاد.
ونجحت جماعة الإخوان في السودان حيث واصلت الحضور في مشهد الأحداث بعد عزلها عن السلطة بعد الثورة الشعبية ضد حكمها.
وتمكنت جماعة الإخوان في السودان بإسهام من الضباط الموالين لها داخل الجيش وفي مقدمتهم البرهان، من قطع عدة أشواط في تطبيق خطة انتقامها من الثوار والوطنيين، ولا تزال تعمل جاهدة باستخدام وسائل مختلفة بهدف العودة إلى السلطة التي فقدتها بإرادة الشعب عبر ضرب القوى المدنية الفاعلة، والدفع باتجاه سيناريوهات الاحتراب الأهلي.
وأدى التساهل في ملف أخونة جزء من الجيش السوداني إلى إنهاك قواه في صراعات داخلية تصب في مصلحة جماعة الإخوان وتحقيق أهدافها الضيقة، حيث انهارت ألويته وكتائبه في عدد من الولايات الرئيسية مؤخراً، مع أنه من أعرق الجيوش الأفريقية وتشكلت نواته منذ قرن.