السودان يوصد أبوابه أمام “ستموت في العشرين”
الخرطوم – صقر الجديان
رغم بدء عرض فيلم “ستموت في العشرين” اعتباراً من يوم الخميس على شبكة “نتفليكس” العالمية، وترشيحه لتمثيل السودان في حفل “أوسكار” 2020، فإن دور السينما المحلية لا تزال توصد أبوابها أمامه، ما دفع مخرجه أمجد أبو العلاء إلى الدعوة إلى “معركة” ضد “من نصبوا أنفسهم أوصياء على السودانيين وذائقتهم”.
“ستموت في العشرين” نال “جائزة أسد المستقبل” في مسابقة “أيام فينيسيا”، في اختتام فعاليات الدورة السادسة والسبعين من “مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي” في سبتمبر/أيلول عام 2019.
وهو أول فيلم روائي سوداني طويل ينتجه طاقم عمل محترف في الآونة الأخيرة، كما أنه الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الشاب السوداني أمجد أبو العلاء. ويعتبر الفيلم الروائي الأول في تاريخ السودان منذ عشرين عاماً، والسابع في تاريخها.
وأفاد أبو العلاء، اليوم الخميس، عبر موقع “فيسبوك”، بأن الفيلم بدأ عرضه عبر “نتفليكس” و”إتش بي أو أوروبا” وقنوات “إيه آر تي” وغيرها، لكن “الأمل انتهى بعرضه سينمائياً في السودان”.
وتحدث أبو العلاء عن عدم عرض الفيلم في بلده الأمّ، وقال إنه “أخذ موافقة الرقابة بالعرض كاملاً بتصنيف عمري محدد من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي”، لكن “المسؤولين في (قاعة الصداقة)، وهي قاعة وطنية ما زالت تحت إدارة المكون العسكري، قرروا أن هذا التصريح الرقابي غير كاف، واستغربوه أخلاقياً بنظرتهم هم الشخصية!”.
وأضاف: “يعني قاعة وطنية ملك الشعب ترفض عرض الفيلم للشعب… ببساطة ومن غير تجميل!”.
وشرح لجوء صناع الفيلم حينها إلى سينما “مول عفراء” التي تديرها شركة مصرية يملكها ياسر المولد، واستمرار تعثر عرض “ستموت في العشرين”، بسبب “عدم القناعة أن عرض فيلم سوداني سيكون جاذباً تجارياً لهم كقطاع خاص”.
وشدد أبو العلاء: “أنا مش مسامح كل من تلكأ في عدم عرض الفيلم لأهله وناسه، لنتهم نحن يومياً بالتعالي على جمهورنا والاهتمام بالخارج! مش مسامح من ترك ثلثي العاملين في الفيلم من ممثلين وكرو (فريق) ليشاهدوه على شاشة تلفازهم اليوم بدل العرض الخاص الموؤود”.
وأكد: “كما كانت صناعة السينما أيام البشير (عمر البشير) معركة، فإن أزمة عروض أفلامنا وتوزيع الأفلام في سينماتنا هي معركة أخرى سنقرع طبولها منذ اليوم على الجميع وبمساعدة الجميع! شعب وحكومة وصحافة ورجال أعمال وصناع الأفلام. فهي ليست معركة الصناع فقط، لأننا لن نحارب وحدنا بعد اليوم، بل هي معركة السودانيين الذين نصبتم أنفسكم أوصياء عليهم وعلى ذائقتهم، وحرمتوهم من مشاهدة (الحديث عن الأشجار) و(كشة) و(أوفسايد الخرطوم) و(ستموت في العشرين)”.
يذكر أن الزميل سامي عبد الله أجرى مقابلة مع أبو العلاء، في سبتمبر/أيلول عام 2019، بالتزامن مع الاحتجاجات في البلاد، ووصف حينها صناعة فيلم في السودان بالثورة.
وعبّر حينها عن أمله وتطلعه إلى عرض “ستموت في العشرين” في بلاده، إذ قال “بدأت التحضير لهذا الفيلم في عزّ وجود الإسلاميين في السلطة، وحصلنا على تصاريح التصوير من حكومتهم، رغم تزمّتها، وصوّرنا مشاهد الفيلم أثناء بداية نهاية هذا النظام. كنتُ أنوي بطبيعة الحال عرض الفيلم في السودان أثناء وجودهم، ويا للحظّ، وصلنا إلى 6 إبريل/ نيسان حيث احتشدنا وسط الخرطوم مع عشرات الآلاف، ونجحنا في إزاحة النظام. فما بالك الآن، في دولة جديدة، نسعى جميعًا إلى تحقيق مدنيّتها بشكل كامل، بكلّ ما يعنيه ذلك من حرية تعبير. بالتالي، فإنّ إجابتي عن سؤالك هي: نعم، سأعرض هذا الفيلم في هذا الوطن الجديد”.