تركيا ترسل سفينة مساعدات إنسانية إلى السودان
تحمل على متنها 2408 أطنان ويتوقع أن تصل ميناء بورتسودان ما بين 19 و21 يوليو الحالي
مرسين – صقر الجديان
غادرت سفينة مساعدات تركية ميناء مرسين، السبت، حاملة على متنها 2408 أطنان من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى السودان.
وتأتي المساعدات التركية الموجهة إلى السودان، بتنسيق من إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، بدعم من وزارة الصحة والهلال الأحمر وجمعيات إغاثية في تركيا.
وتحمل السفينة “ساردس” 2408 أطنان من المساعدات الإنسانية، بينها أغذية ومواد تنظيف وألبسة ومستلزمات طبية وإيواء.
وفي مراسم توديع السفينة في ميناء مرسين المطل على البحر المتوسط (جنوب)، أعرب رئيس إدارة الكوارث والطوارئ (أفاد) أوقاي مميش، عن شكره لكل من ساهم في تجهيز سفينة المساعدات إلى السودان.
وأوضح مميش، أن السفينة ساردس تحمل على متنها 160 طنا من الأدوية ومستلزمات طبية وفرتها وزارة الصحة التركية، و128 طنا من الملابس، و90 طنا مواد التنظيف، و44 طنا من البطانيات ومواد الإيواء.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تصل السفينة إلى ميناء بورتسودان (شرق) ما بين 19 و21 يوليو/ تموز الحالي.
وأكد أن “تركيا وبقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تمد يد العون إلى جميع دول العالم”.
وأضاف مميش، أن قرابة 8 ملايين إنسان اضطروا إلى مغادرة ديارهم في السودان جراء الصراعات الداخلية والجفاف المستمرين في البلاد خلال الآونة الأخيرة.
وأعرب عن أمله في انتهاء حالة الصراع بالسودان في أقرب وقت.
وأكد مميش، عزم تركيا الوقوف إلى جانب الأشقاء السودانيين.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
وفي وقت سابق السبت، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الوصول للمساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في السودان “محدود للغاية”.
وأوضح غيبريسوس، أن الوصول للخدمات الصحية بات أصعب بكثير في هذا البلد بسبب نقص العاملين، وشح الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأشار إلى وجود قرابة 15 مليون شخص في السودان يحتاجون لرعاية صحية عاجلة، مثل رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة وعلاج السرطان والسكري وغيرها من الأمراض الأخرى.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن 7 ملايين و 720 ألفا و119 شخصا نزحوا داخل السودان منذ منتصف أبريل 2023 التاريخ الذي اندلعت فيه الحرب.
وذكرت أن عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود ولجؤوا إلى دول مجاورة بلغ مليونين و196 ألفا 355 سوداني، 55 بالمئة منهم أطفال دون سن 18 عاما.
– السودان أكبر دولة في عدد الأطفال النازحين
حل السودان في مقدمة بلدان العالم من حيث عدد الأطفال النازحين بواقع 5 ملايين طفل بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
فيما ينحدر 36 بالمئة من النازحين داخل البلاد من الخرطوم، و20 بالمئة من جنوب دارفور، و14 بالمئة من ولاية شمال دارفور، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
ومع استمرار تدهور الأوضاع في جميع أنحاء السودان، يضطر النساء والأطفال وأسر بأكملها إلى النزوح من مناطقتهم تاركين كل شيء وراءهم، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، سيما وأن السودان يواجه “أسوأ حالة انعدام للأمن الغذائي خلال العشرين سنة الماضية”. وفق المصدر نفسه.
– أسوأ مستويات الجوع في العالم
وبحسب غيبريسوس، فإن واحداً من كل خمسة أفراد في السودان، يعاني من انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ.
وقال إن “755 ألف شخص يواجهون جوعا كارثيا و25.6 ملايين شخص يواجهون الجوع الحاد. وهذه أسوأ مستويات الجوع التي سجلها التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) في السودان”.
– 3 ملايين إنسان مهددون بالموت جوعا
وصرحت اعتزاز يوسف، مديرة لجنة الإنقاذ الدولية بالسودان (IRC)، أن ما يقرب من نصف البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية وأن 3 ملايين شخص على وشك المجاعة ومهددون بالموت جوعا.
بينما قال مانديب أوبراين، ممثل اليونيسف في السودان، إن حوالي 8.9 ملايين طفل سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض، بدورها أكدت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أن السودان “أحد أسوأ الأماكن في العالم” بالنسبة للأطفال.
** مسار الأحداث
في 2003 سلّحت الحكومة السودانية بقيادة رئيس البلاد السابق عمر البشير، مليشيات الجنجويد ذات الأصول العربية لقمع التمرد في إقليم دارفور (غرب).
واكتسبت ميليشيا الجنجويد، المتهمة بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القتل والاغتصاب والتعذيب ضد المدنيين في الصراع بدارفور، صفة رسمية تابعة لجهاز المخابرات عام 2013، بقيادة محمد حمدان دقلو، بقوام نحو 5 آلاف عضوا حينها.
وأصبحت “قوات الدعم السريع” قوة موازية للجيش النظامي في السودان بدعم من الرئيس البشير آنذاك والجيش أولا، ولاحقا بفضل زيادة قوتها المالية والسياسية.
تسلم الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع مقاليد السلطة في السودان بعد الانتفاضة الشعبية على حكم الرئيس عمر البشير في ديسمبر/ كانون الأول 2018، لتنتهي فترة حكم استمرت قرابة 30 عاما في البلاد.
على إثر تلك الوقائع، أقدم الجيش السوداني مع قوات الدعم السريع اللذان كانا ضمن الحكومة المشكلة بمشاركة المدنيين، على الانقلاب على الحكومة المدنية في 2021.
ثم بدأ الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، بعد خلافهما حول مسألة دمج “الدعم السريع” في الجيش ضمن نطاق الإصلاح العسكري والأمني، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في البلاد منذ ذلك الحين.