تساقط الشعر يضاف إلى الآثار الجانبية طويلة الأمد لـ”كوفيد-19″
أبلغت عيادة رائدة عن وجود صلة بين “كوفيد-19” وتساقط الشعر بعد أن اشتكى الناجون من أن المرض تسبب في تساقط خصلات الشعر في كتل.
وأخبر المتخصصون في مركز بلغرافيا في لندن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أنهم بدأوا يلاحظون ارتفاعا في حالات تساقط الشعر الكربي (telogen effluvium) ، وهي حالة تساقط ناتجة عن اضطراب في دورة نمو الشعر، لدى المرضى الذين عانوا من “كوفيد-19″.
ويحدث تساقط الشعر الكربي (TE) عندما تتحول نسبة كبيرة من شعر الرأس إلى مرحلة الراحة التي تسبق تساقط الشعر بدلا من مرحلة النمو النشط، وهذا ما يسبب تساقط الشعر بشكل مؤقت في غالبية الحالات، ليعود الشعر إلى النمو بعد شهرين إلى أربعة أشهر، عقب انتهاء السبب الذي حفز دخول شعر الرأس في مرحلة الراحة، وغالبا ما تسبب هذه الحالة قلق المرضى.
وسجلت العيادة نتائجها رسميا على مدى ستة أسابيع خلال شهري يونيو ويوليو. وكان التشخيص الأكثر شيوعا هو الثعلبة الأندروجينية، أو القعلبة ذكرية الشكل، ومع ذلك شوهدت نسبة أعلى من حالات تساقط الشعر الكربي، وقد حدث العديد منها بعد ثمانية إلى 16 أسبوعا من ظهور الأعراض الأولى لفيروس كورونا.
وقالت غريس دودلي (30 عاما)، من رومفورد بإسيكس، إنها بدأت تلاحظ تساقط خصل شعرها في كتل كبيرة، على ما يبدو من دون سبب، بعد أكثر من شهر من خروجها من المستشفى بعد إصابتها بـ”كوفيد-19″.
أمضت دودلي قرابة أسبوعين في المستشفى بعد أن أصيب بالعدوى من والدها، الذي توفي لاحقا بسبب فشل العديد من الأعضاء جراء الفيروس.
وأخبرت غريس، أن شعرها يتساقط في كل مرة تمشطه، ما دفعها لحلاقته بالكامل.
أخبرها أحد الخبراء أن تساقط شعرها مرتبط بـ”كوفيد-19”. ووفقا لغريس، قالت أخصائية بحث الشعر إن تساقط الشعر الشديد قد حدث لأن الجسم كان قريبا جدا من الموت لدرجة أنه بدأ في “إغلاق ” بصيلات رأسها في محاولة للحفاظ على الطاقة من أجل الوظائف الأساسية.
وانتقل ناجون آخرون من “كوفيد-19” إلى “تويتر” لمشاركة تجاربهم مع تساقط الشعر أسابيع وحتى أشهر بعد مرور الأعراض الأولية لـ”كوفيد-19″.
وأفاد ما يقرب من ثلثي المرضى الذكور (64 %) وأكثر من ثلث النساء (38%) الذين تم تشخيص إصابتهم بتساقط الشعر الكربي في مركز بلغرافيا بأنهم عانوا من أعراض مرتبطة بـ”كوفيد-19″، معظمهم أصيبوا بالمرض في مارس، ما يشير إلى العلاقة بين الفيروس وتساقط الشعر بعد ثلاثة أشهر تقريبا.
وقالت رالي بوزينوفا، أخصائية الشعر في مركز بلغرافيا، لصحيفة “ديلي ميل”: “من الشائع جدا أن يحدث تساقط الشعر المرتبط بتساقط الشعر الكربي بعد حوالي ثلاثة أشهر من الصدمة الشديدة أو المرض أو الإجهاد، وهو ما يتناسب مع النتائج التي توصلنا إليها”.
ويُظهر الارتفاع المفاجئ في التشخيص مدى الإجهاد الذي يضعه الفيروس على الجسم، ليس فقط التسبب في تساقط الشعر المؤقت، ولكن أيضا من المحتمل أن يؤدي إلى تفاقم حالات تساقط الشعر الأخرى التي يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد إذا تركت دون علاج.
وغالبا ما يكون تساقط الشعر الكربي مؤقتا وقابلا للاسترداد، ويستمر في معظم الأحيان حتى ستة أشهر، أو أكثر من ستة أشهر وتعد بذلك الحالة مزمنة.