«بلومبرغ»: الجيش السوداني ومعارضين سياسيين يقتربوا من إبرام اتفاق
الخرطوم – صقر الجديان
قال موقع بلومبرغ، إن الجيش السوداني ومجموعة من المعارضين السياسيين اقتربوا من إبرام اتفاق يهدف لإعادة رئيس وزراء مدني وضمان بعض الاستقلال للجيش في سعي لحل الأزمة الناجمة عن انقلاب 25 اكتوبر العسكري العام الماضي، و ذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات السرية التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
أورد موقع بلوومبرغ، أن المحادثات التي جرت في الأسابيع الأخيرة، والتي يسرتها أيضًا إلى جانب الولايات المتحدة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، شهدت إجراء الجيش والميليشيات في السودان مفاوضات مباشرة مع أعضاء قوى الحرية والتغيير، وفقًا لـمصادر دبلوماسية.
و صرحت مصادر بلوومبرغ، بأن المحادثات التي رتبتها ما يسمى بـ “الرباعية”، والتي عقدت بشكل رئيسي في مقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ، حظيت أيضًا بتأييد عدة أحزاب سياسية طلبوا “عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث علنًا.”
وأكد المتحدث باسم تحالف قوى الحرية والتغيير، شهاب إبراهيم، أن اللجنة الرباعية سهلت المحادثات مع وفد عسكري يضم البرهان ونائبه قائد ميليشيا قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
حكومة بقيادة مدنية
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في رد على أسئلة طرحها الموقع الاخباري أن الاتفاق “الذي تتم صياغته” قد يساعد في “تشكيل حكومة انتقالية مقبولة على نطاق واسع وشاملة بقيادة مدنية”.
“ما ستبدو عليه الديمقراطية في السودان هو ما سيقرره الشعب السوداني، لكنهم كانوا واضحين بشأن مبادئ هذه الديمقراطية الأساسية: يجب أن تكون بقيادة مدنية وأن توفر العدالة والازدهار والسلام. الحكم العسكري ليس ولن يكون مستدامًا “.
وامتنع متحدث باسم الجيش السوداني عن التعليق كما لم يرد ممثلو السعودية والإمارات على طلبات للتعليق حسب بلوومبيرغ.
و أوضح متحدث باسم السفارة البريطانية للموقع الإخباري، أن المملكة المتحدة “تدعم الجهود التي يقودها السودانيون” للتوصل إلى اتفاق سياسي موثوق لتشكيل حكومة يقودها المدنيون في أسرع وقت ممكن، و لكنها “لن تتوسط.”
وبموجب الاتفاق المقترح، سيوافق الجيش على رئيس دولة غير عسكري ورئيس وزراء يختاره المدنيون، و سيوفر الاتفاق شكلاً من أشكال الاستقلال والحصانة للجيش من الملاحقة القضائية، وهي قد تعد تراجعا عن الالتزامات التي تم التعهد بها في الوثيقة الدستورية التي كُتبت عقب سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
امتيازات الجيش
أورد موقع بلومبرغ أيضا أنه تم الاستعانة بدستور انتقالي جديد مقترح صاغته نقابة المحامين السودانيين كنقطة انطلاق للاتفاق، تمت إضافة التنازلات المقترحة للجيش إليه. كما تنص مسودة وثيقة النقابة التي تحصلت عليها بلومبرج على دمج ميليشيا الدعم السريع في الجيش النظامي. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن وثيقة نقابة المحامين كانت المحرك للمحادثات.
و فتحت المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة مسارًا آخر لمفاوضات خارجية المسار تنظمها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية.
وقال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم لوكالة بلومبرغ في مقابلة في واشنطن أن المناقشات التي تهدف إلى تشكيل “حكومة واسعة النطاق وشاملة” جارية وأن الجيش ملتزم بالانسحاب من السياسة. وقال “نأمل أن نتوصل لاتفاق ليس بين النشطاء والعسكريين ولكن بين التشكيلات السياسية في البلاد”.
ودفع الانقلاب المانحين الغربيين إلى تعليق المساعدات إلى السودان، مما ساهم تأزم تمويل الاقتصاد السوداني. يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسودان بنسبة 0.3٪ هذا العام ، قبل أن يتوسع بنسبة 2.6٪ في عام 2023.
ذكر تقرير بلومبرغ، أن عدم مشاركة النقابات العمالية أو لجان المقاومة، المحرك للاحتجاجات التي تبعت الانقلاب، يثير الشكوك حول ما إذا كانت الصفقة ستكسب تأييد الشارع السوداني.
و رجح التقرير إمكانية إطلاق مليارات الدولارات من المساعدات الغربية المجمدة حال عودة عناصر الحكم المدني بعد انقلاب أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى تسهيل الطريق أمام استثمارات ضخمة مطروحة في مشاريع البنية التحتية والزراعة من قبل دول الخليج.
إقرأ المزيد