الحرية والتغيير: مبادرة “أهل السودان” محاولة من العسكر لايجاد حاضنة جديدة
الخرطوم – صقر الجديان
وصف متحدث باسم تحالف الحرية والتغيير مبادرة رجل الدين الطيب الجد للوفاق الوطني بأنها محاولة من قادة الجيش لايجاد حاضنة جديدة.
وايد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المبادرة التي تحظى بتدافع كبير من قادة حزبين وزعماء أهليين، كما يدعمها عديد من المحسوبين على نظام الرئيس المعزول عمر البشير وحلفائه.
واستقبل الطيب الجد، الأحد، عددا من السفراء بمقر نفوذه الديني بأم ضوبان، شرقي العاصمة الخرطوم، وطلب منهم تقديم الدعم لمبادرة أهل السودان.
ووصف المتحدث الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير، شهاب الطيب، في تصريح لـ “سودان تربيون”، مبادرة أهل السودان بـ “أنها إحدى محاولات الحكم العسكري لإيجاد حاضنة سياسية واجتماعية جديدة.
وأشار إلى أن المبادرة لا تختلف في مضمونها عن المحاولات السابقة، لكن الجديد هو الموقف من الانقلاب وانقسام المجتمع الدولي والإقليمي.
وتابع: “الانقسام الدولي الواضح من بعض الدول الداعمة للانقلاب التي تعمل على دعم مبادرة الشيخ الطيب الجد التي تسعي لإنتاج توافق شكلي على مسمى لرئيس وزراء باعتباره جزءا من سياسة الأمر الواقع”.
واستبعد المتحدث أن يكون للمبادرة مستقبل عملي، خاصة وأن جزء من المجتمع الدولي والاقليمي رافض لشرعنة الانقلاب بهذا الشكل.
وشدد الطيب على ضرورة مواجهة هذه المبادرة بتوافق بين قوى الثورة، بحيث تنتج وثيقة دستورية جديدة تعبر عن المرحلة الانتقالية دون تقاسم السلطة مع قادة الجيش وتحدد علاقة المؤسسة العسكرية في الدولة.
بدوره، قال القيادي في حزب الأمة القومي عروة الصادق لـ”سودان تربيون”، إن محاولة “الزج بالشيخ الطيب الجد وبأرثه في معترك سياسي مشحون واقحامه في أجندة الصراع المحموم أمر خاطئ”.
واعتبر البداية خاطئة ومنحازة للحكم العسكري، خاصة “انه كان من داعمي اعتصام القصر الممهد للانقلاب”.
وفي أكتوبر 2021، أقامت جماعة التوافق الوطني التي تضم حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة والتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية وقادة عشائر، اعتصاما أمام القصر الرئاسي دعت فيه الجيش لاستلام السلطة.
ورفعت الجماعة الاعتصام فور وقوع الانقلاب الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021.
وقال الصادق إن “المبادرة لا جدوى منها، كما أنها بلا قيمة ولا يرجى منها خير، شأنها شأن مبادرة سابقة، وهي مبادرة تخص البرهان عبر الطيب الجد، مثلها مثل المبادرات التي ولدت مؤودة”.
وأشار إلى أن المجتمع الصوفي والإدارات الأهلية في السودان يجب أن تكون جامعة للكل مانعة للفرقة ومحصنة من الشتات، لا منحازة ومتواطئة، فهذا سيضعف اللحمة ويمزق أهم الممسكات الوطنية.
واردف: “طالما المبادرة لم تقدم دعوة للحرية والتغيير واختارت العمل ضمن سدنة الإنقلاب والمنظومة التي سقطت مع المخلوع بذلك تكون مؤسسة على باطل لا يحقق خيرا للبلاد ولا للعباد”.
وانتقد المبادرة لتعزيزها الخلاف بين سلفيي السودان والمتصوفة، إضافة إلى أنها أعلت من نبرات التضاد والتناظر والإسفاف، كما أذكت الاختلاف بين التوجه الإسلامي والعلماني، فضلا عن ظهور جماعات سياسية وكيانات اجتماعية ظلت رمزاً للانتهازية والبراغماتية وممالأة الطغاة.
ويُعد حزب الأمة أبرز القوى المنضوية في ائتلاف الحرية والتغيير الذي كان يتقاسم الحكم مع قادة الجيش حتى الانقلاب عليهم.
تفاصيل المبادرة
ولبى سفراء دول مصر وإثيوبيا وبريطانيا والمغرب، إضافة لممثل من السفارة الروسية ومستشارة رئيس بعثة الأمم المتحدة دعوة رجل الدين التي غاب عنها سفراء أمريكا والنرويج والسعودية والإمارات.
وقال رجل الدين الطيب الجد، في تصريح صحفي، إنه “طالب ممثلي البعثات بدعم مبادرة “أهل السودان للوفاق الوطني” المطروحة للجميع”.
وكشف عن استعدادات لعقد مائدة مستديرة، ستتم فيها دعوة جميع الفاعلين السياسيين، من أجل الوصول إلى نقطة التقاء عامة يتفق عليها، وفيها تُحقق رغبة إكمال التحول الديمقراطي وتشكيل حكومة مهام وصولا لانتخابات حرة ونزيهة.
ويبدو أن المبادرة تسارع الخطي لقطع الطريق أمام قوى الحرية والتغيير التي أعلنت عن عزم قوى الثورة ــ أي القوى التي تناهض الحكم العسكري ــ طرح إعلان دستوري وتعيين رئيس وزراء.
بدورها، أعلنت مستشارة رئيس البعثة الأممية اليانا اوفشيفا، دعمهم لأي مسعى يحقق الوفاق في السودان.
ونادى ناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك، الذي يملك نفوذا واسعا في شرق السودان ويُعتبر من أكبر الداعمين للحكم العسكري، البعثات الدبلومسية بدعم المبادرة التي اعتبرها المخرج الحقيقي لأزمة البلاد.
إقرأ المزيد