الدعم السريع يستولي على قاعدة الجيش في وسط دارفور
زالنجي- صقر الجديان
قالت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، إنها سيطرت على قيادة الفرقة 21 مُشاة بمدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور، بعد أشهر من الحصار.
ومن شأن استيلاء الدعم السريع على زالنجي أن يدفع بكل ثقله إلى السيطرة على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وبالتالي فرض أمره على إقليم دارفور إلا من بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركات المسلحة.
وقال قائد الدعم السريع ــ قطاع وسط دارفور، اللواء علي يعقوب، في فيديو بثته القوات؛ إنهم “تمكنوا من السيطرة على قيادة الفرقة 21 مشاة بمدينة زالنجي”.
وكشف عن أسر قائد الفرقة ونحو 50 من كبار الضباط وعددًا من الجنود، إضافة إلى الاستيلاء على كل الآليات والمركبات الحربية.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها استولت على كميات هائلة من المدافع والدبابات والمركبات العسكرية في قاعدة الجيش بزالنجي، وتعهدت بعدم العودة من منتصف الطريق، حيث تعمل على أن يكون القتال الحالي آخر الحروب.
وتابعت: “إننا ماضون بعزيمة وإرادة مع أبناء الشعب لتأسيس دولة جديدة تليق بتضحياتهم وتطلعاتهم في الحرية والسلام والعدالة وبناء جيش قومي مهني واحد ومؤسسات مدنية”.
ويأتي استيلاء الدعم السريع على الفرقة 21، بعد أقل من أسبوع من بسط سيطرته المطلقة على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور كآخر قاعدة عسكرية متبقية للجيش في ثانٍ أكبر ولاية سودانية بعد الخرطوم من حيث الكثافة السكانية.
وأكد شهود عيان لـ “سودان تربيون”، سيطرة الدعم السريع على الفرقة 21، عقب وصول تعزيزات ضخمة قدمت من ولاية جنوب دارفور بقيادة قائد ثانٍ القوات محمد عبد الرحيم دقلو.
وقالوا إن قوات الدعم السرسع، استخدمت لأول مرة في زالنجي، الطيران المسير الذي قصفت به قاعدة الجيش في المدينة والمناطق المحيطة بها بصورة مكثفة، ما دفع القوات المسلحة لمغادرة دفاعاتها المتقدمة التي كانت تقيمها قرب مركز “الحصاحيصا” للنازحين المتأخم للفرقة.
واتهم نازحين، خلال الشهرين الماضيين، قوات الدعم السريع بتعمد محاصرة المركز الذي يأوى الآلاف من ضحايا الحروب السابقة بين الجيش والحركات المسلحة، كما منعت النازحين من مغادرة مواقعهم على الرغم من قصفها المخيم بالمدفعية الثقيلة مما أدى لمقتل أعداد كبيرة من النازحين.
وتأتي التطورات الميدنية الجديدة في إقليم دارفور، في خضم مباحثات بين الجيش والدعم السريع تتوسط فيها السعودية وأميركا والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، في محاولة جادة لوضع حدًا للقتال المستعر منذ 15 أبريل هذا العام.
وقال والٍ سابق لولاية وسط دارفور، مفضلًا عدم ذكر اسمه لـ “سودان تربيون”، إن “ما جرى في قيادة الفرقة 21 مُشاة، هو عملية تسليم وتسلم، بعد مفاوضات بين القوتين انتهت إلى أن يسلم الجيش قاعدته للدعم السريع لمنع وقوع مزيدًا من الضحايا في صفوف المدنيين”.
ولم يتسنى الحصول على تعليق من الجيش ــ الذي عادة ما يستعصم بالصمت حيال استيلاء الدعم السريع على قواعده ــ حول سقوط قيادته في مدينة زالنجي.
وجرى تأسيس قاعدة الجيش في زالنجي في 2012، تزامنًا مع قرار الرئيس المعزول عمر البشير الخاص بإنشاء ولايتي وسط وشرق دارفور، كما تم تأسيس قاعدة أخرى في مدينة الضعين التي تُعد العاصمة التاريخية لقبيلة الرزيقات التي ينحدر منها معظم قادة الدعم السريع.
وتسيطر حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، على أجزاء واسعة من ولاية وسط دارفور، حيث انفتح الفصيل المسلح على مناطق جديدة في الولاية مستغلة الفراغ الأمني الذي خلفه القتال بين الجيش والدعم السريع.