أخبار السياسة المحلية

السودان يدين الصمت الدولي حيال هجمات الدعم السريع على «زمزم »

الفاشر – صقر الجديان

استهجنت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، الصمت الدولي حيال هجوم قوات الدعم السريع المستمر ليومين على مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وشنت قوات الدعم السريع هجومًا بريًا، يومي الثلاثاء والأربعاء، على المعسكر الذي يبعد عن الفاشر 12 كيلو مترًا ويأوي مايزيد على المليون نازح ومئات الأسر الفارة من قرى غرب الفاشر.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إنه “وسط صمت دولي مريب، صعدت قوات الدعم السريع، مسنودةً برعايتها الإقليمية ــ في إشارة إلى الإمارات ــ حملة الإبادة الجماعية ضد غالبية مواطني دارفور”.

وأشارت إلى أن الدعم السريع تشن هجومًا وحشيًا مستمرًا على مخيم زمزم على مدى يومين، بعد أن جربت لا مبالاة المجتمع الدولي حيال استمرار قصف المخيم بالمدفعية يوميًا منذ شهر ديسمبر 2024.

وقصفت القوات مخيم زمزم عدة مرات في ديسمبر الماضي، قبل أن تسيطر على مقر بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي السابقة الواقع بين المخيم والفاشر، بغرض إحكام حصارها على المدينة.

وأفاد البيان بأن هجوم الدعم السريع أسفر عن مقتل أعداد كبيرة من النازحين، حيث أكدت تقارير استهدافها مجموعات قبلية محددة ومنع الفارين من مغادرة المخيم؛ معتبرًا ذلك ذات النمط الذي اتبعته في الهجوم على الجنينة وادرمتا بغرب دارفور في يونيو 2023.

وذكر أن عناصر الدعم السريع أحرقت أسواق المخيم، ومستودعات الغذاء والمياه، وأجبرت مراكز الخدمات الصحية الأولية على الانسحاب.

وأوضحت وزارة الخارجية أن حديث برنامج الغذاء العالمي، الأسبوع المنصرم، عن احتجاز الدعم السريع لقوافل الغذاء المتجهة إلى مخيم زمزم لأسابيع، قبل أن تغير وجهتها قسريًا، يُجسد نية الإبادة الجماعية.

وحملت الإمارات مسؤولية جريمة الإبادة الجماعية التي تجري في زمزم، بعد أن أثبتت صور الأقمار الصناعية والتقارير العلمية الموثقة أنها مصدر الأسلحة والمدفعية الثقيلة التي استخدمت ضد نازحي المخيم على مدى ثلاثة أشهر.

وبينت أن مجلس الأمن الدولي والقوى الغربية يتحملون نصيبًا من المسؤولية، نظرًا لصمتهم على قصف الدعم السريع للمخيم، وتحديها لقرار مجلس الأمن الخاص بإنهاء الحصار على الفاشر والتوقف عن استهدافها عسكريًا.

وفي السياق، قالت الفرقة السادسة مشاةــ قاعدة الجيش في الفاشر ــ إن القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين، وبإسناد من المدفعية والطيران، تمكنوا من صد هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم اليوم الأربعاء.

وافادت بأنها كبدت الدعم السريع خسائر في العتاد والأرواح وطاردتهم إلى جنوب شرق المدينة، حيث كانت تخطط لسرقة ونهب ما تبقى من ممتلكات النازحين بعد أن أحرقت معاصر الزيوت ومخازن الفول السوداني وبعض المتاجر يوم الثلاثاء الماضي.

وأضافت: “المخيم الآن تحت سيطرة القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية، وعادت الحياة إلى طبيعتها”.

بدوره، اتهم حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قوات الدعم السريع بحرق جميع مقتنيات النازحين في زمزم، وصب البنزين على الماشية التي لا تستطيع السير وإضرام النيران فيها، بعد نهب البقية.

وجاءت اتهامات مناوي بعد ساعات من دعوته القادرين على حمل السلاح للتحرك إلى مخيم زمزم لإنقاذ النازحين من بطش الدعم السريع وحماية الأرض والعرض.

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن الاشتباكات بين الدعم السريع والقوات المشتركة داخل مخيم زمزم تهدد حياة مئات الآلاف من الأشخاص الذين عانوا من القصف والجوع، مبدية قلقها على سلامة فريقها والمدنيين في المخيم.

وقالت إن مستشفى المنظمة استقبل اليوم 17 مريضًا، بينما استقبل أمس الثلاثاء 23 مريضًا بعد هجوم الدعم السريع، فيما توفي 7 أشخاص فور وصولهم إلى المرفق.

وأفادت بأن مستشفى المنظمة لا يملك إمكانيات تقديم خدمات جراحة الإصابات، كما لا توجد طرق للوصول إلى العلاج، حيث يعد المستشفى السعودي في الفاشر أقرب مرفق قادر على تقديم الرعاية لجرحى الإصابات، لكن لا يمكن الوصول إليه بسبب الاشتباكات العنيفة على الطريق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى