«الثلاثية» تأسف لمُقاطعة العدل والمساواة وتحرير السودان ورشة تقييم اتفاق السلام
الخرطوم – صقر الجديان
أبدى رئيس بعثة الأمم المُتحدة لدعم الانتقال في السودان “يونيتامس” فولكر بيرتس، أسفه البالغ لمقاطعة أطراف رئيسية موقعة على اتفاق “جوبا” للسلام مؤتمر التقييم المُضمن في الاتفاق الإطاري.
وبدأ أمسية الثلاثاء، مؤتمر تقييم وتقويم اتفاق “جوبا” للسلام وسط غياب لحركتي تحرير السودان قيادة مناوي والعدل والمساواة التي يرأسها جبريل إبراهيم اثر انضمامهما لائتلاف الكٌتلة الديمقراطية المناهض للاتفاق الإطاري الذي وقعه الجيش في الخامس من ديسمبر المُنصرم مع نحو 52 من القوى المدنية المؤيدة للديمقراطية.
واعتذرت الحركتان في وقت سابق عن المُشاركة في المؤتمر، لكنها وافقت في ذات الوقت على المشاركة في مؤتمر مقرر أن تقيمه وساطة دولة جنوب السودان منتصف فبراير الجاري لتقييم الاتفاق.
وقال بيرتس لدى مُخاطبته الجلسة الافتتاحية ممثلاً للآلية الثلاثية ” يؤسفني أن بعض الموقعين على اتفاق جوبا لسلام السودان غير متواجدين حالياً، لكن الآلية الثلاثية ستظل تبحث في التحاق هؤلاء وصولا لاتفاق مشترك”.
وأفاد بأنهم يرغبون في التوصل إلى مخرجات تتصل بمعرفة الأسباب وراء ازدياد حجم النزاعات في السودان، حاثاً المجتمع الدولي على دعم الاتفاق ومُعالجة التحديات التي تواجهه.
وأشاد بدور الأطراف التي شاركت في العملية داعياً كافة السودانيين لتوضيح ارائهم من أجل بناء مُستدام.
وقال فولكر ان الشائعات تملأ الاجواء لخلق تشويش حول العملية السياسية، تهدف إلى عرقلة العملية، في وقت تهدف فيه ورشة السلام إلى استكشاف الأخطاء والذهاب نحو معالجتها وليس تعديل أو إلغاء االاتفاق.
وبرغم مرور أكثر من عامين على التوقيع اتفاق جوبا الذي أبرمته الحكومة الانتقالية المبعدة من السلطة مع نحو 5 فصائل مسلحة كانت تقاتل نظام الرئيس المعزول في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، إلا أن موقعوه يشكون من عدم تنفيذ أبرز بنوده.
بدوره أقر رئيس حركة تجمع قوى تحرير السودان وممثل القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري الطاهر حجر لدي مُخاطبته افتتاح المؤتمر بوجود تحديات عديدة أعاقت إنفاذ الاتفاق أبرزها الانقسام السياسي بين مكونات الفترة الانتقالية علاوة على الأوضاع الاقتصادية وإحجام المانحين الدوليين عن دعمه.
وشدد على ضرورة وضع خارطة طريق من خلال الورشة تتصل بتوصيات لتفعيل آليات ووسائل دعم السلام في السودان، والنظر إليه بشمولية لحسن إدارة التنوع بالبلاد.
وأشار إلى أن اتفاقية جوبا شرحت الأزمة السودانية وناقشت قضايا لم تكن محل نقاش من قبل منها قضيتي التعدد والهوية والعدالة وإنصاف ضحايا الحروب، وأبدى أمله في أن تلتحق بقية الحركات المسلحة للاتفاق الإطاري.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم حركة تحرير السودان قيادة مناوي الصادق علي النور إن الحركة رفضت المشاركة في ورشة تقييم اتفاق برغم تلقيها دعوة من الآلية الثلاثية.
واعتبر الإصرار على عقد الورشة بهذه الكيفية يعني الإصرار على تعديل الاتفاق دون موافقة و مشاركة بعض أطراف السلام الحقيقيين، ما سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان وإشعال نار الحروب.
وأشار إلى أن أي تعديلات تطال الاتفاقية تعنى بها آليات موضحة في الاتفاقية من بينها قوى الكفاح المسلح مجتمعة.
ودعا النور البعثة الأممية للذهاب إلى معسكرات النازحين و اللاجئين و صرف الأموال لأصحاب المصلحة الحقيقية بدلا عن صرفها في قاعات يجلس فيها أحزاب لا تعرف معاناة الشعب – وفقا للتصريح.
من جهتها قالت مجموعة “الترويكا” التي تضم دول “النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة”إن اتفاقية جوبا للسلام مثلت إنجازًا هامًا يجب الحفاظ عليه، ورأت أن عدم إحراز تقدم في تنفيذه بسرعة وبفعالية يشكل خطراً يجب معالجته.
ولفت بيان صادر عن المجموعة إلى أن الاتفاقية تشكل أهمية خاصة للمجتمعات المتضررة لعقود من الصراع، وطالب بمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وتمكين جميع الشعوب بطريقة عادلة.
وتابع بالقول” نفهم بأن هذا الحوار يرحب بالموقعين وغير الموقعين على اتفاقية جوبا للسلام على حد سواء، وان بعض أصحاب المصلحة المهمين في هذه العملية اختاروا عدم المشاركة في أحداث اليوم، إلا انه لايزال الباب مفتوحًا للمشاركة في العملية السياسية”.
ونوه بأن “الترويكا” ستواصل حث جميع الجهات الفاعلة السياسية والمدنية السودانية للانخراط بشكل بناء في عملية التوصل إلى اتفاق يسمح للبلاد بالخروج من الأزمة السياسية الحالية.
وأكد بأن الاتفاق الإطاري يمثل الأساس الذي يمكن البناء عليها لتشكيل حكومة جديدة بقيادة المدنيين تقود السودان في فترة انتقالية تؤدي لانتخابات حرة ونزيهة.