الجيش يعلق التفاوض في جدة احتجاجا على خروقات «الدعم السريع»
الخرطوم – صقر الجديان
أعلن الجيش السوداني الأربعاء، تعليق المُشاركة في مفاوضات جدة ، احتجاجا على عدم التزام قوات الدّعم السريع باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت.
ومدد الجيش السوداني والدّعم السريع الاثنين الماضي اتفاقاً لوقف إطلاق النار 5 أيام إضافية لكن الطرفان تبادلا الاتهامات بشأن خرقه حيث اندلعت معارك عنيفة في مواقع عديدة في الخرطوم وبعض الولايات بعد ساعات من تمديد الاتفاق.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم الجيش السوداني إن “القيادة العامة للقوات المسلحة قررت تعليق المحادثات الجارية في جدة، بسبب عدم التزام المليشيات المتمردة بتنفيذ أي من البنود التي نص عليها الاتفاق، والاستمرار في خرق الهدنة”.
ونصّ الاتفاق الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة على فتح ممرات إنسانية لانسياب المساعدات، بجانب الابتعاد عن المستشفيات والمرافق الخدمية ووقف الأعمال العدائية وحركة الجنود وحظر الطيران الحربي.
من جهته قال المستشار الإعلامي السابق للقائد العام للجيش العميد الطاهر أبو هاجة في منشور على “فيس بوك” إن العودة للمفاوضات رهين بالالتزام بما اتفق عليه في إعلان جدة.
وأوضح أن الصمت على استحواذ ما أسماها بالمليشيات المسلحة على المستشفيات والمرافق الخدمية العامة والخاصة يعني شرعنة الاستمرار في التفاوض.
وقال “استمرار الجيش في التفاوض لايعني ضعفه ولن نقبل الدنيئة في جيشنا ووطننا ودور المسهلين محل تقدير”.
وأضاف “تعليق التفاوض لان المليشيا تحارب المدنيين وتحارب الشعب وتنتهك حرماته وتستولي على مساكنهم تغتصب حرائره وتنهب ممتلكاته وتمارس كل أنواع الإرهاب”.
وقالت مصادر متطابقة في الخرطوم ان الاشتباكات والمواجهات المسلحة احتدمت بشكل ملحوظ اليوم الأربعاء في عديد من مناطق جنوب الخرطوم وغرب ام درمان.
وقبل يومين أكدت الوساطة المشتركة ان الطرفين انتهكا اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان الطرفين تعهدا بعد توقيع التمديد الاخير للاتفاق بالدخول، بحسن نية، في مباحثات لتحديث الاتفاق، على أساس الملاحظات التي وردت إليهما خلال فترة تطبيق الاتفاق، وأشارا إلى أنهما بحاجة لمزيد من الوقت للتباحث بشأن شروط التحديث والاستعداد لتنفيذها.
ويفترض ان يتباحث الطرفين خلال هذه الجولة بشأن هدنة طويلة قد تستلزم إجلاء القوات من المناطق الحضرية، كما أعلنا السعي لتنفيذ أحكام وقف إطلاق النار الأول التي لم تتحقق بالكامل بما في ذلك تسليم المساعدات وإصلاح الخدمات الضرورية.
نزوح جماعي
وقال شهود عيان الثلاثاء إن أحياء القوز والرميلة – جنوب الخرطوم- شهدت نزوحا كاملا لمئات الأسر التي تعدت عليها قوات الدعم السريع بعد استهدافها من الجيش حيث دخلت المساكن والأحياء وروعت الأهالي فاضطروا للفرار بملابسهم وسط قصف عنيف دمر عدد كبير من المنازل.
وتوجه المئات من سكان هذه الأحياء الى مدارس ونوادي بالكلاكلات حيث تنادى الأهالي هناك لإعانتهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم.
ومنذ 15 أبريل الماضي يشهد السودان قتالا عنيفا بين الجيش وقوات الدّعم السريع في عدد من الولايات بما فيها العاصمة الخرطوم، تسبب في قتل أكثر من 900 شخص وما يزيد على مليون نازح، بينما أصبح نحو نصف سكان السودان في حاجة إلى مساعدات إنسانية وفقاً لتقارير أممية.