أخبار السياسة المحلية

السودان يعلن عدم السماح بدخول لجنة تقصي دولية الى الفاشر

بورتسودان – صقر الجديان

جدد وزير العدل عبد الله درف، الأحد، تمسك السودان برفض إحالة التحقيق في الجرائم المرتكبة في الفاشر بولاية شمال دارفور إلى بعثة تقصي حقائق معلنا عدم السماح لها بدخول السودان.

وطلب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من بعثة تقصي الحقائق التي أنشأها في 11 أكتوبر 2023، الجمعة، إجراء تحقيق عاجل حول الانتهاكات التي ارتُكبت في الفاشر وتحديد هوية المسؤولين.

وظل السودان يرفض البعثة التي تشمل ولايتها جمع وتحليل أدلة الانتهاكات، وتحديد الأفراد والكيانات المسؤولة عن التجاوزات، كما طالب سابقًا بإنهائها ودعم الآليات الوطنية العاملة في مجال حقوق الإنسان.

وقال وزير العدل عبد الله درف، في مقابلة مع موقع ” المحقق” الاخباري الأحد ، إن “السودان يرفض إحالة التحقيق في جرائم قوات تأسيس في الفاشر إلى لجنة تقصي الحقائق”.

وأوضح أن السودان يعترض على لجنة تقصي الحقائق ولن يسمح لها بدخول البلاد.

وأضاف: “ما يقوم به مجلس حقوق الإنسان غير ملزم، وأنه درج الأمر في مثل هذه المسائل أن تُستشار الدولة فيما يتعلق بعمل مثل هذه اللجان، لأنه يتعلق بسيادتها، حيث لدينا آليات تحقيق وطنية يمكن أن تقوم بذلك”.

والسبت، أعلن تحالف “تأسيس” الذي تهيمن عليه قوات الدعم السريع عن ترحيبه بالتحقيق في الفاشر وزيارة لجنة تقصي الحقائق إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات تأسيس للوقوف على حقائق الأوضاع.

وقال وزير العدل إن لجنة تقصي الحقائق “لو ذهبت إلى الفاشر لن تجد أحدًا بها، أهل الفاشر موجودون الآن في الولاية الشمالية”.

وأوضح أن معظم سكان الفاشر خرجوا من المدينة، مرجحًا تصفية العدد الأكبر منهم في الطريق أو وفاتهم نتيجة العطش والجوع والمرض.

وشدد على أن الناس قطعوا أكثر من 800 كيلومتر للوصول من الفاشر إلى الدبة في الولاية الشمالية، دون أن يذهبوا إلى مدن قريبة مثل نيالا بجنوب دارفور نظرًا لسيطرة قوات تأسيس، وهذا دليل على أن كل المواطنين في دارفور لا يأمنون على أنفسهم من قوات تأسيس.

والجمعة، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بوصول 2,000 شخص من الفارّين من دارفور وكردفان إلى الدبة منذ سيطرة قوات تأسيس على الفاشر، لينضموا إلى نحو 35 ألفًا ممن تمكنوا من الوصول إلى الدبة خلال الحصار الطويل.

وفرّ 102 ألف شخص من الفاشر بعد سيطرة قوات تأسيس في 26 أكتوبر المنصرم، حيث وصل عدد بسيط إلى طويلة، فيما لا يزال مصير أغلبهم مجهولًا وسط مخاوف من تعرض بعضهم للقتل والضياع.

وارتكبت قوات تأسيس، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، انتهاكات شملت القتل الجماعي وتصفية المرضى واحتجاز الأشخاص بغرض الحصول على فدى مالية واغتصاب النساء بعد سيطرتها على الفاشر.

ملاحقة الإعلام

من جهة أخرى تحدث وزير العدل عن أن دخول قناة سكاي نيوز الإماراتية، الى الفاشر يعد دليلًا على أن القائمين على أمر القناة “جزء من مسرحية ميليشيا الدعم”.

وأثار وصول فريق من قناة سكاي نيوز الى الفاشر، بعد سيطرة قوات تأسيس عاصفة من الجدل، فيما قالت وزارة الإعلام إن القناة لا تملك ترخيصًا للعمل في السودان.

وأوضح وزير العدل أن “الأمم المتحدة نفسها لا تستطيع دخول الفاشر، فكيف دخلت قناة سكاي نيوز”.

وكشف عن فتح دعاوى جنائية ضد القناة  التي تبث من الامارات لاختراقها سيادة السودان ودخولها إلى البلاد دون إجراءات قانونية وإذن دخول.

ويتهم السودان الإمارات بتوفير الغطاء السياسي لقوات تأسيس وإمداده بالأسلحة والعتاد الحربي، حيث قدم ضدها شكوى أمام مجلس الأمن الدولي معززة بأدلة، وهي اتهامات مؤيدة بتقارير من منظمات حقوقية دولية وتحقيقات استقصائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى