السيسي وسلفاكير يدعوان لوقف القتال بالسودان ويعرضان وساطة
خلال اتصال هاتفي في ظل اشتباكات متواصلة في السودان منذ السبت بين الجيش وقوات "الدعم السريع"..
القاهرة – صقر الجديان
دعا رئيسا مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب السودان سلفاكير ميارديت، الأحد، إلى وقف فوري للقتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، معربين عن استعدادهما للعب دور وساطة.
تلك الدعوة جاءت خلال اتصال هاتفي تلقاه السيسي من سلفاكير، بحسب تصريح للمتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي.
ومصر هي الجارة الشمالية للسودان بينما جنوب السودان هي جارتها الجنوبية.
وأكد الرئيسان، خلال الاتصال، “خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مؤكدين كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام”.
ووجها “نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني”، بحسب فهمي.
كما أعرب الرئيسان عن “استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، حيث إن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة”.
والسبت، تبادل الجيش وقوات “الدعم السريع” اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما، فيما وصف الجيش “الدعم السريع” بـ”المتمردة”.
وعام 2013 جرى تشكيل تلك القوات لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن.
ووفقا للجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، في بيان فجر الأحد، فإن الاشتباكات أودت بحياة 56 مدنيا وأصابت 595، بينهم عسكريون، ومنهم عشرات الحالات الحرجة.
واندلعت الاشتباكات قبل ساعات من لقاء كان مرتقبا بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه في المجلس وحليفه السابق قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وثمة خلاف بين البرهان وحميدتي بشأن دمج مقترح لقوات “الدعم السريع” في الجيش، حيث يريد البرهان إتمام العملية خلال عامين هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يخفي أطماعا في الحكم.
وجراء خلافهما، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين، أخرهما كان مقررا في 5 أبريل/ نيسان الجاري، لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان منذ أن فرض البرهان في 2021 إجراءات استثنائية اعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا”، بينما قال هو إنها تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”.
وأعربت عواصم ومؤسسات دولية وعربية وإقليمية عن قلقها من تداعيات القتال في السودان، ودعت إلى وقف فوري للاشتباكات وتغليب الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة.