السودان يدعو لاستئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة
الخرطوم – صقر الجديان
دعا السودان وإثيوبيا إلى ضرورة استئناف المفاوضات الثلاثية بين الخرطوم وأديس أبابا والقاهرة، بما يفضي إلى توقيع اتفاقية شاملة حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وذكر بيان نشرته وزارة الري السودانية أن وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس التقى الأحد الماضي السفير الإثيوبي بالخرطوم شيفارو جارسو، بطلب من الأخير، لبحث الموقف الحالي من مفاوضات سد النهضة وإمكانية السير قدما في هذا الاتجاه.
وشدد اللقاء، بحسب المصدر نفسه، على ضرورة استئناف المفاوضات بين الأطراف الثلاثة السودان ومصر وإثيوبيا، بما يفضي إلى توقيع اتفاقية شاملة حول ملء وتشغيل سد النهضة.
دور الوسيط
والأحد، قال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إن بلاده ستكون وسيطا بين مصر وإثيوبيا بهدف الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة.
وقبلها أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن المباحثات مع الجانب الإثيوبي حول سد النهضة متوقفة تماما.
ونهاية فبراير الماضي، وقعت مصر بالأحرف الأولى على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الذي رعته واشنطن بمشاركة البنك الدولي، معتبرة الاتفاق عادلا وسط رفض إثيوبي وتحفظ سوداني.
ويعرب مصريون عن استيائهم مما يقولون إنه دعم سوداني لإثيوبيا في ملف السد، بينما تقول الخرطوم إنها تبحث عن مصالحها دون الإضرار بمصالح القاهرة، التي تتخوف من تأثير سلبي محتمل على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل.
تشييد وقدرات
وتشيّد إثيوبيا سد النهضة على بعد نحو 30 كلم من حدود السودان الشرقية بقدرة استيعابية تبلغ 74 مليون متر مكعب، وسط مخاوف مصرية من أن يؤثر على حصتها من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.
وبحسب الوكيل السابق لوزارة الري أحمد آدم، فإن مجمل مياه نهر النيل تبلغ نحو 115 مليار متر مكعب سنويا، تذهب نحو 97 مليار متر منها إلى مصر والباقي للسودان، وهو ما لن يكون متاحا لمصر بعد بناء سد النهضة.
ويبلغ نصيب السودان بموجب الاتفاقية 18.5 مليار متر مكعب، لكنه لا يتمكن من الاستفادة من نحو 6 مليارات من نصيبه لضيق قدرة التخزين إبان موسم الفيضان. وربما أتاح السد الإثيوبي تخزين متبقي حصة السودان ليستفيد منها في فصل الجفاف.