الكوليرا تضرب الخرطوم.. انقطاع الكهرباء وتلوث المياه يهددان بكارثة صحية
الخرطوم – صقر الجديان
قالت مصادر متطابقة إن وباء الكوليرا يتفشى بشكل واسع في ولاية الخرطوم بسبب تطاول انقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى انعدام المياه الصالحة للشرب ولجوء الأهالي لتناول مياه ملوثة، وسط تدني الخدمات الطبية في الخرطوم.
وتعاني مناطق واسعة من ولاية الخرطوم من أزمة في إمدادات المياه، مما يضطر سكان الخرطوم إلى استخدام مياه من مصادر غير آمنة، مثل الآبار السطحية أو المياه المسحوبة من النيل مباشرة، مما يساعد في تفشي الأمراض، بالأخص الكوليرا.
وقالت شبكة أطباء السودان في بيان الخميس إن حالات الإصابة بالكوليرا ارتفعت إلى أرقام كبيرة.
وأفاد البيان بعزل 183 حالة في مستشفى النو، بينما تزايد تسجيل الحالات في كل من مستشفيات بشائر، التركي – جنوب الخرطوم – وألبان جديد.
وحذرت الشبكة من خطورة انتشار عدوى الكوليرا في الخرطوم بسبب زيادة الحالات المسجلة خلال الفترة من 15 إلى 22 مايو الجاري، مما يستدعي التدخل العاجل من السلطات الصحية ونشر التوعية بمخاطر المرض، بجانب التحذير من استخدام المياه غير المكلورة.
وطالب البيان المنظمات الأممية والإقليمية العاملة في مجال الصحة بتوفير المعينات الطبية والمواد المكلورة للمواطنين في الخرطوم للحد من انتشار العدوى بالمرض.
وفي تطور لاحق افادت تنسيقية لجان كرري في منشور على فيس بوك مساء الخميس بأن مركز عزل الكوليرا بمستشفى النو استقبل أكثر من 200 حالة واشارت الى اعلان حالة الطوارئ الصحية وأغلاق كافة المحلات شمال المستشفى ونقل موقف المركبات كما تحدثت عن الحاجة للكوادر الطبية.
من جانبها، وضعت وزارة الصحة بولاية الخرطوم خطة للتدخل السريع لمكافحة الكوليرا، إضافة إلى دور الصحة الاتحادية والمنظمات في دعم جهود الاستجابة العاجلة.
وشددت وزارة الصحة بولاية الخرطوم خلال اجتماع الوضع الصحي بالولاية اليوم على ضرورة تكثيف حملات التوعية والتحضير لحملة التطعيم ضد الوباء لضمان الحد من انتشاره والسيطرة عليه.
في السياق، طالب حزب الأمة القومي وزارة الصحة الاتحادية بإعلان حالة الطوارئ الصحية فوراً، ودعا إلى التدخل العاجل من المنظمات الإنسانية والطبية الإقليمية والدولية.
وناشد منظمتي الصحة العالمية وأطباء بلا حدود بتقديم العون الطبي وتوفير الأدوية والمستلزمات الضرورية واحتواء انتشار الأوبئة قبل خروجها عن السيطرة.
وأكد حزب الأمة القومي في بيان انتشار حالات الكوليرا في مناطق جبل أولياء، وجنوب أم درمان، وولاية النيل الأبيض، وجنوب الجزيرة، بجانب تزايد حالات الإصابة بحمى الضنك والملاريا، مما أدى إلى وفيات وسط كبار السن والأطفال والنساء.
وأضاف البيان أن مستشفيات أم درمان تعاني من أوضاع إنسانية حرجة، حيث يُحتجز المصابون في بيئة تفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية في ظل نقص الكوادر الطبية وانعدام التخصصات الحيوية.