السلطات الانقلابية في السودان ترفض تمديد تأشيرة كبيرة مستشاري فولكر
الخرطوم – صقر الجديان
كشف مصدر مطلع لـصحيفة «التغيير» عن مغادرة كبيرة مستشاري رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس» السفيرة روزاليندا مارسدن، الخرطوم مساء السبت، بعد أن امهلتها سبطات الانقلاب في وقت سابق 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وجاءت مغادرة المستشارة المختصة في السلام بسبب انتهاء التأشيرة التي تسمح لها بالبقاء في البلاد بصورة قانونية.
قرار سياسي
وقطع مصدر دبلوماسي تحدث لـ «التغيير» فضل حجب اسمه أن القرار «سياسي» في المقام الأول، وأشار إلى أن إدارة السلام والشؤون الإنسانية بالخارجية السودانية هي المسؤولة من توجيه إدارة التشريفات التابعة للمراسم بإصدار تأشيرة للمسؤولة الأممية في بعثة اليونيتامس.
و أكد المصدر الدبلوماسي ارتباط منح التأشيرة بموافقة السلطات الحاكمة، لافتاً إلى أن الإجراء ليس فنياً بحتاً.
رفض مشروع قرار بريطاني
وربط مراقبون رفض السلطات الإنقلابية تمديد تأشيرة البقاء للسفيرة البريطانية السابقة بشأن مشروع قرار بريطاني مقدم لمجلس الأمن الدولي يختص بتمديد البعثة الأممية المنتظر تداوله الأسبوع المقبل.
ووصف وزير الخارجية المكلف علي الصادق في تصريحات صحفية، نقلتها وكالة الأنباء القطرية، المشروع البريطاني بأنه «مليء بلغة التهديد والاتهامات إلى جانب أشياء لا تمت إلى جوهر العملية بشيء».
وأكد الصادق أن وزارته تجري مشاورات مكثفة حالياً مع المجموعات العربية والأفريقية وأصدقاء السودان بمجلس الأمن الدولي، استباقا لاجتماع المجلس بشأن التمديد لبعثة يونيتامس.
وأشار وزير الخارجية المكلف إلى أن السودان غير راض عن أداء البعثة ويرى أنها لا تفعل شيئا لصالح التفويض الممنوح لها من قبل مجلس الأمن ولم تقم بأي دور للأمم المتحدة، فيما يتعلق بإعادة دمج قوات الحركات المسلحة.
وتابع الصادق: «إذا أرادت البعثة أن تقوم بواجبها والتزمت بتفويضها وصارت في الطريق الصحيح كما ينبغي، نرحب بها لأنها في الأصل جاءت للبلاد بطلب من السودان وإذا رأت غير ذلك فإن الأمم المتحدة لن تفرض علينا بعثة نحن لا نريدها ولا تؤدي الغرض المنشود منها»، ونوه إلى أن رئيس المجلس السيادي في السودان له الحق في أن يعلن أن «البعثة لا تؤدي غرضها ولا فائدة من وجودها في البلاد».
يشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان يونيتامس تقترب من إكمال عامها الثاني منذ قدومها للسودان وكانت البعثة قد طرحت خلال الفترة الماضية مبادرة أممية لتسوية الأزمة السودانية في أعقاب انسداد الأفق السياسي بين العسكريين والمدنيين نتيجة لقرارات رئيس مجلس السيادة الانتقالي التي اتخذها في 25 أكتوبر 2021 وترتب عليها فض الشراكة التي كانت قائمة بين الطرفين لإدارة الفترة الانتقالية.
قصة شهيرة
وارتبطت السفيرة روزاليندا بقصة شهيرة مع الرئيس المعزول البشير الذي قال في تصريحات جماهيرية في العام 2018 شتم فيها سفيرة المملكة البريطانية في الخرطوم بقوله «صرفت لها بركاوي» متهماً إياها بدعم الحركات المسلحة.
وقال المعزول البشير إنها عندما أتت لتوديعه في نهاية مدتها الزمنية في البلاد قدمت له «توجيهات وتعليمات» وقال إنها ندمت على اليوم الذي ولدت فيه بحسب تعبيره، واتهمها بأنها كانت خلف جمع المعارضة في باريس.