«الدعم السريع» يعتقل صحفيا بالخرطوم والجيش يحتجز نقابيا ببورتسودان
الخرطوم – صقر الجديان
اعتقلت قوات الدعم السريع السبت، مراسل فضائية “الغد” من منزله شرقي الخرطوم واقتادته إلى جهة غير معلومة، فيما احتجزت الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني بمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شرقي السودان المتحدث باسم لجنة المعلمين.
ويجئ اعتقال المراسل بعد وقت وجيز من ظهوره المباشر على القناة مقدما موجزا عن التطورات الميدانية في العاصمة الخرطوم.
ومنذ بدء الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي، تراجعت حرية الصحافة والتعبير بشكل لافت حيث لا يسمح طرفي النزاع العسكري الدامي للصحفيين بممارسة عملهم بحرية.
وقال بيان أصدرته شبكة الصحفيين السودانيين إن “قوة تتبع للدعم السريع اقتادت الصحفي محمد إبراهيم الحاج مراسل قناة الغد إلى مكان مجهول بعد اقتحام منزله بالجريف غرب وعدد من منازل الحي”.
وأدانت الشبكة هذا المسلك ووصفته بالمشين والمتكرر من قوات الدعم السريع التي دأبت على ممارسة الإخفاء القسري للصحفيين والمواطنين – وفقا للبيان.
وأوضح بيان شبكة الصحفيين أن القوة التي اقتادت مراسل “الغد” اعتدت أيضا بالضرب واعتقلت عدد من مواطني الحارة التي يقطن فيها ونهبت المنازل، الأمر الذي نشر الذعر بين سكان الحي وطالبت الشبكة بإطلاق سراح المحتجزين على الفور.
وتسبب القتال في توقف معظم المؤسسات الإعلامية الحكومية منها والخاصة عن العمل بسبب احتلال مقارها بواسطة قوات الدعم السريع وتحويلها لثكنات عسكرية أو وقوع بعضها في دائرة الاشتباكات المسلحة بين الطرفين.
وتعرض عدد كبير من الصحفيين والإعلامين لانتهاكات واسعة على يد قوات الدعم السريع شملت الاعتقال والقتل واحتلال المنازل بعد نهبها، بينما عانى صحفيون من التضييق في مناطق سيطرة الجيش.
إلى ذلك قال محامو الطوارئ في بيان وصلت نسخته “صقر الجديان” إن قوة تتبع لاستخبارات القوات المسلحة اعتقلت القيادي النقابي وعضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر أمسية الجمعة، دون مسوغ قانوني يخولها سلطة القبض.
ورأى البيان أن الاعتقالات التي تقوم بها القوات المسلحة في المناطق التي تقع تحت سيطرتها مؤشر يعكس عودة البلاد لعهد تكميم الأفواه ومصادرة الحريات كما أن استهداف المعلمين الذين يعيشون ظروفا إنسانية مأساوية كحال كل العاملين بالقطاع العام نتيجة عجز الدولة عن الوفاء بحقوقهم المالية جراء حرب 15 أبريل، يوضح منهج التعاطي الذي تتبناه سلطة الأمر الواقع تجاه العمال، حسب البيان.
وقال رئيس لجنة المعلمين السودانيين بولاية البحر الأحمر عبد الحميد محمود طالب لسودان تربيون إن استخبارات الجيش تحتجز سامي الباقر وعضوين من اللجنة، كاشفا عن تلقيهم معلومات عن إحالة المعتقلين للتحقيق غدا الأحد.
ولجنة المعلمين هي جسم نقابي كان أحد المؤسسين لتجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ونشط مؤخرا في الدفاع عن حقوق المعلمين.
وقادت اللجنة خلال الأشهر الماضية احتجاجات واسعة وإضراب عن العمل لفترات طويلة من أجل الضغط على السلطات الحاكمة لرفع أجور المعلمين.