السودان: إتفاق حكومي بتنفيذ مطالب معتصمي فتابرنو بدارفور
فتابرنو – صقر الجديان
توصلت الحكومة ومعتصمي منطقة فتابرنو بولاية شمال دارفور إلى اتفاق تعهد بموجبه وفد حكومي زار المنطقة يومي أمس واليوم الخميس، بالشروع الفوري في تنفيذ مطالب المعتصمين، وتشكيل آلية لتنفيذه تتكون من القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة فيها النيابة وممثلين لأهل المنطقة.
وتتمثل مهام الآلية-بحسب نص الاتفاق الذي اطلعت عليه ( شبكة صقر الجديان) في حماية المنطقة وتوفير الأمن وجمع السلاح والمواتر ومنع الكدمول وعربات الدفع الرباعي وحماية الموسم الزراعي وإبعاد المعتدين من الأراضي غير التي احتلوها وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة واسترداد المنهوبات التي سرقت من المنطقة. وتفعيل قسم شرطة فتابرنو بتعيين ضابط برتبة وسيطة ووكيل نيابة.
واشتمل الاتفاق على تكوين لجنة مشتركة من المنطقة وعضوية القوات المسلحة والنيابة وأهل المنطقة لمتابعة تنفيذ الإتفاق ، بالإضافة إلى تشكيل لجنة اتحادية لتقصي الحقائق حول أحداث فتابرنو. وكان أهالي منطقة فتابرنو والتي شهدت مجزرة مسلحة بمحيط اعتصام أهالي المنطقة وراح ضحيتها ثلاثة عشر شخصاً رفضوا لجنة تحقيق ولائية، شكلتها السلطات المحلية، بشأن التحقيق في أحداث فض إعتصام فتابرنو.
واعتبر الأهالي عبر بيان اللجنة التنسيقية للإعتصام وتحصلت (شبكة صقر الجديان) على نسخة منه، أن اللجنة غير محايدة، لجهة أن بعض أفرادها اعضاء في اللجنة الأمنية لولاية شمال دارفور، لافتاً إلى أن من غير المناسب أن يحققوا في جريمة ارتكبت وهم مشرفين على الاجهزة الأمنية.
وفي منتصف الشهر الجاري قتلت المليشيات المسلحة ثلاثة عشرة شخصًا وإصابة العشرات بجروح، بعد أن فضت إعتصام مواطني فتابرنو بقوة السلاح، كما أحرقت السوق ونهبت الممتلكات. وطالبت التنسيقية في بيانها بتكوين لجنة من قبل النائب العام السوداني وفق قانون التحقيق لعام 1954، الذي يكفل للجنة سلطات واسعة في التحقيقات والضبط وتقديم المتهمين للعدالة، واتهمت اللجنة بمحاولة التغطية جريمة فض الاعتصام وحماية المجرمين، بغية الإفلات من العدالة.
كما أكدت على استمرار اعتصام أهالي فتابرنو حتى تتحقق جميع مطالبهم، كما طالبت التنسيقية في بيان حصلت عليه ”صوت الهامش“ الحكومة الانتقالية بالقيام بواجبها تجاه مواطنيها في منطقة فتابرنو ببسط هيبة الدولة وتحقيق إلامن.
وطالب البيان، بنقل جرحى فتابرنو، للخرطوم فورا لتلقي العلاج اللازم على نفقة الدولة، كما طالب المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف مع مواطني فتابرنو في قضيتهم العادلة. وأدى رفض الأهالي للجنة المحلية بدفع الحكومة الإتحادية بوفد مشترك من مجلسي السيادة والوزراء بقيادة الفريق ابراهيم جابر الي ولاية شمال دارفور تفقدوا من خلاله الجرحى والمصابين في أحداث فتابرنو بمستشفى الفاشر التعليمي علاوة علي اجتماعه مع لجنة امن شمال دارفور.
وقال أحد شيوخ الادارات بالمنطقة ابراهيم اسحق ، ان الاهالي طالبوا بنزع سلاح المليشيات والقبض على الجناه واخراج المعتدين الرعاة من المزارع وتكوين لجنة مركزية مستقلة للتحقيق في ما اسماه بمجزرة فتابرنو. واضاف، ان الوفد لم يصل الى نتيجة من خلال هذه الزيارة لخلافات برزت حول اللجنة والمطالب التي تم رفعه من قبل المعتصمين بالمنطقة.
وقال القيادي بالمنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال ، ان الأجهزة الأمنية والمليشيات المسلحة شنت حملة إعتقالات ضد الناشطين والنازحين بمدينة كتم، وعلى الطريق الرابط بين كتم وفتابرنو، طال أكثر من ثلاثين شخص مطالباً بتكوين لجنة للتحقيق حول الأمر وان القبض والاعتقال بهذه الصورة سيزيد من تعقيد القضية. مشيرا الى ضرورة الاسراع في حسم هذا الأمر من الحكومة المركزية.